أجاب الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي السابق لمفتي الجمهورية، عن سؤال وُجه إليه عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، والذي كان نصه: “فاتتني صلوات كثيرة. هل يمكنني أثناء قضائي لتلك الفوائت أن أصلي سنن الصلوات الحاضرة، والوتر، وقيام الليل؟”
رد عاشور موضحًا: “أولاً، من ترك الصلاة بدون عذر يجب عليه التوبة والاستغفار من هذا الذنب”.
ثانيًا: قضاء الفوائت واجب، حتى وإن كانت قد مرت سنوات طويلة، استنادًا إلى حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا رقد أحدكم عن الصلاة أو غفل عنها، فليصلِّها إذا ذكرها، فإن الله يقول: {وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِذِكۡرِي} [طه: 14]”.
ثالثًا: الأصل أن يقضي الإنسان ما عليه من فوائت، لأنها واجبة على الفور؛ بمعنى أنه يجب عليه قضاء الفوائت كلما وجد وقتًا لذلك، ولا ينبغي أن ينشغل بسنن أو نوافل، لأن الواجب مقدم على المندوب والمستحب. كما ورد في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، حيث قال: “شغلنا المشركون يوم الخندق عن صلاة الظهر حتى غربت الشمس، وذلك قبل أن ينزل في القتال ما نزل، فأنزل الله تعالى: {وَكَفَى ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلۡقِتَالَ} [الأحزاب: 25]. فَأَمَرَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بلالًا فَأَقَامَ لِصَلَاةِ الظُّهْرِ فَصَلَّاهَا كَمَا كَانَ يُصَلِّيهَا لِوَقْتِهَا، ثُمَّ أَقَامَ لِلعَصْرِ فَصَلَّاهَا كَمَا كَانَ يُصَلِّيهَا فِي وَقْتِهَا، ثُمَّ أَذَّنَ لِلْمَغْرِبِ فَصَلَّاهَا كَمَا كَانَ يُصَلِّيهَا فِي وَقْتِهَا”. وهذا هو مذهب الجمهور.
ويرى الحنفية جواز صلاة السنن الراتبة التي لها أجر منصوص عليه في الشرع، بالإضافة إلى قضاء ما عليه من فوائت.
والخلاصة: يجب عليك قضاء ما عليك من صلوات، لأنها في ذمتك حتى تستشعر أنك قد قضيتها، وذلك خروجًا من خلاف الفقهاء. بعد ذلك، يمكنك أداء ما تشاء من الرواتب والنوافل.
تلقى الشيخ عبدالله العجمي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، سؤالًا يقول: “كيف يمكنني قضاء الصلوات الفائتة؟”
وأجاب أمين الفتوى خلال فيديو عبر الصفحة الرسمية للدار: “يمكنك قضاء الصلوات الفائتة مع كل صلاة حاضرة، أي أن تصلي صلاة فائتة إلى جانب الصلاة الحاضرة”.
وقال الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن الصلوات التي قصر العبد في أدائها ولم يقم بها كما أمره الله، تُعد دينًا في ذمته لا يُسقطه إلا أداؤها.
وأضاف ممدوح في فيديو البث المباشر على الصفحة الرسمية لدار الإفتاء على فيس بوك، ردًا على سؤال: “هل يكفي الاستغفار والتوبة عن الصلوات التي لم أصليها، أم يجب أداؤها؟” أن دين الله أحق أن يقضى لتبرئة ذمة العبد. وأوضح أن العبد الذي لم يصلي طيلة ثلاث سنوات مثلا، لو صلَّى الفروض يوميًا ثلاث مرات، سيُقَضِي ما عليه من الصلوات الفائتة في غضون سنة واحدة.
وأوضح أمين الفتوى أن الصلاة وسائر العبادات الواجبة لا يكفي فيها مجرد الاستغفار، بل يجب قضاؤها. واستشهد بما رواه الإمام أحمد عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالت: “إن أمي ماتت وعليها صوم شهر رمضان، فهل أقضيه عنها؟” فقال: “أرأيتِ لو كان عليها دين، هل كنت تقضينه؟” فقالت: “نعم.” قال: “فدين الله عز وجل أحق أن يُقضى”.