جدلٌ كبيرٌ يحوم حولها، وكثيراً ما نسمع عنها دون أن نعلم ماهي وما يمكن أن تفعل بصاحبها، عقدة كساندرا، عقدة أوديب، عقدة الذنب، أسماءٌ تقشعّر لها الأبدان وتبثُّ الرّعب في قلوب مستمعيها، ولكن هل هي موجودةٌ حقاً أم محض خرافاتٍ بالية؟؟
عقدة أوديب Oedipus complex
استمد مؤسس علم النفس التحليلي سيجموند فرويد اسم العقدة من إحدى الأساطير اليونانية الخاصة بملك المدينة الطيبة الإغريقية وابنه أوديب، وشرح فرويد عقدة أوديب بأنها التعلق غير الصحي للابن بوالدته، مم يؤثر على العلاقات المستقبلية، حيث يشعر الطفل أنه في تنافس مع والده للفوز بأمه، وبالنسبة للرجال المصابين بالعقدة فإنهم يبحثون دائماً عن امرأة تذكرهم بأمهم، وإذا كانت العلاقة سيئة بين الابن وأمه، فقد يعامل النساء في حياته معاملة سيئة.
تبدأ عقدة أوديب في المرحلة الأولى للتطور الجنسي لدى الطفل ما بين الثالثة والخامسة من عمره، ويبدأ الطفل في محاولة إبعاد والده عن والدته كلما رآه بجوارها.
تُعرف العقدة المماثلة لعقدة أوديب لدى الفتيات بعقدة إلكتراElectra، وفيها تشعر الفتاة بالحب تجاه والدها، وربما تعلن الصغيرات عن عزمهنّ الارتباط والزواج من آبائهن حينما يكبرن.
عقدة الإله:
اعتقاد راسخ يتصف بشعور متضخم حول القدرات الشخصية، الامتياز، النجاح المؤكد والعصمة،
قد يرفض الشخص المصاب بعقدة الإله الاعتراف بالفشل أو احتمال كونه على خطأ، حتى عند مجابهته بالدليل القاطع غير القابل للشك، أو بعجزه أمام مُعضلة عسيرة، أو مهمة مُستحيلة، أو ربما يعتبر رأيه الشخصي محقاً بلا جدال، كما من الممكن أن يَستخِّف الشخص بالقواعِد الاجتماعية ويطلب اعتبارات أو امتيازات خاصة بِه.
ليست مصطلحاً طِبي أو اعتلالاً قابل للتشخيص، ولا تظهر لها قِيم في الإحصاءات المرضية للاضطرابات العقلية.
كان أول من استخدم اسم عقدة الإله هو ايرنست جونز، وقد وصف العقدة، بأنها إيمان الشخص بأنه إله.
عقدة جوكاستا Jocasta complex
تعود التسمية للملكة اليونانية جوكاستا، وهي ترمز إلى تعلق الأم إلى أبعد حدّ بطفلها، فلا تقبل أبدًا التفريط به مهما كانت الظروف، ولا تجعله يتخذ أي قرار دون أن يرجع إليها أولًا، وقد يتطور الأمر إلى رفض الزواج نهائيًا ومكوثه بجوارها طوال الوقت، و يرجح سبب هذه العقدة لفقدان الأم لأمها، فتتجه إلى تعويض ذلك من خلال الابن والتمسك به، وتؤدي تلك العقدة عند الأم إلى تنشئة شخص غير مسؤول وغير قادر على اتخاذ قراراته بنفسه.
عقدة كليوباترا Cleopatra complex
وهي إصابة النساء بحالة من العظمة والغرور الشديدين، بسبب جمالهن أو مالهنّ أو منصبهنّ، ويرون أنفسهنّ ملكات ولا يمكن لأحد الاقتراب منهن، والجميع كالعبيد بالنسبة لهن، فتختلف معاملتهن حتى مع أنفسهن، لدرجة يحرمن أنفسهن من بعض المُتعة بحجة أن غالبية البشر يفعلونها ولا تليق بهن. وإذا حدث مثلًا وظهرت امرأة أخرى تنافس تلك المرأة المتكبرة في المال أو الجمال، فإنها تسعى للتخلص منها بكل الطرق الممكنة حتى ولو وصل الأمر إلى التحريض على القتل، فقط لتبقى هي كيلوبترا لوحدها.
عقدة لوليتا Lolita complex
وهي من أشهر العقد النفسية وخاصة بين المراهقات، وتعني وقوع الفتاة في حب رجل يكبرها بضعف عمرها على الأقل، ليس هذا فقط، بل إنها كذلك تحاول لفت أنظاره بكل ما تملكه من قدرة على فعل ذلك.
في الحقيقة أن السبب الأول الذي يدفعها لهذا هو الحرمان الذي تعرضت له في طفولتها على يد والدها، والذي في الغالب لم يكن مُهتمًا لأمرها في الصغر، لذلك تعتقد أنها بتلك الطريقة تعاقبه على إهمالها.
أمّا التسمية فتعود لرواية فلاديمير نابكوف “لوليتا”.
عقدة كساندرا Cassandra complex
تعود التسمية لأسطورة كساندرا الإغريقية، وهنا يجد الشخص نفسه أشبه بالوصي على الآخرين، فهو مطالب دائمًا بحمايتهم، كما أنه يتخيل معرفته المطلقة بالخطر الذي يقترب من الناس، وتلقائيًا يبدأ بتحذيرهم من هذه المخاطر، والعقدة هنا تكمن في عدم تصديقه لأن معلوماته غالبًا ما يكون مبالغًا فيها بصورة كبيرة، وذلك الإهمال وعدم الاكتراث هو ما يجعله يُعاني معاناة شديدة فيما بعد، في كل مرة يحاول فيها إخبار أي شخص عن خطر ما.
عقدة الذنب:
أن يشعر الشخص بالذنب تجاه أي شيء وربما بلا أي سبب …، فإذا كان واقفًا في الطريق ورأى رجل يمر ثم تصدمه حافلة مسرعة فإنه سوف يشعر بالذنب بطريقة عجيبة ويُحمل نفسه مسؤولية موت الرجل، وذلك ببساطة لأنه لم يتمكن من إنقاذه أو على الأقل تحذيره قبل عبور الطريق.
تقود هذه العقدة لنتائج خطيرة جدًا، مع تفاقم تلك المشكلة فإنه من الوارد جدًا الإصابة ببعض المشاكل النفسية التي قد تقود في النهاية إلى أسوأ شيء في هذه الحياة، وهي الإنتحار.
ولعل من المهم، قبل الختام، الإشارة إلى أن موضوع العقد النفسية بحاجة لمزيد من الاهتمام على المستوى الفردي والجماعيّ، مع توسيع البحث في كافّة أوجه الحياة الاجتماعية المختلفة، وبما يراعي المزيج المندمج من المعتقدات والقيم.