هند رستم واحدة من نجمات زمن الفن الجميل رحلت عن عالمنا في هذا الشهر الفضيل بعد أن عاشت 82 عاما، قضت منهم 32 عاما وسط أجواء السينما والشهرة حتى اعتزلت الفن والشهرة والأضواء تماما عام 1979 بعد عرض آخر أفلامها “حياتي عذاب”.

وُلدت مارلين مونرو الشرق في 11 نوفمبر عام 1929 في حي محرم بك بالإسكندرية لأب من أصل تركي وأم مصرية وكان أبوها ضابط شرطة، وقدّمت للسينما المصرية أكثر من 74 فيلما سينمائيا يعد أغلبها من أشهر كلاسيكيات السينما.

بداية ظهورها:
كان أول ظهور لهند رستم في دور قصير عام 1947 في فيلم “أزهار وأشواك” ثم تلته بمشهد آخر لمدة دقيقتين مع النجمة الراحلة ليلى مراد في أغنية “اتمخطري يا خيل” حيث كانت تركب حصانا خلف ليلى مراد في فيلم “غزل البنات”.

قدّمت هند رستم بعد ذلك دورا صغيرا في فيلم “الستات مايعرفوش يكدبوا” مع إسماعيل ياسين وشادية وشكري سرحان، حيث كانت تقوم بدور فتاة مختلة عقليا وقدمت مشهدين فقط توالت بعدها أفلامها في السينما المصرية وانطلقت نجوميتها.

 

نبيلة عبيد: من كثرة حبي لها طلبت منها ذات مرة أن آخذ منها صورة بورتريه

نبيلة عبيد: من كثرة حبي لها طلبت منها ذات مرة أن آخذ منها صورة بورتريه

قالوا عنها:
بعد رحيل الفنانة هند رستم كان لـ”بص وطل” العديد من اللقاءات مع نجمات زمن الفن الجميل؛ حيث سألناهم عن الراحلة وعلاقتهم بها، وكان لقاؤنا الأول مع الفنانة الكبيرة نبيلة عبيد حيث قالت: “حزنت للغاية حينما علمت برحيل العظيمة هند رستم التي كانت تربطني بها علاقة صداقة واحترام متبادل؛ حيث كنت قد اتصلت بها في أواخر شهر شعبان لتهنئتها بشهر رمضان المبارك وكان صوتها طبيعيا وقتها”.

وأضافت: “من كثرة حبي في هذه السيدة طلبت منها ذات مرة أن آخذ منها صورة بورتريه لكي أعلقها في منزلي وأعطتها لي بالفعل؛ فهذه السيدة كانت عظيمة في كل شيء، وكنت حينما أراها أشعر بأنني أمام هانم؛ من شدة رقيها في التعامل”.

بينما قالت الفنانة المعتزلة شمس البارودي: “دعوت لها بمجرد علمي بخبر الوفاة الذي أحزنني بالتأكيد، ولكن هذا هو حال الدنيا ويجب أن نتعظ جميعا ونتذكر أن الموت قادم لا محالة”.

وأضافت: “مع الأسف لم أستطع الذهاب لتقديم واجب العزاء لظروف مرضية، ولكني أرى أن أكثر ما تحتاجه هند الآن في قبرها هو الدعاء لها وقراءة الفاتحة على روحها”.

وأتبعت: “آخر مرة رأيتها كانت حينما توفي زوجها الراحل الدكتور محمد فياض، فذهبت أنا وزوجي حسن يوسف لتقديم واجب العزاء، وبعدها انقطعت الصلة لفترة إلى أن حدثت مناسبة ما لا أتذكرها وقمت بالاتصال بها وقتها”.

 

انطلقت هند رستم مع مخرج الروائع وقتها المخرج حسن الإمام

انطلقت هند رستم مع مخرج الروائع وقتها المخرج حسن الإمام

حياتها:
تزوّجت هند رستم في بداية حياتها من المخرج حسن رضا الذي تزوّجت منه وأنجبت ابنتها بسنت، انطلقت بعدها مع المخرج حسن الإمام الذي اكتشفها وكان السبب في شهرتها وانطلاقها.

وكانت أهم أسباب شهرة هند رستم عدم تكبّرها على أي دور حيث كانت لا تضع أي شرط لقبول أي دور، فبعد أن قدمت أدوارا في فيلمي “أزهار وأشواك” و”الروح والجسد” لم تتكبر مطلقا على مشهد صامت خلف ليلى مراد في فيلم “غزل البنات”.

