Site icon راديو مصر

“فهم سلوك العدوان لدى الأطفال: الأسباب، الأنواع، وسبل التعامل”

"فهم سلوك العدوان لدى الأطفال: الأسباب، الأنواع، وسبل التعامل"

تتلقى أمهات وآباء كثيرون شكاوى متكررة من مدارس أطفالهم تتعلق بسلوكهم العدواني تجاه زملائهم. وعندما يسألون أطفالهم عن تصرفاتهم، يرد البعض بأن أحد الزملاء قد استفزهم أو بدأوا الشجار معهم. غالبًا ما يقوم هؤلاء الأهل بومضات لوم على أطفالهم، لأنهم لا يريدونهم أن يكونوا عدوانيين.

على الرغم من ذلك، يدركون أن بعض تصرفات الأطفال قد تكون مجرد ردود فعل دفاعية. لذا، في هذا المقال، سنسعى إلى تبسيط واحدة من أكثر المشكلات السلوكية تعقيدًا، وهي سلوك العدوان.

ما هو السلوك العدواني؟

يُعرَّف العدوان بأنه أي فعل يقوم به الطفل بهدف إيذاء شخص أو حيوان، أو تدمير شيء معين. ويفرق بعض المختصين بين العدوان والعدوانية، حيث يُعتبر العدوان هجومًا فعليًا، بينما تُعتبر العدوانية هي المحفز وراء هذا الهجوم، مثل الحقد أو الغضب أو غيرهما من المشاعر السلبية.

يعتبر العدوان سلوكًا لا يقتصر على الأطفال فحسب، ولا يُعتبر سلوكًا سلبيًا دائمًا. فحين يكون العدوان وسيلة للدفاع عن النفس وحماية الحياة، يُعد سلوكًا سويًا. أما إذا استُخدم لإيذاء النفس أو الآخرين، فهو يعد عدوانًا مذمومًا وغير سوي. لذا، قد يجد الآباء أنفسهم في حيرة عندما يبرر أطفالهم سلوكهم العدواني بأنه مجرد رد فعل. في هذه الحالة، من الضروري على الوالدين فهم أسباب العدوان لدى الأطفال ومظاهره، وذلك لمعالجة الأسباب المحتملة والسعي لتربية أطفال أصحاء وغير عدوانيين.

ما أنواع العدوان عند الأطفال؟

  • العدوان الجسدي: يتمثل في اعتداء الطفل على طفل أو شخص آخر عن طريق الضرب أو الركل أو العض، بهدف الإيذاء.
  • العدوان اللفظي: يشمل توجيه الطفل أوصافًا وشتائم للآخرين بهدف الإهانة.
  • العدوان الرمزي: هو العدوان الذي لا يتطلب استخدام اليدين أو اللسان، بل يعتمد على إيماءات أو مواقف أو إشارات. ومن أمثلته: رفض مصافحة شخص، أو عدم مجالسته، أو النظر إليه بازدراء. وغالبًا ما يتعلم الطفل هذه الأساليب من أسرته.
  • التخريب: يظهر سلوك العدوان لدى بعض الأطفال في تخريب الأشياء وتكسيرها، وقد يتضمن أيضًا إيذاء أنفسهم أو الحيوانات في بعض الأحيان.

ما أسباب العدوان عند الأطفال؟

  • المنزل: يعتمد الأطفال في سنواتهم الأولى على تقليد من حولهم. إذا كان المنزل مليئًا بالمشاحنات، والوالدان يعتديان على بعضهما، والإخوة يتشاجرون، فمن المحتمل أن يكون سلوك الطفل عدوانيًا مثلهم.
  • العنف واللوم: إذا تعرض الطفل لعنف مستمر من الوالدين ولوم شديد وتسلط ملحوظ، فإن لذلك أثرًا بالغًا في إشعال العدوانية داخله.
  • لفت الانتباه: قد يعاني الطفل من شعور بالنقص بسبب ضعفه الدراسي أو تنمر الآخرين عليه، مما يجعله يسعى إلى لفت الأنظار إليه من خلال السلوك العدواني.
  • إهمال السلوك العدواني: يتعامل بعض الآباء مع سلوك أطفالهم العدواني بشكل سلبي، حيث يهملونه دون اتخاذ أي تصرف إيجابي، مما يؤدي إلى استمرار الطفل في سلوكه العدواني.
  • تشجيع العدوان عند الأطفال: يعتقد بعض الآباء أن تشجيعهم لأطفالهم على الاستمرار في السلوك العدواني هو نوع من التدليل، وقد يزداد الأمر سوءًا عندما يحثونهم على الاعتداء على الآخرين بحجة الشجاعة و”رد الحق”، وغيرها من المفاهيم غير السليمة.
  • غياب الحرية: يحتاج الطفل إلى حرية التعبير عن ذاته. فإذا قيد الوالدان مساحته للتعبير، أو إذا تعرض للتنمر بسبب طريقة تعبيره، فقد يلجأ إلى العنف والتخريب كوسيلة للتعبير عن نفسه.

