قد لا نتخيل مدى تأثير طريقتنا في التربية على شخصية طفلنا، فهو يستمد قيمته الذاتية وفكرته عن نفسه وثقته بها من جماعته الأولى وهي الأسرة، لذلك فإن توفير البيئة النفسية السليمة لتنشئة طفل سوي يستطيع التعامل بشكل مرن مع المجتمع الأكبر هو جل ما نهدف إليه، والذي سينعكس عليه طوال حياته وسيرسم له إطار شخصيته ويحدد له مساره في هذه الحياة.
وصف علماء النفس عدة أخطاء شائعة يرتكبها الآباء بحق أبنائهم لذا عليك إعادة النظر في سلوكك مع ابنك، فقد تكون سبباً في نجاحه في هذه الحياة أو فشله.
7
التفرقة
يغلب على بعض المجتمعات التفرقة بين الأبناء حسب الجنس، أو العمر، أو الذكاء، أو الجمال، ويكون ذلك عن طريق الملابس أو الألعاب أو الهدايا أو حتى التعبير المعنوي عن المشاعر أو المقارنة الدائمة بينهم، فيحصل على النصيب الأكبر من المديح أو المبالغة في التحقير كأن يقال له لماذا لست مثل أخوتك انظر ماذا فعل أخوك.
يؤثر هذا الأسلوب على الأبناء فتبدأ مشاعر الحقد والكراهية والحسد وهي مشاعر ليست من المفترض أن يعيشها الطفل تجاه أي أحد، خاصة اخوته فيفقد الطفل المنبوذ ثقته بنفسه، ويشعر أنه لا يستحق الحب أو أقل ممن حوله فمن لا تحبه أسرته من سيحبه ؟ وهو ما يجعله يفقد الثقة في الآخرين، مم يولد شخصية منطوية تعاني من مشاكل في التواصل وتكوين العلاقات.
أما بالنسبة للطفل المفضل والمميز فيتحول إلى شخصية أنانية معتادة على الأخذ دون العطاء، كما أنه قد يعامل الآخرين بتكبر وغرور، حيث يشعر نفسه أفضل من غيره مم يجعله يعاني من مشاكل في علاقاته على المدى الطويل.
6
التذبذب في المعاملة
أي التضارب في معاملة الطفل فتارة يعاقب على سلوك وتارة يترك بدون عقاب على نفس السلوك، أو قد يحاسبه عليه الأب ولا تحاسبه الأم، فمثلا إذا قام الطفل بسلوك معين أمام الضيوف فلا يعاقب لكن بدون الضيوف فإنه يلقى أشد العقاب مع أنه نفس الموقف فيرتبك الطفل ويشعر بالحيرة هل ما يفعله صواب أم خطأ
ينتج هذا الأسلوب بسبب عدم قدرة الأم والأب على الاتفاق على قواعد سلوكية ثابتة، بسبب اختلاف وجهات نظرهم في ذلك أو عدم اهتمامهم بالاتفاق.
5الدلال الزائد
يعتبر أسلوب الدلال الزائد للطفل من أكبر المشاكل السلوكية التي يقع فيها الآباء، وهي تلبية كل رغبات الطفل مهما كانت وعدم معاقبته على أي سلوك يقوم به، والقيام بتحمل مسؤولياته وواجباته منذ الصغر، فقد نجد الأم هي من تقوم بعمل الواجب بالنيابة عنه وقد يصل الأمر الي أن تقوم بإطعامه، يُظهر الطفل سلوكيات خاطئة نتيجة لمعرفته أنه لن يتم عقابه فهو يكسر الأشياء عمداً وقد يضرب والديه أو يسبهم ولا يجد إلا الترحيب والضحك.
يصنع هذا الأسلوب طفل اعتمادي لا يستطيع تحمل المسؤولية، فقد تصبح زوجته في المستقبل هي من تحمل عنه المسؤولية وهو يعتمد أن الآخرين يجب أن يلبوا له طلباته.