بعد فترة انطلقت هند رستم مع مخرج الروائع وقتها المخرج حسن الإمام، والذي قد انتبه إلى موهبة وإمكانيات هذه الفنانة المتفردة، ففاجأها بأن كتب لها خصيصا فيلم “بنات الليل” الذي عرض 1955 والذي شاركها فيه البطولة الفنان كمال الشناوي.

وأغرى نجاح الفيلم حسن الإمام لإنتاج فيلمين آخرين لهذه النجمة التي اخترقت قلوب المشاهدين، فأنتج وأخرج لها فيلم “الجسد” ثم “اعترافات زوجة”.

قالوا عنها:
نتابع معكم ما قالته بعض نجمات زمن الفن الجميل عن الراحلة هند رستم حيث قالت لنا الفنانة الكبيرة ماجدة الصباحي والحزن يبدو على صوتها: “أنعي الشعب والفن المصري في وفاة هند رستم التي كانت قيمة فنية كبيرة؛ حيث علمت بهذا الخبر الأليم أثناء وجودي بالإسكندرية، وظننت في البداية أنها إشاعة إلى أن اتصلت بأحد معارفي في القاهرة الذي أكد لي صحة الخبر، وحينما حاولت معرفة ميعاد العزاء ومكانه فشلت في ذلك فقررت النزول للقاهرة يوم الخميس الماضي على أمل أن يكون العزاء في نفس اليوم، ولكن فوجئت بأن العزاء أقيم يوم الأربعاء أي قبل وصولي بيوم واحد”.

وأضافت: “بصراحة لم نكن أنا وهند صديقتين في يوم من الأيام، ولكن في نفس الوقت كان الاحترام هو القاسم المشترك في علاقتنا مع بعضنا، حيث كنا نتبادل الاتصالات في حال قدوم أي مناسبة والتي كانت آخرها منذ عدة أشهر حينما بادرت بالاتصال بي لتهنئتي بإحدى المناسبات”.

وواصلت حديثها: “الفاتحة وقراءة القرآن على روحها هو أفضل ما نقدمه لهند رستم في قبرها الآن”.

 

مريم فخر الدين: علاقتي بهند كانت مستمرة على مدار السنوات الماضية

مريم فخر الدين: علاقتي بهند كانت مستمرة على مدار السنوات الماضية

بينما قالت الفنانة الكبيرة مريم فخر الدين: “علاقتي بهند كانت مستمرة على مدار السنوات الماضية لدرجة أننا كنا نتصل ببعضنا مرة كل أسبوع تقريبا، ومنذ عدة أشهر فوجئت بها تتصل بي وتقول لي: أنا حلمت بيكي يا مريم، فقلت لها: يا رب يكون خير، فردت هند: رأيتك في المنام وأنتِ ترتدين أبيض في أبيض، فداعبتها وقتها قائلة: يبقى أنا هاموت خلاص يا هند وحياة أبوكي ماتناميش تاني، وتبادلنا الضحكات وقتها”.

وأضافت: “حاولت الاتصال بها خلال الأيام القليلة الماضية لتهنئتها بحلول شهر رمضان، إلا أنها لم ترد، فاعتقدت أنها من الممكن أن تكون سافرت لأحد المصايف”.

وعن سر غيابها عن تقديم واجب العزاء أوضحت: “حالتي الصحية مع الأسف لا تسمح لي بالقيام من على السرير، كما أنني ليست لديّ سيارة حاليا لكي تقلني من منزلي لمكان العزاء، ولكن يكفي أن أقرأ لها الفاتحة من منزلي وبصراحة؛ فالأيام التي ماتت فيها هند أيام مباركة، وأنا أعلم أن من يموت في شهر رمضان يغفر له نصف ذنوبه”.

واستطعنا التحدث بصعوبة مع الفنانة الكبيرة زبيدة ثروت التي تعاني من حالة برد شديدة حيث اكتفت بقولها: “علمت من ابنتي أسمت بوفاة هند فبكيت وقتها بكاء شديدا رغم أن علاقتي بهند علاقة زمالة فقط، ولكنها في الحقيقة كانت سيدة غاية في الأدب والاحترام والذوق، وكانت آية من آيات الله على الأرض، وبإذن الله يكون مثواها الجنة في هذه الأيام المباركة”.

نجوميتها:
أصبحت هند رستم واحدة من نجمات السينما المصرية ودخلت مع منافسة قوية مع نجمات هذا الجيل فاتن حمامة وشادية وماجدة، بل أصبحت هند منافسة لكل النجوم في تحقيقها لأعلى إيرادات في شباك التذاكر، وأصبح المنتجون يسعون لكسب ودّها، اعترافا منهم بأنها علامة مسجلة للنجاح والجودة، والكسب أيضا، وقد قدمها حسن الإمام في عشرة أفلام شبه متتالية لعل أهمها على المستوى النقدي فيلما “شفيقة القبطية” الذي قدّمته عام 1963، و”الراهبة” عام 1965.

