أردوغان يصل إلى مصر في أول زيارة رسمية منذ 11 عامًا لتعزيز التقارب وتحسين العلاقات

غداً، يبدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان زيارة رسمية إلى مصر، استجابةً لدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي. تأتي هذه الزيارة في سياق استمرار التقارب بين البلدين بعد فترة قطيعة استمرت نحو عشر سنوات.

أعلنت الرئاسة التركية يوم الأحد أن الرئيس أردوغان سيبحث في القاهرة الخطوات التي من الممكن اتخاذها لتحسين العلاقات الثنائية بين تركيا ومصر، وتعزيز آليات التعاون على أعلى المستويات. سيشمل الحوار أيضًا مناقشة القضايا العالمية والإقليمية الحالية، وبشكل خاص تطورات الوضع في قطاع غزة نتيجة للحرب الإسرائيلية.

تُعتبر الزيارة ختامًا مميزًا لمسار تطبيع العلاقات بين تركيا ومصر، حيث شهدنا مصافحة بين الرئيس أردوغان والرئيس السيسي خلال حفل افتتاح كأس العالم في قطر عام 2022. وتجدد لقاءهما مرة أخرى في قمة العشرين في نيودلهي في سبتمبر من العام الماضي، حيث تم التأكيد على التزام البلدين بتعزيز العلاقات وتعزيز التعاون، بالإضافة إلى رفع مستوى العلاقات الدبلوماسية وتبادل السفراء بين البلدين.

ويري بشير عبد الفتاح، الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إلى أن زيارة الرئيس التركي تحمل معها عدة دلالات، أبرزها اهتمام تركيا بتعزيز وتطوير العلاقات مع مصر على جميع الأصعدة.

في حديثه لوكالة أنباء العالم العربي، أشار عبد الفتاح إلى وجود ملفات عديدة تتطلب قرارات سياسية على مستوى القادة، مثل القضايا الليبية وشرق المتوسط والتدخلات التركية في سوريا والعراق. وأضاف أن “العلاقات بين البلدين قد تشهد تحسينًا نوعيًا” في حال تحقيق حلول توافقية لهذه القضايا.

وأكمل بقوله: “تتسم القضايا المطروحة بتنوعها، حيث يشمل النقاش العلاقات الثنائية وتطورات حرب غزة، إضافة إلى الأوضاع في ليبيا وسوريا والعراق والسودان”. وأشار إلى أن التقارب بين البلدين سيكون له دور مهم في وضع أسس لنظام إقليمي قوي، قادر على التصدي للتحديات المتنوعة التي تواجه المنطقة.

وأضاف قائلاً: “من الممكن أن يتم التوصل إلى اتفاقات خلال الزيارة تهدف إلى إقامة آليات عمل فعّالة على جميع المستويات بين البلدين، بهدف تعزيز الأمان وتحقيق الاستقرار في المنطقة”.

ومع ذلك، يشدد على أن الخلافات بين البلدين لا تزال قائمة جزئياً، حيث قام كل منهما بتقديم مبادرة وأبدى استعداده لاستعادة العلاقات إلى مستواها السابق. في عام 2021، جرت محادثات استكشافية أدت إلى لقاء بين وزيري الخارجية، تلاه اتصال هاتفي بين السيسي وأردوغان، تلاهما لقاء بين الرئيسين في قطر، وصولاً إلى هذه الزيارة.

تأتي أهمية الزيارة في كونها أول زيارة رسمية على مستوى الرؤساء منذ مرور 11 عامًا، حيث كانت آخر زيارة لرئيس تركي إلى مصر هي تلك التي أُجريت في فبراير عام 2013 من قبل الرئيس السابق عبد الله جول.

وقد تمت آخر زيارة لرجب طيب أردوغان إلى القاهرة خلال فترة ولايته كرئيس وزراء في نوفمبر 2012.

على الرغم من رفع مستوى العلاقات الدبلوماسية بين أنقرة والقاهرة، وتبادل السفراء بين البلدين، إلا أن هناك تكهنات حول زيارة محتملة للرئيس المصري السيسي إلى تركيا في يوليو 2023، ولكن حتى الآن لم يتم تنفيذ تلك الزيارة.

في العام الماضي، قررت وزارتا الخارجية المصرية والتركية رفع التمثيل الدبلوماسي بين البلدين إلى مستوى السفراء، بهدف إعادة العلاقات إلى سابق عهدها بعد انقطاعها منذ عام 2013.

أعلن وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، موافقة بلاده على تقديم مساعدة للقاهرة من خلال تزويدها بطائرات مسيّرة قتالية. جاء هذا الإعلان بعد انعقاد اجتماع بين وزير الإنتاج الحربي المصري ونظيره التركي لبحث آفاق التعاون في مجال الإنتاج المشترك للذخائر.

تُعَدّ طائرة بيرقدار TB2 التركية من بين أفضل الطائرات المسيرة في العالم نظرًا لتنوع استخداماتها، حيث تتميز بقدرتها على حمل حمولة تصل إلى 650 كيلوغرام، وتحقيق مدى يصل إلى 150 كيلومترًا، وتحقيق سرعة تصل إلى 70 عقدة (حوالي 130 كيلومترًا في الساعة). كما تتمتع بقدرة على الطيران بشكل مستمر لفترة تزيد عن 24 ساعة.

اترك رد

رسالتك علي الهوا