"الصلاة أثناء العمل: الفتاوى والإرشادات من دار الإفتاء المصرية"

سأل أحد الأشخاص الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، سؤالًا مفاده: “هل يجوز تأجيل الصلاة أثناء العمل وأداؤها في المنزل، خاصةً أنه لا يوجد مكان للصلاة في العمل؟”

وأشار “وسام” إلى أنه لا يُشترط وجود مكان مخصص للصلاة في العمل، مؤكدًا أن المسلم يمكنه أن يصلي في أي مكان يدرك فيه الصلاة، بشرط أن تكون البقعة التي يصلي عليها طاهرة. لذا، ليس من الضروري أن يكون هناك مسجد أو مصلى في مكان العمل.

وأوضح أمين الفتوى أنه إذا أدرك المسلم الصلاة أثناء عمله، فعليه أن يتجه نحو القبلة ويؤدي الصلاة بأركانها الصحيحة كما ورد في الكتاب والسنة. كما أشار إلى أنه يجوز الجمع بين صلاتي الظهر والعصر دون قصر، وذلك نظرًا لوجود ضرورة تستدعي ذلك.

ونوه “وسام” بأنه إذا لم يتيسر للمسلم أداء الصلاة خلال وقت عمله، وكان الأمر صعبًا أو مستحيلًا، فلا حرج في قضاء الصلاة الفائتة عند العودة إلى المنزل.

هل يجوز الصلاة فور إنطلاق الأذان؟

قال الدكتور مجدي عاشور، المستشار السابق لمفتي الجمهورية، إن الأذان هو إعلام بدخول وقت الصلاة. وبمجرد سماع المؤذن، يُعتبر ذلك علامة على دخول وقت الصلاة، ويكون الإنسان مطالبًا بأداء الصلاة.

وأضاف عاشور، خلال فيديو مسجل له على صفحة دار الإفتاء، في إجابته عن سؤال “هل يجب الانتظار ربع ساعة بعد الأذان قبل الإقامة، أم يمكن الصلاة بمجرد سماع الأذان؟”، أنه يجوز للإنسان أن يصلي بمجرد سماع الأذان، حيث إن كلمة “الله أكبر” هي الحد الفاصل بين الوقت الذي قبله والوقت الحالي. ومع ذلك، يُفضل ترديد الأذان مع المؤذن حتى ينال الإنسان شفاعة رسول الله (صلى الله عليه وسلم).

وتابع أنه لا يوجد ما يُلزِم بهذا الأمر، فالأمر يخضع للعرف. لا نرغب في إطالة الوقت على الآخرين، خاصةً إذا كان هناك من لا يستطيع الانتظار حتى الإقامة بسبب مرض أو ظروف خاصة. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الضعيف أمير الركب”، وهذا ينطبق ليس فقط في السفر، بل أيضًا في الصلاة. لذا، ينبغي مراعاة ظروف الآخرين، حيث قد يكون البعض غير قادر على الانتظار بين الأذان والإقامة.

اترك رد

رسالتك علي الهوا