Connect with us

ديني

“في شم النسيم، دار الإفتاء المصرية الاحتفال بشم النسيم مباح شرعا”

Published

on

"في شم النسيم، دار الإفتاء المصرية الاحتفال بشم النسيم مباح شرعا"

أكدت دار الإفتاء المصرية أن شم النسيم عادة مصرية ومناسبة اجتماعية، ولا تتضمن أي طقوس مخالفة للشرع، ولا تنتمي إليه أي معتقد يخالف القيم الإسلامية الثابتة.

يحتفل المصريون في هذا الموسم بإشراقة فصل الربيع، من خلال الترويح عن الأنفس، وتعزيز صلات الأرحام، والتمتع بالرحلات إلى المنتزهات، وممارسة بعض العادات القومية المصرية، مثل تلوين البيض وتناول السمك.

جميع هذه الأمور مباحة شرعًا، فبعضها يُحث عليه في الشريعة مثل صلة الأرحام، وبعضها يتضمن مباحات يثاب عليها الإنسان بنية صالحة، مثل الاستمتاع بالطعام الطيب والتفاعل مع الأهل والأصدقاء.

وفي كل عام، كان الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه – الذي كان والياً على مصر بتعيين من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه – يخطب المصريين، محثًّا إياهم على الاستمتاع بموسم الربيع. يحدث ذلك في نهاية فصل الشتاء وبداية فصل الربيع، وقد روى ابن عبدالحكم في “فتوح مصر والمغرب”، وابن زولاق في “فضائل مصر وأخبارها”، والدارقطني في “المؤتلف والمختلف” عن هذه العادة.

في أصله، يعتبر موسم “شم النسيم” احتفالاً بدخول فصل الربيع، ويعتبر هذا الاحتفال ظاهرة إنسانية اجتماعية لا ترتبط بشكل مباشر بالأديان. كانت لدى الأمم القديمة أسماء مختلفة لمثل هذه الاحتفالات، وعلى الرغم من اختلاف الأسماء، فإن المعنى كان متشابهاً. فعلى سبيل المثال، كان القدماء المصريين يحتفلون بـ “عيد شموس” أو “بعث الحياة”، بينما احتفل البابليون والآشوريون بـ “عيد ذبح الخروف”، واليهود بـ “عيد الفصح” أو “الخروج”، والرومان بـ “عيد القمر”، والجرمان بـ “عيد إستر”، وهكذا.

لم يكن المقصود من قبل المسلمين تقليد أو مخالفة أعراف الناس في البلاد التي دخلوها بمجرد أنها لا تتعارض تلك الأعراف مع الشريعة الإسلامية. ولكن، كانوا يسعون إلى التواصل والتفاعل مع سكان تلك البلاد، مع الحفاظ على الهوية الدينية والقيم الإسلامية.

نظرًا لتزامن الاعتدال الربيعي مع صيام المسيحيين، اعتاد المصريون أن يحتفلوا بهذا الموسم فور انتهاء المسيحيين من صومهم. هذه العادة تعكس معنى هام، حيث تبرز أهمية الاحتفال بروح الوحدة الوطنية والتلاحم الاجتماعي.

هذا المعنى الإنساني الراقي الذي نشأ عن تجربة التعايش بين أتباع الديانات المختلفة في مصر، يسلط الضوء على الروح الاجتماعية المشتركة التي تعزز وحدة النسيج الاجتماعي. وهذا المفهوم لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية، بل يمثل تجسيداً للقيم النبيلة والسمحة التي تميز الحضارة الإسلامية.

ما يُقال من أن مناسبة “شم النسيم” تتعارض مع مبادئ الإسلام هو كلام غير صحيح ولا أساس له من الواقع. فهذه المناسبة لا تتعلق بأي مبادئ دينية أو عقائد، سواء في أصلها أو في طقوسها أو في طرق الاحتفال بها. إنما هي احتفال وطني قومي بدخول فصل الربيع، يهدف إلى تعزيز الوحدة الاجتماعية والانتماء الوطني، ونشر البهجة والفرح بين أفراد المجتمع. أما السلوكيات المحرمة في هذه المناسبة، فتتعلق بما قد يقوم به بعض الأفراد ويتجاوز حدود الشرع أو يخرج عن الآداب العامة.

