خلال الأسابيع القليلة الماضية، تبين للمراقبين، والنابهين من العامة، الفرق الهائل والرئيسي بين المجتمعات العريقة والمتقدمة، وبين ما يسمي بالمجتمعات النامية أو تلك التي لم يصبها إلا نصيب قليل من التقدم واللحاق بالعصر الذي يعيش فيه الجميع! هناك عندما يواجه القادة والمسئولون علي مختلف المستويات بموقف يتطلب اتخاذ قرار حاسم يؤثر علي حياة الجميع، فإنهم ينشطون، ويعملون عقولهم، للتوصل إلي القرار الصائب والأصلح بالنسبة للمجتمع بأكمله، مهما كان هذا القرار صادما! وفور صدور القرار، تبدأ جميع أجهزة الدولة في العمل علي إقناع الجماهير بصواب وحتمية اتخاذ ذلك القرار، أما في العالم النامي وهو وصف مهذب لا ينطبق علي معظم دول العالم النامي فإنهم بدلا من اتخاذ القرار الصائب والأنسب، فإنهم يتبنون ذات القرار الذي تعلو به أصوات الجماهير، والذي في معظم الأحيان، قد لا يكون قرارا صائبا، ولا يخدم المصالح المستقبلية البعيدة للمجتمع ككل، وبالتالي لا يحقق الفائدة العامة!
خلال الأيام، والأسابيع الأخيرة، رأينا هذا الموقف في انجلترا متمثلا في المظاهرات الطلابية العارمة احتجاجا علي زيادة مصاريف التعليم الجامعي إلي مبلغ ٠٠٠٩ جنيه استرليني! وقبل ذلك بأسابيع، وأشهر قليلة، رأينا موقفا مماثلا في فرنسا تمثل هناك في تحديد سن التقاعد، وفي كل من البلدين كان القرار علي عكس ما تطالب به المظاهرات والتجمعات، وذلك رغم ان الرئيس الفرنسي ساركوزي كان محاصرا بالمشاكل والاحتجاجات من جميع الاتجاهات، ورغم ان الحكومة البريطانية كانت قد تشكلت وتولت زمام الأمور منذ فترة وجيزة، ومع ذلك جاء القرار هنا، وهناك، صادما للعامة، ولكنه وهذا هو المهم كان يخدم المصالح المستقبلية البعيدة للمجتمع!
الاخبار
لا تعليق