تُعتبر الصداقات مصدرًا رائعًا للسعادة، لكن دراسة جديدة كشفت أن هناك جوانب أساسية في العلاقات الصديقة يمكن أن تعزز بشكل كبير مستويات الفرح ومشاعر الترابط، وفقًا لما نشرته مجلة “فوربس” الأميركية.
مع تسارع وتيرة العصر، يصبح من الصعب تعزيز الصداقات، حيث يشهد الرفاهية والصحة العقلية انخفاضًا حادًا ويبلغ الشعور بالوحدة مستويات قياسية. كما أن البعض أصبحوا أكثر استقطابًا وتوترًا، مما يبرز أهمية الصداقات كشبكة أمان لضمان الصحة والسعادة.
أظهرت دراسة جديدة شملت 40,000 أسرة ونُشرت في دورية “Psychological Science” أن وجود مجموعة متنوعة من الأصدقاء، الذين يختلفون عن الشخص في العمر أو العرق أو الدخل أو التعليم، يعزز من رضا الفرد عن حياته ويزيد من شعوره بالترابط.
على وجه التحديد، عندما يكون نصف الأصدقاء تقريبًا من خلفيات مختلفة عن الشخص، يقلل ذلك من احتمال شعوره بالقلق أو التعاسة أو الاكتئاب.
وجود أصدقاء أكثر تنوعًا يرتبط بمشاعر أقوى من التماسك الاجتماعي مع الجيران. يعبر البعض عن شعور بالانتماء ويختبرونه من خلال القدرة على الحصول على المشورة، استعارة الأشياء، التحدث بانتظام، العمل معًا لتحسين المجتمعات، والالتزام بالبقاء ضمنها.
من المثير للاهتمام أن الشخص يحتاج أيضًا إلى أصدقاء يشبهونه، حيث يوفر ذلك شعورًا بالراحة والألفة. وفقًا للدراسة، كانت النقطة المثالية لتحقيق السعادة والتماسك الاجتماعي هي وجود حوالي 50٪ من الأصدقاء المختلفين. لذا، يوصي الباحثون بتوسيع دائرة السعادة عن طريق دعوة أشخاص جدد للانضمام إلى مجموعات الأصدقاء الخاصة بالشخص.
العثور على مصادر للسعادة:
توجد عدة طرق يمكن من خلالها استخدام العلم لتعزيز الشعور بالسعادة:
- مجموعات غير مألوفة:
إحدى الطرق الأساسية لبناء علاقات مع أشخاص مختلفين هي الانضمام إلى مجموعات جديدة وغير مألوفة. يمكن البحث عن مجموعات قريبة من اهتمامات الشخص، لكنها تقدم تجربة جديدة.
على سبيل المثال، إذا كان الشخص يحب الرسم أو النحت، فيمكنه الانضمام إلى مجموعة تهتم بالحياكة، مما يتيح له التواصل مع جانب آخر من اهتماماته الفنية بينما يتفاعل مع أشخاص لديهم اهتمامات مختلفة. إذا كان يحب المشي لمسافات طويلة، فيمكنه البحث عن نادٍ للتجديف بالكاياك، مما يتيح له استخدام مهاراته الرياضية في الهواء الطلق بطريقة جديدة. المفتاح هو العثور على نشاط يتماشى مع اهتمامات الشخص، ولكنه يقدم تجربة جديدة له، مما يزيد من فرص التعرف على أشخاص لم يلتق بهم من قبل.
- محيط العمل:
يُعتبر العمل من الأماكن الرئيسية التي يلتقي فيها الناس بأصدقاء، وخاصة الأصدقاء المتنوعين. يمكن بناء علاقة صداقة من خلال البحث عن زميل عمل غير معروف جيدًا ودعوته لتناول القهوة. كما يمكن التطوع للمشاركة في مشروع خارج نطاق إدارة الشخص، مما يوفر فرصة للتعرف على أشخاص جدد وتوسيع دائرة الأصدقاء.
يمكن أيضًا البحث عن مجموعات القرابة أو مجموعات موارد الموظفين التي تركز على اهتمامات جديدة. كما يمكن الانضمام إلى أي مجموعة رياضية يمارسها الزملاء في العمل، مما يتيح فرصة للاستمتاع وتوسيع شبكة المعارف. من المناسب التواصل مع الزملاء افتراضيًا إذا كان الشخص يعمل عن بُعد، أو شخصيًا عند التواجد في مقر العمل.
- أصدقاء من خلال الفضول:
طريقة أخرى لتعزيز العلاقات المتنوعة هي أن يتحلى الشخص بفضول معتدل. عندما يتواجد بين الناس، يمكنه بدء المحادثات وطرح الأسئلة، مع التزامه باللياقة الاجتماعية، حول تجاربهم وما يميزهم عن الآخرين.
- استثمار الوقت:
سواء كان الشخص يسعى لبناء علاقات أكثر تنوعًا أو لتعميق الروابط مع من يشبهونه، فإنه يحتاج إلى استثمار الجهد. تشير الدراسات إلى أن بناء صداقة حقيقية يتطلب حوالي 60 ساعة، ويستدعي اتصالات متكررة واستمرارية على مدى الوقت.
- الأصدقاء القدامى والجدد:
طريقة فعالة أخرى لتوسيع شبكة الأصدقاء من جميع الأنواع هي أن يكون الشخص شاملاً ويدعو الآخرين للانضمام. يمكن دعوة أحد أعضاء الفريق الجدد أو القدامى لتناول الغداء، أو توجيه دعوة لشخص جديد للانضمام إلى مجموعة قراءة الكتب. يسمح هذا النهج بالتواصل مع الأشخاص الذين يعرفهم الشخص بالفعل والترحيب بالجدد في المجموعة، مما يتيح الاستفادة من وجهات نظر متنوعة.
- المواظبة على التواصل:
بالإضافة إلى بناء صداقات متنوعة، من المهم للشخص أن يعتني بالعلاقات المألوفة له، من خلال الحفاظ على الاتصال بالأشخاص الذين يعرفهم جيدًا وصيانة شبكة الأصدقاء القدامى والجدد. تشير الأبحاث إلى أن الشخص يفضل أن يكون مع من يقدمون له وجهات نظر مختلفة، وكذلك مع من يشاركونه شغفه أو حتى نكاته واهتماماته الفريدة.