Continue Reading
Click to comment

اترك رد

ديني

“أدعية النبي صلى الله عليه وسلم في قيام الليل: دعوات محببة ومستجابة”

Published

on

"أدعية النبي صلى الله عليه وسلم في قيام الليل: دعوات محببة ومستجابة"

يعتبر دعاء النبي في قيام الليل من الأدعية المحببة لدى الكثيرين، والذين يسهرون ويبحثون عنها. الدعاء في قيام الليل مستجاب، فهو الوقت الذي يتنزل فيه المولى عز وجل إلى السماء الدنيا ويستجيب لكل من دعا ويغفر لكل من استغفر. كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصًا على قيام الليل في جوف الليل، وكان يتخير الأدعية الجامعة التي تشمل خيري الدنيا والآخرة. وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم مجموعة من الأدعية التي كان يدعو بها في جوف الليل. لذا، نقدم لكم دعاء النبي في قيام الليل.

دعاء النبي في قيام الليل:

كان سيدنا رسول الله ﷺ إِذا قام من الليل يتهجد قال: «اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الحَمْدُ لَكَ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الحَمْدُ أَنْتَ مَلِكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَلَكَ الحَمْدُ أَنْتَ الحَقُّ وَوَعْدُكَ الحَقُّ، وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ، وَقَوْلُكَ حَقٌّ، وَالجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ، وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، أَنْتَ المُقَدِّمُ، وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ – أَوْ: لاَ إِلَهَ غَيْرُكَ -» [أخرجه البخاري].

افضل ادعية قيام الليل لقضاء الحوائج وفك الكروب:

«اللهم اقضي حاجتي وفرج كربتي وارحمني ولا تبتليني وارزقني واكرمني من حيث لا احتسب يارب العالمين».

«اللهم يا مسهل الشديد ويا ملين الحديد ويا منجز الوعيد ويا من هو كل يوم في امر جديد اخرجني من حلق الضيق، إلى سعة الطريق بك ادفع مالا اطيق ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم».

«اللهم ارحمني بالقرآن واجعله لي إماما ونورا وهدى ورحمة اللهم ذكرني منه ما نسيت وعلمني منه ما جهلت وارزقني تلاوته آناء الليل وأطراف النهار واجعله لي حجة يا رب العالمين اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير واجعل الموت راحة لي من كل شر اللهم اجعل خير عمري آخره وخير عملي خواتمه وخير أيامي يوم ألقاك فيه».

«اللهم إني أسألك عيشة هنية وميتة سوية ومردا غير مخز ولا فاضح اللهم إني أسألك خير المسألة وخير الدعاء وخير النجاح وخير العلم وخير العمل وخير الثواب وخير الحياة وخير الممات وثبتني وثقل موازيني وحقق إيماني وارفع درجتي وتقبل صلاتي واغفر خطيئاتي وأسألك العلا من الجنة».

«اللهم إني أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والسلامة من كل إثم والغنيمة من كل بر والفوز بالجنة والنجاة من النار اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة».

«اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك ومن طاعتك ما تبلغنا بها جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته ولا دينا إلا قضيته ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا قضيتها يا أرحم الراحمين».

«اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء، ودرَك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء. اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجأة نقمتك، وجميع سخطك. اللهم إنا نعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهم وعذاب القبر، اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها. اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها».

«اللهم اقضي حاجتي وفرج كربتي وارحمني ولا تبتليني وارزقني واكرمني من حيث لا احتسب يارب العالمين».

«اللهم يا مسهل الشديد ويا ملين الحديد ويا منجز الوعيد ويا من هو كل يوم في امر جديد اخرجني من حلق الضيق، إلى سعة الطريق بك ادفع مالا اطيق ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم».

«اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك».

«اللهم إني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي».

«اللهم إني أسألك العفو والعافية، في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية، في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، واحفظني من بين يدي، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بك أن أُغتال من تحتي».

«اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار»، فعن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال: كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: “اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار”.

«يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك». فعن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، فقلت: يا نبي الله آمنا بك وبما جئت به فهل تخاف علينا؟ قال: نعم إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله يقلبها كيف شاء.

«اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل بعد». فعن أم المؤمنين عائشة رضى الله تعالى عنها قالت: سُئلت ما كان أكثر ما كان يدعو به النبي صلى الله عليه وسلم قالت كان أكثر دعائه أن يقول: اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل بعد.

«اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار وعذاب النار، وفتنة القبر وعذاب القبر، وشر فتنة الغنى وشر فتنة الفقر، اللهم إني أعوذ بك من شر فتنة المسيح الدجال، اللهم اغسل قلبي بماء الثلج والبرد، ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم إني أعوذ بك من الكسل، والمأثم والمغرم».

Continue Reading

ثقافة

“رؤية الإسلام للأسرة: قاعدة الاستقرار والتربية في المجتمع”

Published

on

"رؤية الإسلام للأسرة: قاعدة الاستقرار والتربية في المجتمع"

اليوم الأربعاء يحمل في طياته ذكرى اليوم العالمي للأسرة، ونرى في هذا التقرير استعراضًا لنظرة الإسلام نحو الخلية الأساسية في المجتمع وهي الأسرة، وكيف نظمت الشريعة الإسلامية حقوقها ورعايتها لها لتكون القاعدة الراسخة والأساس الصلب للتربية والاستقرار في المجتمع.

قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن السعادة في الأسرة الإسلامية لا تعتمد على المقارنة بالآخرين أو التطلع لما يمتلكونه، فذلك يمكن أن يكون سببًا في شقاء الأسرة. بل تكمن السعادة في القناعة بما يملكه الفرد من نعم وما يقدمه لأفراد أسرته، مع الوعي بأن الأمور متغيرة وأنه لا يمكن لأحد أن يبلغ القمة التي تحقق السعادة المطلقة، فكل ثري يجد من هو أثرى منه.

وأضاف “الطيب” أن البناء الحقيقي للأسرة يجب أن يبدأ منذ لحظة الزواج، ولا يتعلق بالموارد المالية فقط، بل يتعلق بكيفية بناء أسس السكن والمودة والرحمة والحماية داخل الأسرة. ويجب أن تسعى الزوجة بجدية واجتهاد لتحقيق هذا الهدف، سواء كانت لديها كثير أو قليل من الموارد، بحيث تكون قادرة على تقديم نماذج مثالية لأبنائها، دون أن تعتمد سعادتها على المواد العاملة مثل الأثاث أو الذهب أو العقارات أو السيارات.

أشارت دار الإفتاء المصرية إلى أن الأسرة في الإسلام ليست مجرد إطار عادي يتحكم فيه كل فرد بحرية وإرادة شخصية، بل هي إطار يخضع لضوابط محددة ومبادئ معينة تقوم على أساسها الحياة الأسرية والتفاعلات بين أفرادها.

وأضافت دار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أن الأسرة تحيط بها أحكام الشريعة الشريفة التي تنظم الواجبات والمسؤوليات المقدسة بين الأزواج وتجاه أبنائهم والمجتمع بشكل عام. وأكدت أن الأسرة هي الأساس الذي يبنى عليه المجتمع، وبالتالي فإن اهتمام الإسلام بالأسرة يعكس اهتمامه البالغ بتأسيس المجتمع وبناؤه بشكل قوي ومتين.

وأوضحت أن للأسرة في الإسلام شأنًا عظيمًا؛ لأنها الخلية الأساسية في المجتمع وأهم جماعاته الأولية، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ، واحِدَةٍ، وخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا ونِسَاءً واتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ والْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا. [النساء:1].

وأكدت الدار على أن الأسرة والعلاقات الأسرية تلعب دورًا حيويًا داخل المجتمع، حيث يمتلك هذا الدور خصوصية تميزه عن الهياكل الاجتماعية الأخرى. فمن خلال الأسرة، يتم ربط الأفراد والجماعات بالتركيبة الثقافية للمجتمع، مما يسهم في تعزيز التكامل والتناغم بين الثقافات المختلفة.