4 الإهمال
عندما لا تسأل طفلك كيف كان يومه وعندما لا تعرف أين هو الآن، فأنت بالتأكيد تتبع أسلوب الاهمال الوالدي وهو أسلوب يعامل فيه الوالدان أبناءهم دون ثواب أو عقاب، ويعتقد الوالدين أن تلبية الاحتياجات الأساسية من الطعام والشراب للطفل كافية دون اعتبار لحاجتهم إلى الحب والامان الذي منبعه الأساسي هو الوالدين.
فمثلا يأتي الطفل ليلا وهو خائف ولا يستطيع النوم ويريد ان يكون بجانب أبويه فهذا يمثل شعور الطفل بفقدان للأمان وحاجته للشعور بوجود من يحميه ومن يهتم به فإذا وصل الأمر الى طلب الطفل للأمان فهذا يعني أنه يغلب على مشاعره القلق والخوف وقد يعاني من التبول اللاإرادي والأرق
3 الحماية الزائدة
وهو أسلوب ناجم عن خوف الآباء على ولدهم بشكل مفرط، فيقوموا بالتدخل في جميع شؤونه واتخاذ القرارات نيابة عنه فلا يستطيع تحمل مسؤولية نفسه، وليس لديه حرية التصرف في أي شيء في حياته، فيخرج إلى مجتمع مختلف عن مجتمع الأسرة، لا يعرف كيف يتصرف، وينتظر المدرسين والأصدقاء لينوبوا عنه في ذلك، كما تؤثر في حياته وتمنعه من اكتساب الخبرات التي سوف يتعامل بها عندما يكبر، ويترتب على هذا الأسلوب شخصية غير مرنة، حساسة لا تستطيع تحمل الصدمات وقد يواجه أشكال التنمر بسبب اعتماده الزائد على والديه
2 إثارة الألم النفسي
يقوم الوالدان في هذا الأسلوب بتأنيب الطفل دائماً على أي شيء خاطئ يفعله، أو على أية رغبة سيئة يعبر عنها، مم يجعله شديد الرقابة على نفسه، يخاف دائماً من الأخطاء، يحمّل نفسه أعباء أشياءٍ لا ذنب له فيها، رغبة منه في المثالية، ويعتقد أنه لا يستحق إلا العذاب، فنجده يحرم نفسه لتعذيبها بسبب فعل خاطئ ارتكبه، وقد تجده يمدح الآخرين ويقدر إنجازاتهم بينما تجده يحطم نفسه.
قد يكون السبب في ذلك أسرة متشددة لا تقبل الأخطاء السلوكية، وتعتمد أسلوب المثالية في كل شيء، مم يجعل الطفل يكبُت رغباته وانفعالاته ويحاول الوصول إلى الكمال، خوفاً من أن يخسر رضا الكبار فيخرجوه من مجتمعهم المثالي.
1 القسوة والسيطرة
يقوم الوالدان في هذا الأسلوب بمعاملة الطفل معاملة قاسية، أو استخدام العقاب البدني أو اللفظي أو التحكم والسيطرة على جميع نشاطاته، بدءً من اختيار الملابس وحتى التخصص الجامعي، واختيار الزوجة.
يعتقد الآباء المتبعين لهذا الأسلوب أنّ على الأبناء أن يكونوا مطيعين لآبائهم بشكل كامل، بسبب اعتقادهم أنهم أشد حرصاً على مصلحتهم، وأنه من الأدب والبر أن يستمعوا لأوامر الوالدين دون مناقشة، وإذا اعترض أحدهم فسوف يعاقب على انعدام أدبه.
ينتج عن هذه الطريقة شخصية عدوانية متنمرة بسبب الاعتداء عليها في طفولتها، مم أدى إلى كبت تلك المشاعر دون القدرة على الرد عليها، فتنعكس تلك المشاعر على الآخرين، وتظهر بشكل أكبر في المراهقة، على هيئة عنف، أو إجرام، أو تعاطي للمخدرات، أو قد يحدث العكس، ويكون بشخصية مكسورة خانعة لا تستطيع الدفاع عن نفسها والإتيان بحقها.