بعد ذلك قام حسن الإمام بتغيير أسلوب تمثيل هند رستم؛ حيث قدّمها في عدة أدوار أخرى ابتعدت تماما عن شكل الإغراء الذي برعت فيه هند رستم دون أي ابتذال وقتها، حيث قدمت أدوارا أخرى مختلفة تماما.

لم تقدم هند رستم أي أدوار في المسرح أو التليفزيون إلا أنها حصدت العديد من الجوائز عن أدوار عديدة اعتبرت علامات في تاريخ السينما المصرية؛ منها حصولها على شهادة تقدير عن فيلم “نساء في حياتي” من مهرجان فينسيا عام 1957 كما تم تكريمها في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 1993.

 

نادية لطفي فقدت رفيقة عمرها

نادية لطفي فقدت رفيقة عمرها

قالوا عنها:
قالت الفنانة الكبيرة نادية لطفي وهي في حالة حزن شديد: “فقدت رفيقة عمري وصديقة حياتي هند رستم التي كانت تتصل بي باستمرار؛ للاطمئنان على حالتي الصحية، ولكن هذه هي الدنيا ما هي إلا طريق نعبره إلى الدار الآخرة”.

وأضافت: “كنت على اتصال بها خلال الأيام الأخيرة، وكنا نتحدث سويا عن أحوال البلد والظروف التي آلت إليها، وكنت أجدها حزينة على ما وصلت إليه مصر من انتشار البلطجية، ولكني كنت أطمئنها بأن مصر ستعود قوية شامخة مرة أخرى”.

وتحدثت الفنانة الكبيرة مديحة يسري: “رحيل هند خسارة كبيرة للفن المصري ولي أنا بشكل شخصي؛ حيث إنني سأفتقدها كثيرا نظرا لوجود عِشرة بيننا منذ بداية عملها بالتمثيل في فيلم “أزهار وأشواك” حيث كانت هذه السيدة تتسم بالحنان الجارف والحب لكل من حولها، وأتمنى من كل محبيها أن يدعوا لها في صلاتهم بالرحمة والمغفرة”.

اعتزالها:
ظلت الفنانة هند رستم علامة في السينما المصرية إلا أنها اعتزلت وهي في قمة مجدها عام 1979 بعدما قدمت فيلم “حياتي عذاب” مع المخرج علي رضا، وابتعدت تماما ونهائيا عن عالم الأضواء والشهرة، وكانت مقلة جدا في حواراتها ومداخلاتها التليفزيونية أو التليفونية مع البرامج، حيث كانت تنتقد دوما في كل مداخلاتها أحوال الفن المصري، وتحكي عن العصر الذي عاشته في مواقع التصوير والفنانين الكبار الذين عملت معهم.

 

إلهام شاهين تشعر بهم ثقيل بعد وفاة هند رستم

إلهام شاهين تشعر بهم ثقيل بعد وفاة هند رستم

قالوا عنها:
وكما كان لـ”بص وطل” هذا الحديث مع نجمات زمن الفن الجميل كان لنا أيضا عدة مقابلات مع نجوم السينما والتليفزيون حاليا؛ حيث عبر أغلبهم عن مدى تأثرهم برحيل الفنانة القديرة هند رستم.

حيث تحدثت الفنانة إلهام شاهين قائلة: “أشعر بهم ثقيل على قلبي لا أستطيع إزاحته بعد وفاة هذه السيدة العظيمة الراقية فخبر وفاتها نزل علي كالصاعقة؛ نظرا لأنني كنت أتحدث عنها منذ أيام قليلة، ودعتني للإفطار في منزلها فوافقت ولكن قلت لها: خلي العزومة الأولى عندي فرحبت بشدة، وكان من المفترض أن تأتي بصحبة بسنت ولكن القدر لم يمهلها”.

وأضافت: “بالرغم من أنه ليس من حقي الحديث في أمور لا تخصّني إلا أن غياب النجوم عن جنازة فنانة كبيرة بحجم هند رستم أمر أحزنني للغاية، ودارت بعض الهواجس بداخلي وقتها في حال وفاتي، فهل من الممكن أن يتجاهلني زملائي ولا يحضرون جنازتي؟!”.

في حين قالت الفنانة هند صبري: “أعتقد أنني أكثر فنانة من فنانات هذا الجيل حزنا على رحيل هذه الفنانة الكبيرة؛ نظرا لأنني التقيتها في منزلها من قبل منذ حوالي 5 سنوات؛ حيث إننا وقتها كنا نصور فيلم “جنينة الأسماك” مع المخرج يسري نصر الله، وكنا نصوّر أحد المشاهد الساعة السادسة صباحا في الزمالك، ففوجئنا بجلوسها في شرفة منزلها، وحينما شاهدتنا دعتنا إلى تناول وجبة الإفطار معها”.