وأكدت أن لكيان الأسرة أن يؤدي وظائفه المنوطة به بشكل صحيح، يجب أن يقوم على أسس قوية ودعائم ثابتة. فإذا غابت تلك الأسس، يصبح الكيان الأسري ضعيفًا وعرضة للانهيار في أي لحظة. وأوضحت أن هذه الأسس والدعائم تتمثل في أحكام الشريعة الإسلامية، التي تشمل الأسرة في جميع جوانب حياتها ومراحلها.

وفي سياق متصل، أشار الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إلى أن الإسلام أولى اهتمامًا كبيرًا بالترابط الأسري، إذ يعتبر ترابط الأسرة أساسًا لصلاح المجتمع بأسره. وأوضح أنه إذا لم تكن الأسرة مترابطة، فإن المجتمع يتعرض لخلل شديد يمكن أن يؤثر بشكل كبير على استقراره وتقدمه.

وأضاف المفتي: “الأسرة هي العمود الفقري للمجتمع في الزمن الحاضر، ويصبح المجتمع قويًا فقط إذا تمت إدارة الأسرة بشكل جيد”. وشدد على أنه إذا لم نتمكن من إدارة الأسرة بشكل سليم، فإننا سنواجه مشاكل وكوارث في المستقبل، لا فقط على مستوى الأسرة بل على مستوى المجتمع بأسره. فالمجتمع يتكون من مجموعة من الأسر، ولذلك يصف علماء الاجتماع المجتمع بأنه فرد مكرر، ومن ثم فإن الأسرة تشكل الوحدة المركزية في بناء هذا المجتمع، فهي الأساس لاستمراريته وتطوره.

وشدد مفتي الجمهورية على أهمية حماية الأسرة، مشيرًا إلى أن هذه الحماية تتطلب مجموعة من الإجراءات الشاملة. يشمل ذلك التثقيف المجتمعي، ووضع تشريعات تدعم استقرار الأسرة، وتعزيز الوعي القضائي لدى الأطراف المتصارعة في حالات النزاع الأسري. وأكد على ضرورة أن يكون العدل والفضل معيارين في التعامل، مستندًا إلى قوله تعالى: ﴿وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ﴾. [البقرة:237].

وأكد المفتي على أهمية العودة إلى النموذج النبوي في التعامل مع الزوجة، وضرورة اعتماد القيم الرفيعة في التعامل والتقليد الحسن للنبي الكريم في سلوكه الطيب مع أزواجه. وشدد على أهمية إدارة الأزمات بحكمة ورشد وتوفير الدعم اللازم. كما شجع على الاستفادة من مثالية الصحابة في تعاملهم مع أزواجهم، وتذكير الناس بالجوانب الإيجابية في الحياة الزوجية.

وأشار علام إلى أن أسباب كثرة النزاعات والمشاكل الأسرية يمكن أن تعزى إلى غياب التسامح والتفهم من الأطراف المتنازعة، والتمسك بالتفاصيل الصغيرة والعناد مع الآخر. وحذر من خطورة هذا السلوك، مشيرًا إلى أن الكثير من الصراعات الكبيرة تنشأ من تفاصيل صغيرة. وشدد على ضرورة الصبر والحكمة في معالجة النزاعات، وعلى كل طرف أن يتحمل المسؤولية ويتعاطف مع الآخر لحل الخلافات وتجنب الكوارث الأسرية.

وأوضح المفتي أن الشريعة الإسلامية تولي اهتمامًا كبيرًا لصلاح الأسرة، حيث تتضمن القرآن الكريم وآياته العديدة النصائح والتوجيهات لتنظيم العلاقات الأسرية. كما أن السنة النبوية تقدم لنا نماذج واقعية للحياة الأسرية المستقرة والمتوازنة. وأكد أن الفقهاء أيضًا أولوا اهتمامًا بحقوق وواجبات الزوجين في مختلف جوانب الحياة الزوجية، مما يدل على اهتمام الشريعة الإسلامية واهتمامها العميق بصلاح الأسرة وتوفير الإطار المناسب لتحقيقه.

