شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم حفل تسليم أول ثلاثة أبراج إدارية في منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة.

حضر الحفل الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والدكتور وليد عباس، نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، والمهندس عبدالمطلب ممدوح، نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة لقطاع التنمية وتطوير المدن، ولي يونج مينج، نائب رئيس الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية CSCEC المُنفذة للمشروع، وهشام شتا، رئيس مجلس إدارة شركة “انكوم” الشريك المصري لها، إلى جانب عدد من كبار الإعلاميين.

تمثل هذه الأبراج الإدارية الثلاثة المرحلة الأولى من التسليم في منطقة الأعمال المركزية (CBD) بالعاصمة الإدارية الجديدة. وتشهد المنطقة إجمالي 20 برجًا يتم تنفيذها بواسطة الشركة الصينية لصالح وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، بما في ذلك “البرج الأيقوني” الذي يبلغ ارتفاعه نحو 400 مترًا وسيتم تسليمه في مراحل لاحقة من هذا المشروع.

وفي كلمته خلال الاحتفالية، أعرب رئيس الوزراء عن سعادته بتحقيق هذا المشروع الضخم الذي بدأ كحلم قبل ست سنوات وأصبح اليوم واقعًا. وشدد على أهمية المشروع وتأثيره على الوطن، مشيرًا إلى أن تقديم مبادرة “سكن لكل المصريين” تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي ساهم في تخفيف حدة مشكلة الإسكان بشكل كبير. ودعا الإعلاميين إلى استرجاع الأعمال الفنية التي تسلط الضوء على مشكلة السكن في مراحل سابقة.

أشار مدبولي إلى أن بعض الشباب لم يُعاصروا مشكلة الإسكان في المراحل السابقة، داعيًا إلى التفكير في الأفلام والأعمال الفنية التي تسلط الضوء على هذه المشكلة بشكل أفضل.

وأكد أن المبادرة الرئاسية “سكن لكل المصريين” قد ساهمت في تخفيف حدة هذه المشكلة بشكل كبير، وأصبحت الدولة المصرية قادرة على توفير مختلف أنواع الإسكان بالتعاون مع القطاع الخاص لتلبية الطلب المتزايد رغم الزيادة السكانية.

أوضح رئيس الوزراء أن تنفيذ مليون وحدة سكنية للشباب ومحدودي الدخل استلزم تكلفة تجاوزت 400 مليار جنيه، بالإضافة إلى إنشاء 300 ألف وحدة سكنية بديلة لسكان المناطق غير الآمنة، داعيًا إلى الرجوع إلى الأعمال الفنية التي تناولت مشكلة الإسكان قبل عام 2011. وأشار إلى الظروف البائسة التي كان يعيش فيها الكثيرون في تلك المناطق غير الآمنة.

وأضاف رئيس الوزراء أنه تم العمل على ربط العاصمة الإدارية بالقاهرة وباقي مدن الجمهورية من خلال شبكة متطورة من وسائل النقل، مع التركيز على توفير فرص عمل للشباب المصري في القطاعات المختلفة.

وفي نهاية كلمته، أكد على أهمية بناء المستقبل من خلال مشاريع مستدامة ومتكاملة، مشيرًا إلى أن مشروع العاصمة الإدارية الجديدة يُعد استشرافًا للمستقبل وجهدًا لتحقيق التنمية الشاملة.

أشار رئيس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، في هذا السياق إلى أهمية الحي السكني R3 الذي يُعد أول حي سكني تم إنشاؤه في العاصمة الإدارية الجديدة. أوضح أن هذا الحي تم بناء أكثر من 24 ألف وحدة سكنية فيه بمختلف المستويات، وتم بيعها بالكامل تقريبًا. بتفسيره بأن متوسط الأسرة القاطنة للوحدة الواحدة يبلغ نحو 4 أفراد، يبرز أن حوالي 100 ألف مواطن مصري سينتقلون إلى هذا الحي.

أكد رئيس الوزراء على أهمية التفكير والتخطيط للمستقبل بناءً على أسس صحيحة، وأردف بالقول إن الحكومة تدير العاصمة الإدارية بفكر القطاع الخاص، حيث تم إنشاء شركة العاصمة الإدارية الجديدة لإدارة المشروع. وأشار إلى أرباح الشركة التي تجاوزت 20 مليار جنيه في العام المالي السابق، مؤكدًا نجاح المشروع.

وفيما يتعلق بملف الاقتصاد، أشار مدبولي إلى أن الأزمة الاقتصادية العالمية ستظل تحديًا في عام 2024، مشيرًا إلى الضغوط الإضافية التي تفرضها المشكلات السياسية. وقد أكد حزمة الإصلاحات والخطط التنموية التي تعمل الحكومة على تنفيذها لتجاوز هذه الأزمة واستعادة مسار النمو.

وأشار إلى زياراته الميدانية للمشروعات في العين السخنة والنوبارية والعامرية، حيث يتم تنفيذ مشروعات صناعية وزراعية، مُؤكدًا أن هذه القطاعات الإنتاجية تعتبر السبيل الوحيد لاستدامة نمو الاقتصاد المصري.

وفي ختام حديثه، أكد رئيس الوزراء على التفاؤل والإيمان بتجاوز الأزمات الراهنة خلال الفترة المقبلة، وأعرب عن التطلع لتحقيق التقدم والخير لمصر.