Site icon راديو مصر

“جنون العظمة: اضطراب نفسي بين الواقع والخيال”

"جنون العظمة: اضطراب نفسي بين الواقع والخيال"

جنون العظمة أو هوس العظمة هو اضطراب نفسي يتميز بالتفاخر المفرط بالنفس والرغبة في التميز والتفوق، بالإضافة إلى السعي للفت الانتباه والإثارة. يعاني الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب من ثقة مفرطة بالنفس، ويحتاجون بشكل ملح إلى الإشادة والتقدير من الآخرين. كما يشعرون دائمًا بالقلق والتهديد، ويعتقدون أن الآخرين يتآمرون عليهم.

يشير جنون العظمة “Paranoia” إلى شعور الشخص بأنه مهدد، مثل الاعتقاد بأنه يتعرض للمراقبة بشكل دائم أو أن الآخرين يتصرفون ضده رغم عدم وجود أدلة تدعم هذا الشعور. تنبع هذه المخاوف من عقل الشخص نفسه ولا تستند إلى الواقع.

اعراض جنون العظمة:

تختلف أعراض جنون العظمة من حالة لأخرى، وفيما يلي أبرز الأعراض الشائعة التي تشير إلى الإصابة بهذا الاضطراب النفسي:

  1. المبالغة في تقدير الذات: الاعتقاد بأن لك دورًا مهمًا في الحياة، رغم عدم الاعتراف بذلك من قبل الآخرين، أو الشعور بأن الآخرين يحاربونك ويقفون ضدك.
  2. تفسير سلوك الآخرين بشكل مبالغ فيه: توقع وجود معاني خفية في تصرفات الناس، سواء من خلال نظراتهم أو نبرة صوتهم أو غيرها من جوانب سلوكهم.
  3. الاعتقاد بوجود رسائل مخفية: الشعور بأن التلفزيون أو الصحف أو الإنترنت يوجهون لك رسائل خاصة.
  4. عدم الثقة بالآخرين: فقدان الثقة في الجميع، سواء كانوا غرباء أو معارف أو حتى أصدقاء مقربين.
  5. التشكيك في نوايا الآخرين: التفكير الدائم في دوافع الناس، سواء بشكل علني أو خفي.
  6. صعوبة في التفاوض أو المسامحة: عدم القدرة على قبول النقد أو التوصل إلى حلول وسط.
  7. القلق المستمر: الشعور بالحاجة الدائمة إلى الحذر وعدم القدرة على الاسترخاء.
  8. الإيمان القوي بكونك دائمًا على حق: الاعتقاد المستمر بأن وجهة نظرك صحيحة.
  9. العدائية: العدائية في بعض الأحيان.
  10. الإحساس السريع بالإهانة: الشعور بالإهانة بسهولة.

أسباب جنون العظمة:

مشاعر هوس العظمة تمثل جزءًا طبيعيًا من التجارب الإنسانية، حيث قد يختبر الأفراد مشاعر وأفكار بارانويا في حالات معينة، مثل السير بمفردك ليلاً والشعور بأن أحدًا يتبعك رغم عدم وجود شخص خلفك، أو في أوقات الشدائد حيث تشعر بأن الجميع يسعون لتحطيمك. هذه المشاعر غالبًا ما تنتهي مع انتهاء الموقف.

ومع ذلك، عندما تصبح هذه المشاعر مستمرة وتخرج عن نطاق التجارب الإنسانية الشائعة، فإنها تتحول إلى مشكلة. وفيما يلي بعض الأسباب التي قد تسهم في تشكل هوس العظمة:

  1. قلة النوم: يؤثر التعب وعدم النوم الكافي على وظيفة الدماغ، مما يؤدي إلى تشويش التفكير وتأثير سلبي على كيفية تفاعلك مع المواقف. يمكن أن يسبب ذلك اصطدامات مع الآخرين، خاصة عند الاستمرار في عدم النوم لفترات طويلة.
  2. التوتر: الشعور بالتوتر بسبب ظروف مثل فقدان وظيفة أو مرض، أو حتى أحداث إيجابية مثل الزواج، يمكن أن يؤدي إلى أفكار مشبوهة تجاه الآخرين وتصورات غير واقعية تؤثر على رؤيتك لهم.
  3. فقدان الذاكرة: حالات مثل الزهايمر أو أشكال الخرف الأخرى قد تظهر أعراضًا تدل على هوس العظمة، مما يجعل الشخص أكثر تشكيكًا بالآخرين ويدفعه إلى سلوكيات مثل إخفاء الممتلكات أو النقود.
  4. تعاطي المخدرات: المواد الكيميائية الموجودة في المخدرات مثل الماريجوانا، وعقار LSD، والمنشطات مثل الكوكايين قد تسبب أعراض جنون العظمة لفترة قصيرة. ومع ذلك، الاستخدام المفرط يمكن أن يؤدي إلى استمرار الأعراض مع ظهور هلوسات، وينطبق ذلك أيضًا على استهلاك الكحول.
  5. الفصام: يعد اضطرابًا نفسيًا خطيرًا يعاني فيه المريض من صعوبة في التمييز بين الواقع والخيال، ويحتاج إلى مساعدة من العائلة أو المتخصصين لإدراك علامات البارانويا.
  6. اضطراب الشخصية الحدية: يؤدي هذا الاضطراب إلى تقلبات شديدة في المشاعر، مما قد يجعل الشخص يختبر مشاعر حب شديدة تليها كراهية كبيرة في فترة قصيرة. قد تساهم هذه التقلبات في ظهور أفكار ارتيابية مرتبطة بالبارانويا.