وأوضح المفتي أن مصطلح الأحوال الشخصية هو مصطلح حديث استفدناه من الآخرين، وقد قبلناه بسرور لأنه يتوافق مع الشريعة الإسلامية، ولذا قام العلماء والفقهاء بتبنيه وشرح قوانينه وأحكامه. وأشاد بالتجربة المصرية في مجال التشريعات القضائية والتطبيق القضائي في مجال الأسرة والأحوال الشخصية، التي أصبحت مرجعًا للعديد من الدول الأخرى.

Continue Reading

ديني

“فضل شهر ذو القعدة: تاريخه، تسميته، وأحكامه الشرعية”

Published

on

"فضل شهر ذو القعدة: تاريخه، تسميته، وأحكامه الشرعية"

أعلنت دار الإفتاء المصرية اليوم الخميس هو أول أيام شهر ذو القعدة 1445 هـ، وفقًا للرؤية الشرعية. وبالطبع، تثير هذه الإعلانات العديد من الأسئلة حول فضل شهر ذو القعدة، ولماذا يُعتبر واحدًا من الأشهر الحرم بجانب شهر الحج؟ سنقدم توضيحًا لهذا في التقرير التالي.

ذو القعدة هو الشهر الحادي عشر في التقويم الهجري، ويأتي بعد شهر شوال وقبل شهر ذي الحجة. يُعتبر أول الأشهر الحرم، وهو الشهر الذي يسبق موسم الحج. يُذكر بالخصوص في القرآن الكريم. يُعتقد أن اسمه يرتبط بمعنى “القُعود” أو التوقف عن الحرب، حيث يُشير إلى أهمية التهدئة والتوقف عن القتال في هذا الشهر وخلال فترة الحج.

شهر ذو القعدة يعد واحدًا من الأشهر الأربعة الحرم التي ذكرها النبي الشريف في الحديث النبوي، وتبرز في القرآن الكريم فضليتها وحرمتها، وتوضح ما يجب على المسلمين تجنبه خلالها. يقول تعالى: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾. [التوبة:36]. والأشهر الأربعة الحرم هي رجب، ذو القعدة، ذو الحجة، ومحرم.

جاء في السنة النبوية أنه حدثنا مجاهد بن موسى قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سليمان التيمي قال، حدثني رجل بالبحرين: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته في حجة الوداع: “ألا إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، وإن عدّة الشهور عند الله اثنا عشر شهرًا، ثلاثة متواليات: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجبُ الذي بين جمادى وشعبان”.

اسم شهر ذو القعدة يعود إلى عادة العرب في القعود أو الترحال في هذا الوقت، استعدادًا لموسم الحج. يُعتبر أول الأشهر الحرم المتتالية، ووفقًا لتقاليد العرب، يتوقفون فيه عن الترحال وطلب الكلأ والميرة. قال العرب: “تتوقف فيه عن الترحال وطلب الكلأ والميرة”. والتسمية “ذو القعدة” تأتي من مشتقات “القعود”، ويمكن تصريفها بفتح القاف أو بالكسر.

ويقال تسمية شهر ذو القعدة بهذا الاسم تعود إلى عادة العرب في تقديم الاحترام والتقدير لهذا الشهر، حيث يتوقفون فيه عن القتال نظرًا لحرمته وتعظيمه. فهو أحد الأشهر التي اشتُهِرت بها العرب بالقعود عن القتال أو الترحال وطلب الكلأ، مما جعله شهرًا هادئًا في الجزيرة العربية. ويُذكر في لسان العرب: “تتوقف فيه عن الترحال وطلب الكلأ والميرة”.

وفي كتاب المصباح المنير، عند تفسير أسماء الأشهر الإسلامية، ورد أن “ذو القعدة” يأتي من تذليل القعدان، وهي تعبير يشير إلى انحناء الإبل في الركوع وانحناء الركب. وفي السريانية، يعبر “القعدان” عن الركوع وانحناء الركب، مما يُشير إلى أن اسم شهر ذو القعدة ربما كان يعكس استعداد الناس للحج، أو لأنه كان في الجاهلية شهرًا مقدسًا محرمًا حيث لا يحل فيه القتال. ويُشير أيضًا إلى أن بعض العرب كانوا يسمون هذا الشهر بأسماء مختلفة مثل “هُواع” و “وَرْنَة”.

