انتقد خبراء إعلام، من صحافيين وأستاذة صحافة، الخطابات التي ألقاها الرئيس محمد مرسي، وبخاصة الخطاب الأخير الذي ألقاه أمام الجالية المصرية بقطر، في أعقاب مؤتمر القمة العربية، الذي لاقى تعليقات لاذعة من قِبل عدد من الشخصيات العامة والمواطنين.
واعتبر بعض الخبراء أن خطابات الرئيس تأتي ضمن سلسلة من ”فشل مؤسسة الرئاسة” وأنها تدل على ”غياب للرؤية، وإصرار على ارتكاب الأخطاء” موضحين أنه دائمًا ما يستخدم لغة التهديد والوعيد، التي قالوا إنها ”لا تليق بمنصب الرئيس وبدولة بحجم مصر”.
”غياب الرؤية”
فمن جانبه، رأى ياسر عبدالعزيز، الخبير الإعلامي، أن خطابات الرئيس مرسي- التي كان آخرها في قطر- بمثابة حلقة في سلسلة ما وصفه بـ”الفشل المتكرر في الأنشطة الاتصالية للرئيس ومؤسسة الرئاسة بشكل عام”.
وأشار عبدالعزيز، في تصريحات لمصراوي، أن الطريقة التي يؤدى بها الرئيس خطاباته، والمحتوى الذي يتضمنه يدلان على ”ضعف شديد للغاية”، و”غياب رؤية” و”عدم وجود آلية للتقييم والمتابعة” حسبما وصف.
وقال إن ”الخطاب الأخير مع الجالية المصرية عكس خلفية تقليدية، وحس شعبوي، وعدم إدراك لطبيعة الخطاب السياسي كما يجب أن تكون، بالإضافة إلى عدم وعي بالجمهور المُستهدف، حيث بدا الرئيس متعب وفاقد للتركيز”.
وتابع: لم يستعن مرسي بمتخصصين في كتابة الخطابات، وبالتالي ظهرت أغلب أحاديثه بمحتوى فارغ، إضافة إلى أنه بدا غير متابع لردود الأفعال الحادة من الجمهور حيال الطريقة التي تكلم به أمام مؤتمر المرأة.
استطرد الخبير الإعلامي في حديثه عن أداء مرسي، فقال إنه ”يبرهن يومًا بعد يوم على افتقاده الكامل للقدرة على التصدي لمهمة كبرى، هي الحديث باسم دولة مثل مصر، وليس هذا في حد ذاته الإشكال الكبير، وإنما المشكلة تكمن في أنه لم يدرك هذا حتى الآن، ويواصل ارتكاب الأخطاء بإصرار غريب” على حد تعبيره.
”ركاكة ومؤامرات”
اتفق معه سعد هجرس، الكاتب الصحفي، معتبرًا أن خطابات الرئيس مرسي الأخيرة تعاني الكثير من ”الارتباكات” من حيث الشكل والموضوع.
وأشار، في تصريحات لمصراوي، إلى أن المشكلة الأساسية تكمن في مضمون الخطابات الذي قال إنه يدل على أن ”الرئيس في واد، وهموم المواطن في واد آخر” قائلًا أن ”هذه النقطة تذكرنا بخطابات الرئيس السابق مبارك، من حيث اتسامها بالفجوة الزمنية الكبرى بين أقواله وحركة الأرض في الواقع”.
وشدد الكاتب الصحفي على أن لغة الخطابات الأخيرة حملت لهجة تهديد ووعيد مصحوبة بحركة الأصابع، والتي رأى أنها ”لا تليق مطلقًا بمنصب رئيس الجمهورية” مفسرًا ذلك بأن رئيس الجمهورية لا يهدد شعبه ولا قوى المعارضة، ولكنه يطبق القانون عند تواجهه أي مشكلة”.
وأضاف هجرس أن ”كل خطابات مرسي اتسمت بالركاكة، سواء كانت مكتوبة أو مرتجلة، وهو ما يسيء إلى مقام الرئاسة بشكل واضح”.
وتابع حديثه قائلًا ”هناك محور رئيسي أصبح في كل كلمة لمرسي، وهي الحديث عن المؤامرات، وظهرت خلال لقائه بالجالية المصرية بقطر دون تقديم دليل واضح أو تسمية طرف بعينه يقف ورائها”.
وكانت صحيفة ”الشروق” المصرية قد نقلت كواليس اللقاء الذي جمع بين الرئيس مرسي والجالية المصرية في قطر، على هامش مؤتمر القمة العربية الذي استضافته الدوحة، حيث استمر اللقاء نحو ساعة ونصف الساعة، حضرها نحو 600 مصريًا.
تحدث خلالها قائلًا: إوعوا تصدقوا الكلام الفارغ ده، إن إحنا هنقع، عندنا شعب غني وحكومة فقيرة، والزحمة موجودة وسببها الناس اللي رايحة تعمل وتنتج وتشتغل.
وأضاف مرسي ”لدينا 3 مليون فلاح ينتجون ويصلون كل يوم الفجر ويذهبون إلى الغيط، ولا يحرقون فردة كاوتش، مصر ليست 10 أو 15 فردة كاوتش”.
ثم قال مهددًا ”أي واحد يدخل صباعه جوه مصر وفي شؤونها هاقطع صباعه” مضيفًا: فيه شيطان يعبث داخل مصر بسوء نية وضيق صدر لكن بنسبة كام؟ حد فيكم شاف المساجد أو الكنائس فاضية؟ هذا هو جراب الحاوي.. مرة يطلع حمامة.. ثعبان.. وهي أيضًا قصة القرد والقرداتي”.
وهاجم مرسي كل من يقول أن مصر ستنهار، موضحًا ”واقعة في ركبكم كلكم” لافتًا ”نحضن ونطبطب نعم.. لكن المساس بالوطن سيكون هناك فعل وكله بالقانون”.