من هى إيليف شافاك؟
الكاتبة والناشطة التركية المثيرة للجدل، إيليف شافاك، وُلدت في بيلغين عام 1971، وبدأت حياتها المهنية كدبلوماسية قبل أن تصبح كاتبة مشهورة. قضت طفولتها ومراهقتها بين مدريد وعمان، ثم عادت إلى تركيا لاحقاً. نشرت شافاك 15 كتاباً، من بينها 10 روايات. حصلت روايتها الأولى، “الصوفي للرومي”، على جائزة أفضل كتاب في عام 1998. في بداية مسيرتها الأدبية، اهتمت بالتصوف، وهو ما ترك بصمته على أسلوب رواياتها.
تلخيص الكتاب:
إيلا روبينستين، التي تبلغ من العمر أربعين عاماً، هي ربة منزل عادية وأم لثلاثة أطفال، وتعاني من عدم السعادة في حياتها الزوجية بسبب خيانة زوجها. تغيرت حياتها بشكل كبير عندما تولت وظيفة قارئة وناقدة في إحدى الوكالات الأدبية. كانت مهمتها الأدبية الأولى قراءة رواية بعنوان “الكفر العذب”، التي تتناول حياة الفقيه الشاعر الفارسي جلال الدين الرومي ومعلمه الصوفي شمس الدين التبريزي. كاتب الرواية، الذي يعيش في تركيا، هو عزيز ظهارة، الذي يعتبر غير معروف أدبياً.
سرعان ما وجدت إيلا نفسها مفتونة بالرواية وبالكاتب الذي ألفها، فبدأت تنشأ بينهما مراسلات إلكترونية ذات طابع غزلي. خلال قراءتها للرواية، بدأت تتساءل عن حياتها الرتيبة التي تفتقر إلى العاطفة والحب الحقيقي. في قلب الرواية، يجد شمس الدين التبريزي، الصوفي المتجول، الذي تحدى الحكمة التقليدية والأحكام المسبقة الاجتماعية والدينية، نفسه في رحلة بحث عن الرفيق الروحي الذي سيساعده في مهمته. تهدف مهمته إلى تحويل تلميذه جلال الدين الرومي، الواعظ المحبوب، إلى أعظم شعراء العالم، ليصبح صوت الحب.
جلال الدين الرومي هو طالب مجتهد يحظى بإعجاب واحترام كبيرين في مجتمعه، لكن عائلته والمجتمع يشعرون بالاستياء من شمس الدين التبريزي، الذي أزعج أسلوب حياتهم المستقر. مهمة شمس هي أن يُبعد الرومي عن وسائل الراحة التي يوفرها له أسلوب حياته المحترم، ويحثه على الخروج من منطقة راحته.
يُجبر كل من جلال الدين الرومي وإيلا روبينستين، من خلال علاقتهما بشمس وعزيز على التوالي، على طرح تساؤلات عميقة والابتعاد عن الأمان والسلامة في حياتهما. يتعين عليهما مواجهة عدم اليقين والنشوة وانكسار القلب. لا يمكن لشمس أو عزيز أن يقدما وعداً بالسعادة الدائمة؛ فكل ما يمكنهما تقديمه هو تجربة الاتحاد الصوفي والحب الإلهي والانسجام العميق، الذي يمكن تحقيقه فقط عندما يتخلص الفرد من النفس الزائفة التي تشكلها ضغوط المجتمع، ويصل إلى الذات الحقيقية.
طوال رحلة جلال الدين الرومي مع شمس الدين التبريزي، قام التبريزي بتعليمه “قواعد العشق الأربعين”، وهي حكمة صوفية تجسدها وتدعو إليها. تحدى التبريزي الأعراف التقليدية مراراً وتكراراً، وعرض نفسه للخطر، حيث دعا إلى روحانية عالمية تُفتح أبوابها لجميع البشر مهما اختلفت دياناتهم ومعتقداتهم وأجناسهم. بدلاً من الدعوة إلى الجهاد المعروف كحرب ضد الكفار، دعا التبريزي إلى الجهاد الداخلي ضد الأنا والنفس. أثارت أفكاره سخطاً كبيراً، وأصبحت الرابطة الروحية القوية بينه وبين الرومي هدفاً للشائعات والافتراءات والهجمات، حتى من أقرب المقربين إليهم. وبعد ثلاث سنوات من لقائهما، انفصلا بشكل مأساوي، انتهى بقتل التبريزي. رغم ذلك، نجح التبريزي في إلهام الرومي ليصبح واحداً من أعظم شعراء العالم حكمة وعمقاً. بالمثل، ألهمت قصة التبريزي والرومي عزيز، مما دفعه إلى كتابة الرواية التي ألهمت إيلا روبينستين للخروج من زواجها الذي أصبح خانقاً عاطفياً وروحياً.
لا تعليق