رغم أن الباقي على انتهاء الشهر الكريم ساعات، فإن الكثيرين يبدو أنهم لا يزالون لم يعتادوا أو يتكيّفوا الصيام رغم مرور 28 يوما تقريبا، ولا تزال تخاريف الأيام الأولى موجودة.. واسمحوا لي بالإبحار في هذه التخاريف قبل مدفع الإفطار.بداية التخاريف الرمضانية كانت من “مزاريطة” الجبلاية، والكبير أوي العمدة زاهر، و”غفر” المجلس حجه؛ حيث قام في ساعات قريبة متوالية، وغالبيتها خاصة بالدوري العام الموسم القادم الذي بدأت الفرق الاهتمام بالاستعداد له بالرغم أن الدوري على الأبواب، ونظام المسابقة أو عدد فرقها غير معلوم حتى الآن؛ حيث تبارى الجانبان “مزاريطة” الجبلاية وأندية “الغلابة” الثلاثة أسوان والمنصورة والترسانة في تهديد كل منهم للآخر.
المزاريطة بتطنيشهم إذا لم يلعبوا دورة جديدة لتحديد فريق واحد منهم ليكمل فرق الدوري للـ20، والغلابة يرفضون ويريدون التأهل جميعاً على اعتبار أن إلغاء الهبوط كان لثلاثة أندية؛ بسبب الاتحاد السكندري؛ بحسب وصف رئيس نادي أسوان الذي هدد بتظاهرات أمام “المزاريطة” مقر الجبلاية.
الغريب أن الجبلاية لم يستطع الصيام كثيراً عن التراجع في قراراته، وفطر العمدة بقرار متراجع جديد؛ عندما أكّد أنه من المحتمل أن يلجأ لتطبيق نظام المجموعات في بطولة الدوري الممتاز في الموسم الجديد، وذلك بهدف تخفيف ضغط المباريات على الأندية المشاركة في المسابقة.
وقال زاهر: “أجرينا دراسات حول الدوري في الموسم الجديد، ووجدنا أن 19 فريقا في المسابقة يعني أننا سنلعب 38 أسبوعا، وهو أمر غاية في الصعوبة؛ لأن طول عدد أسابيع المسابقة سيعمل على إرهاق اللاعبين والأجهزة الفنية، وكذلك لن نتمكن من وضع مواعيد لارتباطات المنتخبات والأندية على المستوى الإفريقي”.
وأضاف: “حاولنا البحث عن فكرة لتخفيف ضغط المباريات، وجاءت آخر دراسة باقتراح تقسيم الدوري إلى مجموعات كي يتقلّص عدد الأسابيع من 38 إلى 26 فقط، وبذلك سنعطي فرصة للجميع من أجل الراحة”.
وتابع العمدة: “الأمر لا يتعدّى حتى الآن كونه مجرد اقتراح، وسنعيد النظر فيه خلال الفترة القادمة، وقد يكون الحسم بعد عيد الفطر”، وطبعاً بعد العيد لا ينفتل الكعك، كما يقول المثل العامي يا عمدة.
الفتنة وتخاريف الصيام تشمل أيضاً الهجوم غير المبرر من العديد من الصحف الحكومية والخاصة على قرار إسناد مهمة المنتخب الأول لهاني رمزي المدير الفني للمنتخب الأوليمبي، رغم أن القرار تأخّر كثيراً، وأن المنتخب الأوليمبي يشحذ من زكاة رمضان لتنظيم مباريات ودية له؛ استعداداً للتصفيات الإفريقية المؤهلة لدورة الألعاب الأوليمبية بلندن 2012، في ظلّ غياب أهل المزاريطة وانشغالهم بالحضور على موائد الرحمن العامرة بما لذّ وطاب، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات على المقاعد الخالية في مجلس الجبلاية.
وتواصلت تخاريف الصيام بالهجوم على هاني رمزي، ووجدنا البعض يصفه بأنه بلا تاريخ ولا خبرات بالرغم من أنه لعب كأس العالم 1990 بإيطاليا، وكان أصغر لاعبي المنتخب وواحداً من أفضلهم مع نجاحه على مدار 18 عاما في الاحتراف في الأندية الألمانية الكبرى، والحصول على بطولات في ألمانيا، والمشاركة في دوري الأبطال الأوروبي، ولكن يبدو أن اسم هاني رمزي سوف يهاجم في الوقت الحالي لأغراض مشتاقين لمنصب المدير الفني لمنتخب مصر مدعومين من بعض أعضاء المزاريطة.
الخوف أن تستمرّ تخاريف الصيام والفتنة الكروية لما بعد العيد، وأن نجد المزاريطة تختار مدرباً أجنبياً وتدفع له بالعملة الصعبة، ونحن خسرنا فقط 25 مليار دولار من مخزون العملة الصعبة خلال الأيام الماضية.