عقبة الأحمد-الجزيرة نتأظهر استطلاع للرأي العام الأميركي أجري الشهر الماضي تحولا إيجابيا تجاه الشعوب العربية والشرق الأوسط، بعد الثورات التي شهدتها المنطقة، حيث أعربت أغلبية من الشعب الأميركي عن نظرتها

الإيجابية للعرب بشكل عام، بل وصل الأمر إلى تأييدها للتغيير الديمقراطي في الشرق الأوسط حتى وإن أدى ذلك إلى مخالفة تلك الدول السياسة الأميركية.

وطبقا للاستطلاع -الذي أجراه برنامج السلام والتنمية في جامعة ميريلاند الأميركية بالتعاون مع منتدى أميركا والعالم الإسلامي بين 12 و14 أبريل/ نيسان الماضي- يعتقد ستة من كل عشرة أميركيين أو ما نسبته 61% أن علاقة الولايات المتحدة مع العالم الإسلامي يجب أن تكون واحدة من بين خمس قضايا تتصدر أولويات السياسة الأميركية الخارجية.

ورأت أغلبية كبيرة من الأميركيين بلغت 76% أن حدوث التغيير الديمقراطي في الشرق الأوسط سيكون إيجابيا للولايات المتحدة على المدى البعيد، في حين أظهر الاستطلاع أن أغلبية 65% من الأميركيين ترى في ذلك إيجابية على مدة السنوات القليلة القادمة.

ولم يحجم الأميركيون من خلال الاستطلاع عن دعم التغيير الديمقراطي في المنطقة حتى وإن أدى ذلك إلى مخالفة تلك الدول التي تجري فيها التحولات للسياسة الأميركية، حيث بلغت نسبة التأييد 57% مقابل 40% للمخالفين.

كما كشف الاستطلاع عن أن 45% من الأميركيين يعتقدون أن الثورات العربية ناجمة عن شعوب تطالب بالديمقراطية والحرية، في حين رأت نسبة 15% أن وراءها جماعات إسلامية تسعى للوصول إلى الحكم، إلا أن ما نسبته 37% من الأميركيين جمعت بين الشعوب الطامحة للحرية والجماعات الإسلامية الساعية للسلطة.

التعاطف

وبخصوص النظرة للعرب أظهر الاستطلاع أن 56% من الشعب الأميركي ينظرون بإيجابية للعرب عموما، لكن هذه النسبة ارتفعت إلى 70% تجاه الشعب المصري خصوصا، كما بلغت النظرة الإيجابية تجاه الشعب السعودي 57%.

وعموما كشف الاستطلاع عن تزايد التعاطف مع العالم العربي بعد الثورات بنسبة بلغت 39%.

أما فيما يخص التعامل الأميركي مع الثورات العربية فإن أغلبية ثلثي الشعب الأميركي رأت أن على الحكومة في واشنطن أن تتخذ موقفا محايدا من الانتفاضات الشعبية في كل من سوريا واليمن والبحرين والأردن والسعودية، مقابل ما نسبته نحو 25% تدعو لتأييد المحتجين وبنسبة أقل جدا تفاوتت من بلد إلى آخر تدعو لدعم الحكومات.

ورغم تأييد 54% للضربات الجوية ضد نظام معمر القذافي في ليبيا لحماية المدنيين فإن 59% من الأميركيين يعارضون إمداد الثوار بالسلاح.

إلا أن الثورات العربية لم تغير من وجهة النظر الأميركية تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فقد أظهر الاستطلاع أن ثلثي الأميركيين ما زالوا يؤيدون إسرائيل، ولكن هذه النسبة أيضا تؤيد عدم ميل حكومتهم إلى أي طرف في الصراع.

وبالنسبة للتعايش بين الثقافتين الإسلامية والغربية ما زالت أغلبية نسبتها 59% ترى إمكانية ذلك، كما أن 41% من الأميركيين يرفضون الرأي القائل إن الصراع العنيف بين الإسلام والغرب أمر لا مفر منه، بيد أنه في نفس الوقت ما زالت أغلبية ترى أن نسبة “المتطرفين” في الإسلام أكثر مما في الديانات الأخرى.

تغيرات النظرة

ويرى مدير برنامج السلام والتنمية في جامعة ميريلاند قرب واشنطن والباحث الكبير في معهد بروكينغز، الدكتور شبلي تلحمي أن الاستطلاع يكشف عن نظرة جديدة وواضحة من جانب الأميركيين تتغير إيجابيا تجاه الشعوب العربية والشرق الأوسط بعد عشر سنوات على هجمات 11 سبتمبر/أيلول.

واعتبر في تصريح للجزيرة نت أن أهم نقطة هي النظرة الإيجابية للشعب العربي عموما ووصولها لنسبة 70% مع الشعب المصري وهي نسبة تساوي نظرة الأميركيين للشعب الإسرائيلي، إضافة إلى أن الأغلبية تؤيد التغيير الديمقراطي في الشرق الأوسط حتى ولو أدى إلى وصول مخالفين للسياسية الأميركية.

ويشير تلحمي إلى أنه من الواضح خلال الاستطلاع تفسير الرأي العام أن ما يحدث ليست ثورات من قبل “منظمات متطرفة” وإنما تعبير عن تطلعات الشعب الذي يطالب بالحرية والديمقراطية، وهو يختلف عن ما يحاول البعض إقناع الرأي العام الأميركي به.

واستشهد تلحمي بخطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما الخميس الماضي الذي ضرب أمثلة من التاريخ ليقارن بين ما يشهده العالم العربي من ثورات وتشابهه مع ثورات حصلت في التاريخ الأميركي، مشيرا إلى أن أحد أهداف خطاب أوباما كان الرأي العام الأميركي وتقديم صورة إيجابية لما يحدث في الشرق الأوسط.

وطبقا لتلحمي فقد شارك في الاستطلاع ثمانمائة شخص من مختلف الفئات العمرية والعرقية ومن الجنسين بهامش خطأ بلغت نسبته 3.5%، ووصف الاستطلاع بأنه علمي وأجري على مستوى جميع الولايات المتحدة.

من راديو مصر علي الهوا

راديو مصر علي الهوا ... صوت شباب مصر

اترك رد

رسالتك علي الهوا