Site icon راديو مصر

وحوش من الماضي: ثلاثة وحوش من البر والبحر والجو

ظهر الإنسان الحديث بشكله الحالي منذ حوالي مائتي ألف سنة مضت، في ذلك الوقت كانت معظم الوحوش الضارية التي عاشت على هذا الكوكب قد انقرضت منذ وقت طويل.لعل العالم فيما مضى كان أشبه بعوالم أفلام الرعب؛ حيث الوحوش الضخمة ترتع في كل مكان على الأرض، وفي البحار، والسماء، ناشرة الفزع أينما تذهب.في المساحة التالية سنستعرض معاً بعضاً من تلك الكائنات المرعبة التي سادت على الأرض، ولم نعرف عنها إلا من خلال الحفريات التي عثرنا عليها.. إنها وحوش من الماضي.هذه المرة أيضا نُقدّم لكم ثلاثة وحوش؛ أحدها يعيش في الماء، والآخر يسير على الأرض، أما الثالث فيتخذ من السماء بيتا، نبدأ أوّلا مع…ميجابيرانا.. قضمات صغيرة قاتلة
في قصص وأفلام العصابات والجاسوسية، يحتفظ الزعيم الشرير دائما ببحيرة مليئة بأسماك البيرانا المتوحّشة آكلة اللحم؛ ليلقي فيها بالضحايا الذين يُخالفون أوامره. أسماك البيرانا هذه هي أسماك ذات أسنان حادة وشهية مفتوحة للحم، تعيش في بعض أنهار أمريكا الجنوبية، ويصل طولها إلى حوالي خمسة وعشرين سنتيمترا. مشكلة هذه الأسماك أنها مترابطة وتتحرّك بشكل جماعي، وهو ما يجعل تأثيرها مضاعفا على الفريسة التي تختارها، وهي تجتمع عليها، وتأخذ في قضمها بطريقة متتالية وبسرعة كبيرة. منذ وقت قريب تمّ اكتشاف الجدة الكبرى المنقرضة للبيرانا، والتي سُمّيت بـ”الميجابيرانا”؛ لأنها أكبر حجما وأشدّ فتكا.

أما الميجابيرانا فقد عاشت في أواخر العصر الميوسيني، وانقرضت منذ حوالي 10 ملايين سنة. تمّ تصنيف هذه الفصيلة عام 2009، اعتمادا على حفريات اكْتُشفت للمرة الأولى في الأرجنتين في بداية القرن العشرين، ويصل طولها إلى أكثر من متر، أي أنها أكبر بأربعة أضعاف من البيرانا الحالية. مع الأسف لم يعثر منها إلا على بعض حفريات الأسنان فقط، دون باقي الهيكل العظمي. هذه الأسنان مرتّبة على شكل زجزاج لتساعدها على مزيد من الفتك بالفريسة؛ لحسن الحظ أنها انقرضت منذ وقت بعيد.

لكاماراصوراس جمجمة مميّزة مقوسة بخطم عريض غير حاد

كاماراصوراس.. صاحب الفجوات
أو كمراصور كما تسمّيه المصادر العربية. هو واحد من الديناصورات الشهيرة على المستوى الشعبي؛ بسبب ظهوره في سلسلة أفلام Jurassic Park.

معنى اسمه باليونانية: “السحلية ذات التجاويف”؛ لأن فقراته العظمية تحتوي على فجوات. ديناصور عملاق آكل للعشب، وهو واحد من أكثر الديناصورات انتشارا في أمريكا الشمالية إبان العصر الجوراسي؛ حيث عاش هذا الديناصور في الفترة ما بين 155 إلى 145 مليون سنة قبل الميلاد.

لهذا الديناصور عدة فصائل؛ أكبرها هو Camarasaurus Supremus، والذي يصل طوله إلى حوالي 23 مترا، ووزنه حوالي 50 طنا.

