كثيرون ظنوا أن حياة الطفل الأفغاني “مرتضى” تغيرت بالكامل منذ مقابلته مع الأرجنتيني ليونيل ميسي أسطورة فريق برشلونة، وأحد أبرز نجوم كرة القدم على مدار التاريخ، وهو ما حدث بالفعل، حيث تغيرت حياته، لكن ليس كما كانت الظنون.

قبل ما يقرب من خمس سنوات، انتشرت صورة لطفل أفغاني لم يتجاوز خمسة أعوام، يرتدي كيسًا بلاستيكيًا بالألوان الأبيض والأزرق الشبيهة بقميص المنتخب الأرجنتيني، يحمل اسم ميسي ورقم 10.

وتواصل وكلاء ميسي بالفعل مع عائلة مرتضى، ليحقق الطفل حلمه، ويلتقي أسطورته في العاصمة القطرية الدوحة نهاية عام 2016، عندما خاض فريق برشلونة الإسباني مواجهة ودية أمام نظيره الأهلي السعودي.

شبكة “بليتشر ريبورت” الأمريكية ذهبت إلى أفغانستان، لمقابلة مرتضى وعائلته، ومعرفة ماذا جرى للطفل بعد مرور ما يزيد عن أربعة أعوام على ليلة العمر، التي التقى بها مع ميسي.

هامايون شقيق مرتضى الأكبر، روى لمراسل الشبكة الأمريكية تفاصيل اليوم الذي غير حياة العائلة بأكملها، لكنه لم يكن ذلك التغيير الإيجابي الذي ظنه كثيرون، حيث توالت الكثير من الأحداث الدرامية منذ ذلك الحين.

الكيس” الذي غير حياته

قال هامايون إنه لا يتذكر مصدر ذلك الكيس البلاستيكي، الذي استخدمه لصناعة ما يشبه قميص كرة القدم من أجل شقيقه الصغير، قبل أن يروي مرتضى ذكرى ذلك اليوم، حيث اصطحبه شقيقه إلى المنزل، وكتب على الكيس “ميسي” ورسم الرقم 10، وطالبه بارتدائه كقميص كرة قدم، ثم قال له: “مرتضى ميسي”!

تلقى مرتضى سخرية الكثيرين في قريته الصغيرة بولاية جاجهوري في إقليم جازني الأفغاني، بسبب ارتدائه الكيس البلاستيكي لممارسة كرة القدم، لكن هامايون كان سعيدًا بالصورة، واستعرضها عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” لتنتشر عالميًا بسرعة لم يتوقعها الصبي، ويبدأ فريق ميسي في البحث عن الطفل.

عارف أحمدي والد مرتضى قال إنه فوجىء بوصول صندوقين من ميسي لمنزله، وأضاف أنه لم يفتحهما منذ الوهلة الأولى، بعدما ظن أن أحدهما يحوي بعض اللعب لنجله، والآخر يحوي “دولارات” وهو ما ظنه كثيرون في قريته، حيث انتشرت شائعات بتلقي الأسرة مساعدات مالية ضخمة من ميسي.

لكن ما أرسله النجم الأرجنتيني لم يكن سوى كرة قدم موقعة منه، وقميص المنتخب الأرجنتيني يحمل توقيعه أيضًا.

بدأت متاعب عائلة مرتضى منذ ذلك الحين، حيث تلقت الأسرة تهديدات من منظمة طالبان، بسبب التواصل مع ميسي، كما حاولت الهجرة إلى باكستان، لكن طلب الهجرة قوبل بالرفض.

 

يحب ميسي أكثر من أمه

بعد مرور ما يقرب من سبعة أشهر على انتشار صورته، كان الطفل مرتضى على موعد مع اللحظات الأهم في حياته، حيث تم ترتيب لقاء مع ميسي في الدوحة، أبدى الطفل سعادة كبيرة للغاية بمقابله ملهمه.

قالت شفيقة أحمدي والدة مرتضى إن الطفل يقول لها إنه يحب ميسي أكثر منها، وهو ما أكده مرتضى عندما سأله مراسل “بليتشر ريبورت”.

“ميسي كان لطيفًا للغاية” هكذا قال مرتضى لعائلته بعد المقابلة التاريخية التي احتضنه النجم الأرجنتيني بها، وظهر الطفل أمام العالم أجمع وهو يحاول البقاء بصحبته في الملعب لأطول فترة ممكنة، قبل أن يطالبه ميسي بالذهاب إلى والده خارج الملعب.

 

لم يفعل شيئًا من أجله

لكن المقابلة بقدر ما كانت رائعة للطفل الأفغاني، كانت تبعاتها صادمة له ولأسرته، عادوا جميعًا إلى قريتهم مجددًا، وتوقف الأمر عند المقابلة، وقال والده إنه توقع أن يفعل ميسي شيئًا، ليس من أجله، لكن من أجل مرتضى أحد أكبر مشجعيه في العالم.

زادت الضغوطات بعدما ظن أهل القرية أن العائلة تلقت أموالًا كثيرة من ميسي، لكن والدة مرتضى قالت إن النجم الأرجنتيني لم يساعدهم بروبية واحدة، ومع انتشار الشائعات تلقت الأسرة تهديدات باختطاف مرتضى، واطلاق سراحه مقابل فدية.

وواجه الطفل بعض المواقف العصيبة، أبرزها عندما استوقفه أشخاص خلال عودته من المدرسة، وسألوه إذا كان “ميسي الصغير” لكنهم أخبرهم أنه ليس مرتضى، بل شقيقه.

 

توقف الطفل عن الذهاب إلى المدرسة، وبقي حبيس المنزل خشية على حياته، قبل أن تجد الأسرة الحل في ذهابه للعيش بصحبة عمه في العاصمة كابول، وهناك وجد الفرصة لممارسة كرة القدم مجددًا على أسطح المنازل وفي بعض الأماكن.

لكن الانفجارات والعمليات الإرهابية التي تكررت بالمدينة الأفغانية دفعت الطفل لمطالبة أهله بالعودة مجددًا إلى قريته التي أحبها.

اختلفت حياة الطفل مرتضى تمامًا منذ ليلة الدوحة، تحول من طفل سعيد مرح مقبل على الحياة إلى طفل لا يتكلم كثيرًا، كما تغيرت حياة أسرته أيضًا منذ ذلك الحين، وقال والده إن تلك الفرصة ربما تكون عظيمة لطفل في مكان آخر، لكن في بلده لم تكن كذلك.

 

 

من راديو مصر علي الهوا

راديو مصر علي الهوا ... صوت شباب مصر

اترك رد

رسالتك علي الهوا