اضطراب الشخصية الزورية أو المرتابة:

اضطراب الشخصية المرتابة (بالإنجليزية: Paranoid Personality Disorder) هو نوع من اضطرابات الشخصية يتميز بأعراض وصفات مرتبطة بجنون العظمة، مثل انعدام الثقة بالآخرين والشعور بأنهم يتآمرون عليك باستمرار. غالبًا ما يصاحب هذا الاضطراب أفكار سلبية وتعبيرات مثل “لا أحد يحبني، والجميع يسخرون مني ويتآمرون علي”.

الشخص المصاب بهذا الاضطراب يكون غير قادر على قبول أي دلائل تدحض هذه الأفكار، مهما كانت مقنعة. يؤثر هذا الاضطراب بشكل كبير على الحياة الاجتماعية للفرد، حيث يتعذر عليه بناء علاقات صحية.

يرجح الأطباء أن أسباب هذا الاضطراب هي مزيج من عدة عوامل، تشمل البيئة، التربية، والعوامل الجينية، بالإضافة إلى تأثير التجارب السلبية في الماضي.

جنون العظمة وعلاجه:

يعتمد علاج اضطراب الشخصية المرتابة على شدة الأعراض واستمراريتها والسبب الكامن وراءها. إذا كنت تشعر بأنك تفقد الاتصال بالواقع، من الضروري استشارة طبيب أو أخصائي نفسي لمساعدتك في تجاوز هذه الحالة. بالإضافة إلى ذلك، هناك خطوات ذاتية يمكنك اتخاذها للحفاظ على توازنك العقلي وتجنب الأفكار غير المنطقية، ومنها:

  1. تقييم أفكارك: حاول أن تقيّم أفكارك المرتبطة بالاضطراب بشكل منطقي وواقعي. بدلاً من استخدام تعبيرات سلبية مثل “أنا مجنون” أو “لدي اضطراب في الشخصية”، استخدم عبارات مثل “أنا بحاجة إلى إعادة توجيه أفكاري نحو الاتجاه الصحيح”.
  2. استشارة مختص: إذا كانت لديك أفكار تشير إلى جنون العظمة، استشر أخصائيًا اجتماعيًا أو نفسيًا، فقد تتمكن من التغلب عليها من خلال العلاج السلوكي المعرفي وأحيانًا الأدوية.
  3. دور الأهل والأصدقاء: في كثير من الأحيان، لا يسعى الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية المرتابة إلى العلاج لأنهم لا يدركون أن أفكارهم غير واقعية. هنا يأتي دور العائلة والأصدقاء في مساعدتهم من خلال استشارة أخصائي الصحة العقلية.
  4. التوقف عن تعاطي المخدرات: إذا كانت أفكار هوس العظمة ناتجة عن تعاطي المخدرات، يجب البدء أولاً بالتوقف عن استخدامها نهائيًا، حيث يمكن أن تتسبب في عواقب وخيمة على الشخص.
  5. تناول الأدوية: إذا كان سبب البارانويا هو اضطرابات نفسية أخرى مثل الاكتئاب، يقوم الطبيب المختص بتحديد الأدوية والجرعات المناسبة.
  6. ممارسة التمارين الرياضية: تساعد التمارين الرياضية في تشتيت العقل عن الأفكار السلبية.
  7. الحصول على قسط كافٍ من النوم: يجب الحرص على النوم الجيد يوميًا.
  8. اتباع نظام غذائي صحي: يساعد النظام الغذائي المتوازن في تحسين الصحة العقلية.

هل جنون العظمة مرض نفسي ام عقلي؟

جنون العظمة هو اضطراب عقلي يُعتبر عرضًا لبعض الأمراض النفسية، مثل اضطراب الوجدان ثنائي القطب. يتميز هذا الاضطراب بارتفاع المزاج، وزيادة النشاط والحركة، والضحك بشكل مفرط، بالإضافة إلى الإنفاق العشوائي والادعاء بامتلاك قدرات ومواهب غير موجودة في الواقع.

كما يُعتبر جنون العظمة علامة على اضطرابات فصام الشخصية (الشيزوفرينيا)، وقد يكون أيضًا اضطرابًا مستقلًا بذاته دون الارتباط بأي مرض نفسي آخر.

Exit mobile version