وأضافت: “لقائي معها لن يمحى من ذاكرتي على الإطلاق؛ حيث وجدت أمامي فنانة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ووجدتها تسدي لي بعض النصائح لكي أستطيع تحقيق النجاح في الفن، فرحم الله هند رستم وجعل مثواها الجنة بإذن الله”.

وقالت الفنانة وفاء عامر: “رحيل هند رستم خسارة فادحة للفن المصري؛ حيث إنني أعشق هذه السيدة، وكنت أستمتع بمشاهدة أفلامها وتحديدا فيلم “صراع في النيل” الذي قامت ببطولته مع رشدي أباظة وعمر الشريف؛ حيث إن هذا الفيلم تحديدا أبرزت من خلاله الفنانة الراحلة كامل أنوثتها بشكل محترم وراقٍ دون أي ابتذال”.

وأضافت: “بمجرد علمي بخبر وفاتها قمت بالدعاء لها بالرحمة والمغفرة، وأن يكون مثواها الجنة بإذن الله”.

 

هند رستم أيقونة مصرية في تاريخ السينما

هند رستم أيقونة مصرية في تاريخ السينما

أيقونة مصرية في تاريخ السينما:
قدمت هند رستم العديد من الأدوار المهمة في تاريخ السينما المصرية حيث اعتبرها الكثيرون من أيقونات السينما، وأطلق عليها العديد من الألقاب مثل “ملكة الإغراء” و”مارلين مونرو الشرق” و”ريتا هيواريث المصرية”.

كما تضمنت قائمة أفضل 100 فيلم مصري في القرن العشرين بمناسبة مئوية السينما عام 1996 أربعة أفلام لهند رستم تعد من كلاسيكيات السينما العربية، وهي: “رد قلبي” لعز الدين ذو الفقار، و”باب الحديد” ليوسف شاهين، و”بين السماء والأرض” لصلاح أبو سيف، و”صراع في النيل” لعاطف سالم.

كما قدمت هند رستم العديد من الأفلام التي ظلت عالقة في ذهن المشاهد العربي عامة والمصري خاصة؛ منها على سبيل المثال: فيلم “سيد درويش” و”الراهبة” و”الزوج العازب” و”تفاحة آدم” و”الخروج من الجنة” و”شفيقة القبطية” و”ملكة الليل” و”كلمة شرف”، كما شاركت فنان الكوميديا إسماعيل ياسين عددا من أفلامه، ومنها “ابن حميدو” و”لوكاندة المفاجآت” و”إسماعيل يس في مستشفى المجانين”.

قالوا عنها:
أعرب الفنان أحمد عيد عن حزنه العميق قائلا: “حزنت للغاية حينما علمت بوفاة هذه السيدة العظيمة، وعلى الرغم من اختلافي معها مؤخرا في الآراء التي قالتها تجاه الثورة المصرية ولكن من منطلق الديمقراطية التي قامت من أجلها الثورة فأنا احترمت رأيها؛ لأنني أعلم أنها كانت تحب مصر مثلنا بالضبط، ومن الممكن أن انتشار البلطجية هو ما جعلها تصرح بأن ميدان التحرير تحول لكباريه، ولكن في كل الأحوال نحن لا نملك سوى الدعاء لها بالرحمة والمغفرة”.

في حين قالت الفنانة داليا البحيري: “اعتقدت في البداية أن هذا الخبر ما هو إلا مجرد شائعة تداولها ناشطو فيس بوك وتويتر، ولكنني حينما فتحت بعض المواقع الإخبارية تأكدت من صحة الخبر لأفاجأ بدموعي تتساقط؛ نظراً لأنني كنت أعشق هذه السيدة، بالرغم من أنني لم ألتقِها من قبل ولم أتحدث معها، ولكن في النهاية فهذا هو حال الدنيا وكلنا سنموت ولن يخلد أحد”.

وفاتها:
توفّيت الفنانة هند رستم في 8 أغسطس الحالي عن عمر ناهز 82 عاما، بعدما قدّمت للسينما المصرية العديد والعديد من الأفلام، وبعدما أفنت سنوات شبابها في خدمة الفن، ورحلت في أيام مباركة خلال شهر رمضان الكريم، رحم الله هند رستم وأسكنها فسيح جناته.

من راديو مصر علي الهوا

راديو مصر علي الهوا ... صوت شباب مصر

اترك رد

رسالتك علي الهوا