لم يتمكن نابليون أو كليبر من تنفيذ سياسات خاصة بالمجالات الاقتصادية نظراً لظروف عدم الاستقرار وأحوال الحملة في مصر في أيام حكمهما من حيث مواجهة ثورات المصريين ومطاردة المماليك والإنجليز فقد حالت تلك الظروف دون دراسة الواقع المصري واقتراح ما يمكن من مشروعات.
وبعد رحيل نابليون و موت كليبر تولى جاك مينو أمور الحملة وكان يرى البقاء في مصر وتحويلها إلى مستعمرة فرنسية فقام بتنفيذ بعض المشروعات في مجالات مختلفة ومن أهم هذه الإصلاحات ما قام به من تعديلات في النظام الاقتصادي.
المجال الزراعي
قام علماء الحملة بدراسة مجرى نهر النيل وفحص القنوات والجسور وتم تخصيص جزء من الأرض الزراعية العامة التي في حوزة الدولة لإنتاج الغلات التي تحتاجها فرنسا وعلى هذا أجريت تجربة لزراعة القطن وقصب السكر في ميت عقبة وتم إنشاء حديقة لزراعة النباتات المجلوبة من فرنسا مثل الخوخ والمشمش والكمثرى والتفاح واهتمت الحملة بزراعة الأرز والقمح والذرة وغيرها.
المجال التجاري
حاول نابليون إحياء التجارة التي كسدت بسبب الحصار الإنجليزي للشواطئ المصرية ووجود الجيش العثماني في سوريا ففكر في حفر قناة السويس ولكنه عدل عن ذلك لاعتقاد علماء الحملة الفرنسية بتفاوت مستوى الميته بين البحرين المتوسط والأحمر، ولكن لفتت الحملة نظر إنجلترا إلى أهمية موقع مصر البحري لنقل المسافرين والبريد والسلع بينها وبين الهند فزادت حركة التجارة العابرة، وأدى إلى إنشاء خط حديدي من الإسكندرية إلى القاهرة، ثم من القاهرة إلى السويس إلى زيادة حركة مرور المسافرين، والبريد، والسلع، حتى أنتهى الأمر بحفر قناة السويس وفتحها للملاحة البحرية في 1869.
المجال الصناعي
بانتصار الأسطول الإنجليزي على الأسطول الفرنسي بقيادة نابليون في موقعة أبي قير البحرية غرقت السفن الفرنسية التي تحمل البارود والأسلحة والعتاد وأدوات الطباعة فطلب نابليون من علماء الحملة التفكير في طريقة للبحث عن الأشياء التي يحتاجها الجيش وخاصة بعد الحصار الإنجليزي فأقام بعض الصناعات مثل النسيج وكان العمال فيه غير مصريين وكذلك صناعة الحدادة والدباغة وصناعة حرف الصناعة كما تم إنشاء طواحين الهواء وإصلاح دار الصناعة التي كان مراد بك قد أنشأها في الجيزة، وكذلك أقام صناعة البارود.
وقام الجنرال مينو بإنشاء مشروع صناعة الخرائط في مصر بسبب الحصار الاقتصادي الذي فرضته إنجلترا على السواحل المصرية ولكن رجال الصناعة رفضوا إشراك المصريين في المصانع خوفاً من تقليد المصريين لهم.