Site icon راديو مصر

“فهم اضطراب ما بعد الصدمة: الأعراض، الأسباب وطرق العلاج”

"فهم اضطراب ما بعد الصدمة: الأعراض، الأسباب وطرق العلاج"

من الطبيعي أن تترافق مشاعر مزعجة ومربكة مع أحداث صادمة. ومع ذلك، قد يعاني بعض الأشخاص، سواء كانوا أطفالًا أو بالغين، من اضطراب ما بعد الصدمة، الذي يؤثر سلبًا على حياتهم اليومية. في هذه المقالة، سنستعرض أعراض اضطراب ما بعد الصدمة وطرق العلاج المتاحة.

ما هو اضطراب ما بعد الصدمة؟

اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) هو حالة نفسية تنشأ نتيجة تعرض الشخص لإصابة أو حدث مروع أثر على حالته النفسية والجسدية والاجتماعية. تختلف مدة تأثير الصدمة من شخص لآخر، حيث تعتمد على استجابته للعلاج وقدرته على التغلب على التجربة. غالبًا ما يواجه الأشخاص المصابون استرجاعًا متكررًا للأحداث المؤلمة، بالإضافة إلى الكوابيس والقلق الشديد عند تذكر تلك التجارب. يؤثر اضطراب ما بعد الصدمة على الأفراد من جميع الأعمار.

أسباب اضطراب ما بعد الصدمة:

يمكن أن ينتج اضطراب ما بعد الصدمة عن مجموعة متنوعة من الأحداث المؤلمة والصعبة، سواء كانت حوادث مفاجئة مثل الحوادث المرورية، أو صدمات متكررة مثل العيش في مناطق حرب أو التعرض للإساءة. كما يمكن أن يتأثر الشخص بهذا الاضطراب نتيجة لأحداث مؤلمة تحدث لأحبائه.

الأسباب الشائعة للاضطراب تشمل:

العوامل البيولوجية:

أنواع اضطراب ما بعد الصدمة:

تُعتبر هذه الحالة الصحية العقلية قصيرة المدى، وقد تحدث خلال الشهر الأول بعد التعرض لحدث صادم.

تُعد هذه الحالة الصحية العقلية نتيجة محتملة للصدمة المزمنة (الطويلة الأمد). من أمثلة الصدمات المزمنة الاعتداء الجسدي أو الجنسي المستمر على الأطفال، والعنف المنزلي المتواصل، بالإضافة إلى التعرض للحروب.

أعراض اضطراب ما بعد الصدمة:

يجب أن تستمر الأعراض لأكثر من شهر ليتم تشخيص الشخص باضطراب ما بعد الصدمة، وتُقسم هذه الأعراض إلى نوعين: أعراض نفسية وأعراض جسدية.

تشمل الأعراض النفسية المتكررة للصدمة:

أما الأعراض الجسدية عند التعرض للصدمة فتشمل:

مضاعفات اضطراب ما بعد الصدمة:

طرق علاج اضطراب ما بعد الصدمة:

يُعتبر العلاج بالكلام هو العلاج الأساسي لاضطراب ما بعد الصدمة، حيث يركز على إعادة سرد ذكريات الصدمة حتى تصبح مألوفة.

يركز العلاج السلوكي المعرفي على تعديل المشاعر السلبية المؤلمة مثل الخزي والذنب، بالإضافة إلى تغيير الأفكار السلبية التي تسيطر على المصاب، مما يؤدي إلى تغيير استجابته للمواقف الصعبة.

يُعتبر هذا العلاج النفسي الحديث وسيلة لتخفيف أعراض التوتر والقلق وعلاج الاضطرابات الناتجة عن الصدمة. يعتمد على ترك المريض يفكر في الحدث المسبب للصدمة أثناء تحريك العين في اتجاهات مختلفة، مما قد يساعد في تقليل مستويات القلق والتوتر لدى الشخص المصاب.

تُعد هذه التقنية جزءًا من العلاج السلوكي، وتستخدم لعلاج اضطرابات القلق من خلال تعريض المريض بشكل تدريجي ومستمر لما يخشاه، مما يساعد في تحفيز نوبات الهلع لديه. على سبيل المثال، إذا كان الشخص يخاف من الثعابين بسبب تعرضه لسم ثعبان، يبدأ بتعرضه لصورة للثعبان، ويشاهدها عدة مرات في كل جلسة حتى تصبح مألوفة. في مرحلة لاحقة، يُطلب منه الاقتراب من صندوق يحتوي على الثعبان، وقد يُطلب منه حمل الصندوق أيضًا.

يشجع هذا النوع من العلاج الناجين من الأحداث المؤلمة على مشاركة تجاربهم ومشاعرهم في بيئة مريحة وداعمة.

قد يوصي الطبيب الشخص بالاستمرار في تناول مضادات الاكتئاب مثل مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) أو مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين والنورإبينفرين (SNRIs)، بالإضافة إلى الأدوية المضادة للقلق.

من الأفضل لأي شخص يعاني من آثار الصدمة تجنب مصادر الإجهاد والتوتر قدر الإمكان، وقد يكون من الضروري تقليل مشاهدة وسائل الإعلام والأخبار السلبية.

تساعد تقنيات الاسترخاء في تهدئة العقل والجسم، وتساهم في إزالة الأفكار السلبية وتعزيز التفكير الإيجابي تجاه الحياة. من بين أفضل هذه التقنيات، نجد التنفس العميق، التأمل، واليوغا.

تناول نظام غذائي متوازن، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وتجنب الكحول والمخدرات، بالإضافة إلى ممارسة تمارين الاسترخاء وإدارة التوتر والقلق، والحصول على 8 ساعات من نوم صحي، كلها عوامل مهمة.

 

اقرأ ايضًا:

فهم مرض الذهان.

الصحة العقلية.

استراتيجيات الوقاية والتعامل مع مرض الزهايمر.

Exit mobile version