كيف أتعامل مع السلوك العدواني لطفلي؟

تظهر علامات السلوك العدواني على الطفل في سن الثالثة، ثم تبدأ بالتلاشي مع نموه وقدرته على التحكم في نفسه خلال أواخر مرحلة الطفولة المتوسطة. إذا استمرت مظاهر هذا السلوك بعد بلوغه العاشرة، يُنصح باستشارة المختصين لتجنب تطور هذا السلوك إلى صفة ملازمة له طوال حياته.

وبناءً على ذلك، يمكن التعامل مع سلوك العدوان لدى الأطفال في مرحلتي الطفولة المبكرة والمتوسطة من خلال اتباع النصائح التالية:

  • كل شيء يبدأ من المنزل:
    • اسعَ لتوفير بيئة آمنة وهادئة لطفلك، تشعره بالحنان وتلبي احتياجاته دون تدليل مفرط أو حزم زائد.
    • حاول تجنب الخلافات والمشاحنات أمام الأطفال، لما قد تؤدي إليه من سلوك عدواني.
  • راقب ما يشاهده:
    • المحتوى غير الملائم يمكن أن يؤثر بشكل ملحوظ على سلوك الأطفال العدواني.
    • يُنصح باستخدام تطبيق “جيل” لما يوفره من محتوى تربوي آمن ومفيد يغرس القيم السليمة.
  • حفز طفلك:
    • يمكنك إبعاد طفلك عن السلوك العدواني من خلال تحفيزه على القيام بسلوك إيجابي.
    • قدم له مكافآت إذا لعب دون صراخ أو عدوان، أو وعده بنزهة يحبها إذا لم تشتكِ منه معلمته.
  • لا مانع من بعض التجاهل:
    • إذا كان سلوك الطفل العدواني ناتجًا عن رغبته في لفت الأنظار، فقد يكون التجاهل فعّالًا.
    • تأكد من مواساة الطفل المعتدى عليه والاهتمام به، ليُدرك الطفل المُخطئ الفائدة التي حصل عليها الآخر.
  • علِّمه التعبير عن نفسه:
    • درب طفلك على التعبير عن أفكاره بأسلوب مهذب وصريح.
    • استخدم الأوراق التربوية الخاصة بحكاية “لو سمحت” في تطبيق “جيل” لتعزيز قيمة “أدب الحديث”.
  • اغرس به قيمة التسامح:
    • تحدث مع طفلك عن فوائد التسامح وأهميته.
    • قص عليه حكايات وقصص تساعده على فهم قيمة التسامح، مما يبعده عن رغبات الانتقام والسلوكيات العدوانية.

يُعتبر العدوان سلوكًا معقدًا من حيث تكوينه وأسبابه ودوافعه، سواء لدى الصغار أو الكبار. يتطلب التعامل مع هذا السلوك من الأبوين حكمة كبيرة وصبرًا بالغًا، بحيث يمكنهم استبداله بقيم وأساليب مناسبة تعود بالفائدة على أبنائهم خلال طفولتهم وشبابهم.

اقرأ ايضًا:

كيفية بناء علاقات قوية وتعليم الأطفال سلوكيات إيجابية.

التعامل مع الأنانية لدى الأطفال.

تربية الأطفال على القيم والأخلاق.

تعزيز الثقة بالنفس لدى الأطفال.

كيفية التعامل مع كذب الأطفال.

Exit mobile version