لا أعرف الشبه بين مائدة الإفطار المصرية وبين الكلاسيكو الإسباني بين البارسا والريال.. هذا ما قفز في ذهني وأنا أجد الكل يجتهد في أن يُنظِّم أين ومع مَن سيُشاهِد احتفالية المواجهة النارية على الكأس الملكية والتي انتهت بفوز برشلونة على الريال بثلاثة أهداف مقابل هدفين.. تمام كما يفعل الكل قبل مدفع الإفطار.الكل يسارع ليُنهي ويُنجز ما في يده حتي يتفرّغ للوليمة الإسبانية، شغف الصائم لكوب الخشاف وجدته في عيون الجائعين لحلاوة الكرة.. الشغوفون بتذوّق طبق خاص بتوليفة من يد ست الحبايب، ولكن هذه المرة بصنيعة بيب جوارديولا وجوزيه مورينيو.

الغريب أن الكلاسيكو أو مائدة الإفطار الإسبانية لم تخلُ من مقومات الثورة المصرية؛ فوجدنا الانفلات الأمني في المباراة، وذكّرنا هذا بمشاغبات حسام حسن مع جوزيه، ولكن هذه المرة جاءت المشاغبات بين جوزيه مورينيو -المدير الفني للريال- وبين تيتو فيلانوفا مساعد بيب جوارديولا المدير الفني للفريق الكتالوني.

لا أعرف لماذا تذكّرت أبو تريكة “المسكين” الذي لا يعرف من أين تأتيه المصائب، هل بسبب ابتعاده عن مستواه وكبر سنه وجوزيه، أم خسارة فريقه “الريال” الذي يُشجِّعه.

المهم أن المائدة لم تخلُ من بعض الشطة والبهارات؛ فبعد المستوى الرائع الذي تابعه الجميع، إلا أن الكلاسيكو انقلب من مائدة عمرانة بالخيرات إلى انفلات أمني في الشارع بعد الثورة، وهذا ما ظهر من تصريحات الكبار والصغار.

بصراحة كم أعجبني تعامل جوارديولا مع انفلات مورينيو الغريب عندما اشتبك مع مساعده؛ حيث أبدى مدرب برشلونة استياءه الشديد من تصرّفات مدرب ريال مدريد جوزيه مورينيو بعد أن اشتبك الأخير مع تيتو.

جوارديولا قال إن هناك أمورا يجب ألا تحدث، فمن الممكن أن تتجه الأمور للأسوأ إذا لم يتم منعها، ولكن لا يمكنني إعطاء دروس لغيري.

الغريب أن مورينيو قال عن واقعة الصدام: “توجَّهت لبينتو حارس المرمى الاحتياطي للبارسا، لأُلطّف الجو، ولكن يبدو أنه لم ينضج بعد، الكاميرات كانت شاهدة على كل شيء”.

المثير أيضا أن مورينيو تحدّث بشكل سيئ عن لاعبي البارسا عندما قال: “كان هناك أطفال على مقاعد البدلاء، كما تفعل الفرق الصغيرة عندما تكون في ورطة، أنا لست هنا لأنتقد، ولكن هذا ما حدث”.

أما عن النواحي الفنية؛ فأقول لكم إن المدهش لم يكن الساحر ميسي بل أنييستا؛ حيث كان لديه دور كبير جداً في هجمات البارسا، وكان متواجداً في كل مكان مستغلاً لياقته البدنية العالية جداً، كما أن لديه قدرة لا تضاهى في الالتفاف حول نفسه ونقل اللعب بطريقة مخالفة تماماً لما يتوقّعه المنافس؛ فكثيراً ما كان إنييستا في مواقف صعبة، وكان لديه قدرة مذهلة على الاحتفاظ بالكرة.

في المقابل البرتغالي خيّب كريستيانو رونالدو -لاعب ريال مدريد- آمال جماهير الميرينجي التي عقدت عليه آمالاً كبيرة؛ فأثار إحباط عشّاقه بالملايين في أغلب مواجهاته مع البارسا، وأضاع رونالدو الكثير من الفرص بتصرّفات مكشوفة كان يُنتظر منه فيها أن يكون أكثر إبداعاً.

لا أُحبّ أن أقارن بين الكرة المصرية والكرة الإسبانية، ولكن الأمر لا يختلف كثيرا؛ فرغم أن إسبانيا لم تمرّ بالأحداث التي مرت بها مصر في الفترة الأخيرة، فإن كرة القدم واحدة في كل مكان، وليس للانفلات الأمني علاقة بهجوم حسام حسن على مانويل جوزيه، أو هجوم مورينيو على الجهاز الفني لبرشلونة.

من راديو مصر علي الهوا

راديو مصر علي الهوا ... صوت شباب مصر

اترك رد

رسالتك علي الهوا