تدور أحداث فيلم “حياة الماعز” حول نجيب، العامل الهندي الذي رهن منزله وباع ممتلكاته للحصول على تأشيرة عمل في إحدى الشركات بالمملكة العربية السعودية. تبدأ القصة عند وصوله برفقة صديقه حكيم إلى المملكة، حيث يتأخر كفيلهم في الوصول إلى المطار. بسبب بساطتهم وعدم إلمامهم باللغة العربية، يستغل شخص قاسي الطباع وضعهم، ويوهمهم بأنه الكفيل. يأخذهم هذا الشخص إلى الصحراء القاحلة، حيث يترك حكيم في مزرعة أحد أصدقائه، بينما ينقل نجيب إلى مزرعته الخاصة. هناك، يكتشف نجيب وجود عامل هندي مسنّ يعاني من نفس الوضع الذي وقع فيه، مما يفتح أمامه أبوابًا جديدة لفهم ما يمر به.
مرت ثلاثة أعوام تحوّل فيها نجيب إلى شخص آخر، تغير شكله ومظهره بشكل ملحوظ، وتأثرت قدرته على الكلام وذهنه بشكل كبير. فقد تعرض لمعاملة قاسية وصارمة، وعاش حياة صعبة ودونية على يد كفيله الخاطف. أصبح نجيب يعيش حياة الماعز، يأكل معهم ويصدر بعض أصواتهم. وفي النهاية، عثر على العامل الهندي الآخر ميتًا غير مدفونًا، وقد أحاطت به النسور في الصحراء.
يلتقي نجيب بصديقه حكيم مصادفة في الصحراء، حيث يعيش حكيم نفس الظروف الصعبة. برفقة حكيم يوجد شخص آخر ذو أصول إفريقية يُدعى إبراهيم، الذي قد يكون قادراً على مساعدتهم في الهروب بسبب معرفته بالطرق. خلال رحلة الهروب، يواجهون جميعاً مشقة وأهوال الصحراء. ينهار الشاب حكيم بسبب الحر والعطش والتعب ويموت، ثم يختفي إبراهيم لاحقاً في ظروف غامضة. في النهاية، يصل نجيب إلى الطريق وهو في حالة إعياء شديدة، ويكاد يلفظ أنفاسه الأخيرة. بعد محاولات يائسة لطلب النجدة، يتوقف له شخص كريم، يأخذه إلى المدينة ويوصله إلى المسجد. هناك، يلتقطه بعض العمال الهنود من أحد الفنادق، وينقذون حياته.
بعد أن يُنقذ نجيب وتُنقله السلطات لتوثيق حالته، يكشف تعامل السلطات مع العمال مجهولي الحال، وكذلك قسوة الكفلاء تجاه العمال الهاربين. يُصاب نجيب بالذعر عند رؤيته لخاطفه الذي يهدده قائلاً إنه لو كان على كفالته، لكان أعاده إلى الصحراء. عندها يدرك نجيب أن الشخص الذي تعامل معه لم يكن كفيله الحقيقي بل كان خاطفاً. بعد قضاء ثلاثة أشهر في السجن، يتم ترحيل نجيب إلى الهند.
يُختتم الفيلم بتوضيح أن ما تعرض له نجيب ليس حالة فردية، بل تجربة شبيهة بما مرّ به آلاف من العمال الآخرين.
في فيلم “حياة الماعز”، يلعب إبراهيم، الرجل الإفريقي، دورًا محوريًا يعكس التحديات التي يواجهها العديد من العمال المهاجرين. إبراهيم، الذي يُقدم كشخص طيب القلب ومساعد، يعيش ظروفًا صعبة مشابهة لتلك التي يواجهها نجيب وصديقه حكيم.
إبراهيم ليس مجرد شخصية داعمة، بل هو رمز للأمل والإصرار في وجه المصاعب. برغم معاناته الشخصية، يظل إبراهيم يقدم العون لنجيب وحكيم، ويظهر عزمًا على مساعدتهم في الهروب من ظروفهم القاسية. تظهر شخصيته تعاطفًا وكرمًا حقيقيين، مما يجعله شخصية محبوبة ومؤثرة في الفيلم.
للأسف، لا تكتمل رحلة إبراهيم كما كان يأمل. خلال رحلة الهروب من الصحراء، يتعرض إبراهيم لأحداث مأساوية، حيث يختفي في أحداث غامضة إن اختفائه يضيف عنصرًا دراميًا وواقعيًا إلى القصة، ويعكس مدى الخطورة والصعوبات التي يواجهها العمال في رحلاتهم بحثًا عن الأمل.
إبراهيم، بشخصيته القوية والمثابرة، يلعب دورًا حاسمًا في توضيح قسوة الحياة التي يمر بها العمال، ويبرز الدور الهام للتضامن والمساعدة المتبادلة بين الأشخاص الذين يواجهون ظروفًا مشابهة.
لا تعليق