“استراتيجيات فعالة للتعامل مع طفل التوحد في المنزل والمدرسة”

يواجه الوالدان تحديات كبيرة في محاولة فهم أفضل الطرق للتعامل مع الطفل التوحدي في المنزل، وكيفية التعامل مع سلوكياته بشكل صحيح والتحكم في تصرفاته ورغباته. لذلك، نقدم لكم بعض النصائح التي يمكن أن تسهم في تسهيل الحياة اليومية في المنزل لك ولطفلك.

عمل روتين يومي:

من الضروري الالتزام بروتين منظم، حيث يميل الأطفال المصابون بالتوحد إلى الاستجابة بشكل أفضل للروتين الثابت. يمكنك تحقيق ذلك من خلال إعداد جدول زمني منتظم للأوقات المخصصة للأكل والعلاج والمدرسة. وإذا كان هناك أي تغيير ضروري في الخطط، فيجب إبلاغ الطفل بذلك مسبقاً.

الاستعانة ببرنامج الصور:

يمكن للوالدين استخدام الصور لتنظيم حياة الطفل المصاب بالتوحد، حيث تساعد الصور الطفل على فهم الأنشطة التي يتعين عليه القيام بها خلال يومه. هذا مفيد بشكل خاص لأن بعض الأطفال المصابين بالتوحد قد يواجهون صعوبة في متابعة الأنشطة اليومية دون دعم بصري.

إكتشف شخصية طفلك:

فهم العوامل التي تؤثر على طفلك أمر ضروري، مثل ما الذي يدفعه لاتباع سلوك غير مرغوب فيه أو ما الذي يجعله يستجيب بشكل إيجابي لموقف معين. تعرف على ما يخيفه أو يزعجه، وما يشعره بالراحة أو السرور. من خلال فهم هذه العوامل، يمكنك تحسين قدرتك على حل المشكلات وتجنب المواقف السلبية. في حال حدوث سلوك غير مرغوب فيه، من المهم معرفة السبب وراءه لتتمكن من منعه أو تغييره بطريقة مناسبة. المفاتيح الرئيسية لفهم سلوك طفلك تشمل تجنب المواقف التي قد تسبب له الضيق، وتلبية احتياجاته من الاهتمام.

إتبع نفس سلوك المعالج:

يسعى طفل التوحد إلى تطبيق ما تعلمه على محيطه، بما في ذلك في المنزل. لذا، من المفيد أن تتبع نفس أساليب العلاج التي يستخدمها المعالج في المنزل لتعميم التعلم. من المهم أن تكون منظمًا في كيفية تفاعلك مع طفلك والتعامل معه لضمان فاعلية هذا التعلم.

مقياس وطريقة العقاب:

يجب أن توضح للطفل أن العقاب يكون نتيجة للسلوك السيئ، ويجب أن تكون العقوبة متناسبة مع الخطأ. ضع في اعتبارك أنه لا يوجد حل واحد لجميع مشكلات السلوك، حيث يختلف الاضطراب من طفل لآخر. لذا، يجب التعامل مع كل طفل بشكل فردي بناءً على حالته وخطورة سلوكه. تجنب استخدام الضرب، لأن الأطفال المصابين بالتوحد قد يندفعون إلى الغضب بسرعة. العنف قد يكون وسيلة للتنفيس عن الإحباط، ورد الفعل العنيف على السلوك قد يؤدي إلى نتائج عكسية.

عمل نظام للمكافآت:

يجب عليك مكافأة طفلك وتهنئته على السلوك الجيد تمامًا كما تفعل مع العقوبات. يحتاج الطفل إلى فهم النتيجة المباشرة للسلوك المناسب، مما يساعد في تحقيق تغيير سلوكي إيجابي. يمكنك استخدام الأنشطة المفضلة للطفل كمكافأة على السلوك الجيد، أو لتشجيعه على التوقف عن السلوك غير اللائق.

كن صبوراً:

أحيانًا قد يكون من الصعب فهم سلوك طفلك، لذا من المهم التحلي بالصبر. قد يستغرق الأمر بعض الوقت حتى يدرك الطفل أن سلوكه غير مناسب ويحتاج إلى التوقف. لا تصرخ في وجه طفلك، لأن ذلك قد يزعجه ويزيد من صعوبة التعامل مع سلوكه، مما قد يؤدي إلى تصرفات غير لائقة. من الضروري أن تظل هادئًا وتتعامل مع الموقف بصبر.

طريقة التعامل مع طفل التوحد في المدرسة:

يجب على المدرسة التي تستقبل الطفل المصاب بالتوحد إعداد خطة تعليم فردية توضح جميع الأدوات والتقنيات التي قد تسهم في تسهيل عملية التعلم، مثل أجهزة الكمبيوتر وتقنيات الصوت والفيديو التي تناسب أعمارهم المختلفة. من المهم أيضًا أن يشارك الأطفال المصابون بالتوحد في أنشطة المدرسة أو أنشطة أخرى مع زملائهم في الفصل. يمكنك دعم الطفل من خلال:

• التواصل بالعين وتشجيع المحاكاة: تواصل مع الطفل من خلال النظر في عينيه، وكن مشجعًا له على تقليد نفس السلوك.
• التحدث بوضوح واستخدام الصور: تحدث بوضوح واستخدم الصور لتوضيح المفاهيم في حالة وجود صعوبات لغوية.
• احترام أوقات الطفل وتجنب التغييرات المفاجئة: احترم أوقات الطفل ولا تفرض تغييرات مفاجئة في الروتين.
• تنظيم اليوم الدراسي وإعداد خطة مسبقة: نظم اليوم الدراسي بوضوح وضع خطة مسبقة للأنشطة المطلوبة.
• تعزيز تقليد الآخرين للسلوكيات المناسبة: استخدم استراتيجية تقليد الآخرين لتعزيز السلوكيات المناسبة والمطلوبة من الطفل.
• تقسيم المهام إلى خطوات بسيطة: قسم المهام الخاصة بالطفل إلى تسلسلات بسيطة لسهولة التعامل معها.
• استخدام القنوات المرئية للتعلم: استخدم الرسوم البيانية والجداول والصور كوسائل مرئية لتعزيز التعلم.
• تنظيم المواد التعليمية والألعاب: نظم المواد التعليمية والألعاب بطريقة منظمة حتى يعرف الطفل كيفية استخدامها بشكل مستقل.
• تشجيع مشاركة الطفل في الأنشطة مع زملائه: أكد على أهمية بقاء الطفل مع زملائه في الفصل لأطول فترة ممكنة ومشاركته في الأنشطة.

أسلوب التعامل مع طفل التوحد العدواني:

معظم الأطفال المصابين بالتوحد ليسوا عدوانيين بطبيعتهم، لكن قد يظهرون نوبات غضب عندما يواجهون مواقف صعبة أو عندما لا يحصلون على ما يريدون. لا يتصرفون بهذه الطريقة لخلق المشكلات، بل لأنهم لا يعرفون كيفية التصرف بطرق أخرى. يمكن أن يظهر الشخص المصاب بالتوحد سلوكًا عدوانيًا وعنيفًا بأشكال مختلفة، مثل:

• صيحات.
• العدوان على الآخرين (ضرب، خدش، عض، إلخ).
• أذية الذات (الضرب بالرأس، الخدش، الحرق، إلخ).

أسباب السلوك العدواني والعنيف:

فهم الأسباب هو الخطوة الأولى لمعالجة أي سلوك عدواني أو عنيف لدى طفلك، لأن سلوك الطفل المصاب بالتوحد غالبًا ما يكون غير متعمد، بل هو رد فعل لعوامل متعددة، منها:

• مشكلة جسدية.
• الحاجة للفت الانتباه.
• صعوبة حسية.
• مقاومة التغيير.
• صعوبة في التواصل أو عدم الفهم.

يمكنك التعامل مع الطفل المصاب بالتوحد الذي يظهر سلوكًا عدوانيًا أو عنيفًا من خلال تطبيق بعض الاستراتيجيات البسيطة التي تساعد في تقليل الانفعالات العاطفية ونوبات الغضب. تشمل هذه الاستراتيجيات:

• احتواء الطفل ومنعه من الإضرار بنفسه أو بالآخرين: عندما يبدأ الطفل في إلحاق الأذى بنفسه أو بالآخرين، يجب عليك أولاً احتوائه ومنع وصوله إلى الأشياء التي قد تسبب الأذى له أو للآخرين.
• التحكم الفوري في السلوكيات السلبية: أفضل طريقة للتعامل مع السلوكيات السلبية هي منعها وإدارتها على الفور قبل أن تتحول إلى مشكلة أكبر.
• تقديم أدوات لتهدئة الطفل: قدم للطفل بعض الأشياء التي تساعده على الهدوء، مثل سدادات الأذن، سماعات الرأس، النظارات الشمسية، أو الحيوانات المحنطة التي تهتز وتساعد على تهدئته.
• الالتزام بالهدوء في جميع الأوقات: احرص على البقاء هادئًا أمام طفلك مهما كانت الحالة مزعجة، واعتبر الاستعانة بشخص آخر لحل الأزمة إذا لزم الأمر.
• منح الحب والاهتمام للطفل: قدم لطفلك الكثير من الحب والاهتمام، حيث أن وجود علاقة قوية بينكما يجعله يشعر بالأمان ويشجعه على اللجوء إليك عند الحاجة إلى مساعدة، مما يجعله أكثر استعدادًا للاستماع إليك.

التعامل مع طفل التوحد العنيد:

الطفل العنيد هو الذي يعارض كل شيء بشكل دائم. بالنسبة للأطفال المصابين بالتوحد، قد يكون العناد ناتجًا عن رفض سلوك معين لا يحبونه أو لا يرغبون في القيام به. يمكنك التعامل مع الطفل المصاب بالتوحد العنيد من خلال:

• المرونة وفهم الأسباب: كن مستعدًا للتنبؤ بسلوك الطفل وكن مرنًا في تقبل سلوكياته. حاول فهم الأسباب المؤدية لسلوك الطفل المعارض للتحكم في الموقف بفاعلية.
• تجنب الصراحة في الطلبات: بدلاً من تقديم الطلبات بشكل صريح، استخدم طرقًا غير مباشرة تجعل الطفل يشعر وكأنه يسيطر على الموقف.
• دمج الطلبات في الروتين: حاول دمج أي أمر تريده ضمن جدول الروتين اليومي للطفل، مما يسهم في تسهيل قبول التغييرات.
• تقديم خيارات متعددة: قدم للطفل عدة خيارات لتسهيل التحكم في الموقف وتعزيز شعوره بالاستقلالية.