اكتشفت أول حفرية لكاماراصوراس عام 1877 في ولاية كلورادو الأمريكية بوساطة “أوراميل لوكاس”، وقد اشترى الحفرية منه عالم الحفريات الشهير “إدوارد كوب” الذي تحدّثنا عنه وعن تنافسه العدواني الشديد مع العالم “أوثنيل تشارلز مارش” سابقا. في نفس العام كان كوب قد صنّف العظام، وأسمى الفصيلة الجديدة محرزا سبقا آخر ضد منافسه.

عام 1925 تمّ اكتشاف أوّل هيكل عظمي كامل للكاماراصوراس بوساطة عالم الحفريات الأمريكي “تشارلز جيلمور”، وبسبب الأوضاع التي وجدت عليها الحفريات العديدة التي وجدت لهذا الكائن، يعتقد أن كاماراصوراس كان يتحرّك في قطعان أو مجموعات عائلية.

كثير من فقرات كاماراصوراس مجوفة، ربما لغرض تخفيف الوزن. يوجد جزء متضخم عند نهاية الحبل الشوكي عند الحوض، كان العلماء القدامى يعتقدون أن هذا مخ ثانٍ ليساعد على تنسيق حركة حيوان بهذا الحجم! بالطبع ليس هذا صحيحا، لكن هذا الجزء لا يزيد على كونه يتحكّم في الحركات الانعكاسية اللاإرادية للحيوان، في نفس الوقت فإن معظم الحيوانات الفقارية لديها مثل هذا التضخم في نهاية الحبل الشوكي.

الأطراف الأمامية أقصر من الخلفية، وفي كل طرف أمامي خمسة أصابع، أحدها يحمل مخلبا طويلا حادا.

لكاماراصوراس جمجمة مميّزة مقوسة بخطم عريض غير حاد، وتتميّز الجمجمة بوجود فجوات كبيرة جدا بشكل غير عادي للعينين والمنخرين. طول أسنانه يصل إلى 19 سنتيمترا، وهي تأخذ شكل الإزميل، وتدلّ على أن الكائن كان يستطيع مضغ النباتات الخشنة الصلبة، وهو ما لا تستطيع الديناصورات النباتية الأخرى أكله.

أورنيثوكايروس يعادل حجم طائرة متوسّطة الحجم.

أورنيثوكايروس.. إمبراطور السماء
عندما يفرد جناحيه وينطلق في الهواء، يصل طوله من طرف الجناح إلى طرف الجناح الآخر اثني عشر مترا؛ هذا يعني أنه يعادل حجم طائرة متوسّطة الحجم.

ينتمي هذا الكائن إلى الديناصورات الطائرة التي تُعرَف بـ”التيروصورات”، وهو واحد من أكبر أنواعها، ولعله أكبرها على الإطلاق. كان يعيش في أمريكا الجنوبية وأوربا في أواخر العصر الطباشيري منذ 110 مليون سنة، ويعني اسمه “يد الطائر” باليونانية.

أوّل حفرية وُجدت للأورنيثوكايروس كانت في إنجلترا عام 1827.

للأورنيثوكايروس عُرف مميّز على الخطم، يتغيّر لونه في موسم التزاوج لجذب الإناث. عظامه مجوّفة ووزنه حوالي مائة كيلو جرام فقط، وهذا يُساعده على اعتلاء الهواء والطيران لمسافات شاسعة. منقاره الطويل وأسنانه الحادة تتيح له التقاط الأسماك من المحيط وهو طائر. تتكوّن أجنحته من الجلد، وتصل مساحتها إلى حوالي عشرين مترا مربعا، وهي مشدودة بين الأصبع الطويل لطرفه الأمامي، وكاحل طرفه الخلفي، بدعم من باقي الجسم والساقين، ويتيح له هذا التصميم الفريد أن يطير محمولا على التيارات الهوائية لمئات الكيلو مترات دون أن يضطر لخفقان جناحيه، وهو ما يُتوّجه إمبراطورا للسماء بلا منازع.

Exit mobile version