من فضائل هذا الشهر أيضا أن  العُمرة فيه سُنَّة؛ لأن عُمرات النبي ﷺ كنّ في شهر ذي القعدة؛ قَالَ أَنَسٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: «اعْتَمَرَ رَسُولُ اللهِ ﷺ أَرْبَعَ عُمَرٍ، كُلَّهُنَّ فِي ذِي القَعْدَةِ، إِلَّا الَّتِي كَانَتْ مَعَ حَجَّتِهِ: عُمْرَةً مِنَ الحُدَيْبِيَةِ فِي ذِي القَعْدَةِ، وَعُمْرَةً مِنَ العَامِ المُقْبِلِ فِي ذِي القَعْدَةِ، وَعُمْرَةً مِنَ الجِعرَانَةِ، حَيْثُ قَسَمَ غَنَائِمَ حُنَيْنٍ فِي ذِي القَعْدَةِ، وَعُمْرَةً مَعَ حَجَّتِهِ». “متفق عليه”.

ومن خصائص شهر ذو القعدة والأشهر الحرم ما يلي:

  1.  أن الذنوب فيه أعظم من غيره، قال ابن كثير رحمه الله في قوله تعالى: ﴿فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾. [التوبة:36]، أي في هذه الأشهر المحرمة، لأنها آكد وأبلغ في الإثم من غيرها، كما أن المعاصي في البلد الحرام تُضاعف لقوله تعالى: ﴿وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ [الحج:25]، وكذلك الشهر الحرام تغلظ فيه الآثام.
  2. الظلم في الأشهر الحرم يعتبر خطيئة أعظم ووزرًا أكبر من الظلم في غيرها، وإن كان الظلم بشكل عام ذنبًا كبيرًا. ومع ذلك، فالله يعظم من أمره ما يشاء، ويحكم بالعدل والرحمة في جميع الأحوال.
  3. أنه يحرم في الأشهر الحرم ابتداء القتال.
  4.  أن أعمال الحج كلها تقع في ذي الحجة، قال تعالى: ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ﴾ قال البخاري: قال ابن عمر: هي شوال، وذو القعدة، وعشر من ذي الحجة.

دعاء ذو القعدة لفك الكرب:

1) يا عزيز يا حميد، يا ذا العرش المجيد، اصرف عني شر كل جبار عنيد، اللهم إنك تعلم أنني على إساءتي وظلمي وإسرافي لم أجعل لك ولدًا ولا ندًا، ولا صاحبة ولا كفوًا أحد، فإن تُعذب فأنا عبدك، وإن تغفر فإنك العزيز الحكيم.

2) اللهم إن همومنا قد كثرت، وليس لها إلا أنت، فاكشفها، يا مفرج الهموم، لا إله إلا أنت سبحانك، إني كنت من الظالمين، اللهم اكفني ما أهمني، اللهم إني ضعيف فقوني، وإني ذليل فأعزني، وإني فقير فارزقني وأسألك خير الأمور كلها وخواتم الخير وجوامعه.

3) حسبي الله لما أهمّني، حسبي الله لمن بغى علي، حسبي الله لمن حسدني، حسبي الله لمن كادني بسوء، حسبي الله عند الموت، حسبي الله عند الصراط، حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم.

4) اللهم اكفني ما أهمني، وما لا أهتم له، اللهم زودني بالتقوى، واغفر لي ذنبي، ووجهني للخير أينما توجهت، اللهم يسرني لليسرى، وجنبني العسرى، اللهم اجعل لي من كل ما أهمني وكربني سواء من أمر دنياي وآخرتي فرجًا ومخرجًا، وارزقني من حيث لا أحتسب، واغفر لي ذنوبي.

5) يا عزيز أعزني، ويا كافي اكفني، ويا قوي قوني، ويا لطيف الطف بي في أموري كلها والطف بي فيما نزل، اللهم إني أسألك سلامًا ما بعده كدر، ورضى ما بعده سخط، وفرحًا ما بعده حزن، اللهم املأ قلبي بكلّ ما فيه الخير لي، اللهم اجعل طريقي مسهلًا وأيامي القادمة أفضل من سابقاتها.

Continue Reading

تابعنا

Advertisement

تابعونا

mia casa

متميزة