خبيرة العافية الدكتورة “لينا وين” تشير إلى ارتباط مستويات التوتر المزمن بمشاكل صحية متنوعة، منها ارتفاع ضغط الدم والاكتئاب والقلق، وقالت الدكتورة كارميل تشوي، عالمة النفس السريري، والأستاذة المساعدة في علم النفس بكلية الطب في جامعة هارفارد ببوسطن، على أن التوتر يمكن أن يظهر على شكل إحباط أو غضب، مما يؤثر على علاقاتنا.
في المقابل، ترى الدكتورة مونيكا فيرماني، عالمة النفس الإكلينيكي، أن السعادة والتحكم في التوتر تعتمد على الشعور بالتوازن والقدرة على التعامل مع التحديات التي نواجهها في الحياة، مما يمكن أحيانًا من زيادة مستويات الطاقة إلى الحد الأقصى.
تضيف فيرماني، “زيادة مستويات الطاقة لدينا تمنحنا القدرة على التعامل مع تحديات حياتنا اليومية”. ومع بداية العام الجديد، يمكننا اتخاذ خمسة إجراءات روتينية قد تساعد في تقليل التوتر وتحسين جودة الرعاية الذاتية. وهما:
1- اللعب:
اللعب ليس مقتصرًا على مرحلة الطفولة، بل يظل جزءًا مهمًا في حياة البالغين. يعتبر اللعب وسيلة فعّالة للتعامل مع الضغوطات وتعزيز مشاعر الرضا تجاه الحياة.
أظهرت دراسة نُشرت في مارس 2013 مشاركة نحو 900 طالب جامعي أن الطلاب الذين يمتلكون نمط حياة أكثر مرحًا يعانون من مستويات أقل من التوتر مقارنة بأقرانهم. يميل الطلاب الذين يمارسون اللعب بشكل أكبر إلى استخدام استراتيجيات التكيف الصحية، مما يساعدهم على التعامل مع الضغوطات بدلاً من تجنبها أو الهروب منها.
لذا، ابحث عن نشاطات طفولية تجلب لك السرور والمتعة، وكن دائمًا مستعدًا لدمج اللعب في حياتك اليومية.
2- افعل أمرًا بسيطًا لا يحتاج إلي التفكير:
قد تكون فترة الاستراحة أمام التلفاز خيارًا جيدًا في بعض الأحيان. يمكن أن تكون هذه الأنشطة البسيطة ذات الطابع الترفيهي مفيدة للأشخاص الذين يجدون صعوبة في إيقاف أفكارهم والاسترخاء.
وكانت الدكتورة فيكتوريا غارفيلد، زميلة أبحاث رئيسية في وحدة مجلس البحوث الطبية للصحة مدى الحياة والشيخوخة في جامعة كوليدج لندن، أشارت إلى أهمية هذه الأنشطة للأفراد الذين يعانون من صعوبة في ممارسة التأمل أو اليقظة الذهنية. يُفضل فقط تجنب استخدام الشاشات قبل النوم لتجنب التأثير السلبي على نومك.
3- التنهيد:
رغم أن التنهيد قد يبدو كاستجابة سلبية للتوتر، إلا أن دراسة نشرت في يناير أشارت إلى فوائد إيجابية لهذه العملية.
التنهيد الدوري يُعتبر واحدًا من أكثر تقنيات التنفس والتأمل فعالية. يُمكنك ممارسة التنهيد الدوري عبر التنفس ببطء عبر الأنف حتى تشعر بامتلاء الرئتين قليلاً، ثم التوقف لفترة قصيرة ومن ثم التنفس من جديد لملء الرئتين تمامًا، ثم الزفير ببطء عبر الفم.
أكد الدكتور ديفيد شبيغل، مدير مركز التوتر والصحة بكلية الطب في جامعة ستانفورد، أن “التنهيد الدوري يُعتبر وسيلة سريعة جدًا لتهدئة النفس، حيث يمكن للكثيرين القيام بها حوالي ثلاث مرات متتالية والشعور براحة فورية من مشاعر القلق والتوتر”.
4- تمارين استرخاء العضلات التدريجي:
تُعد تقنية استرخاء العضلات التدريجي وسيلة فعالة للاسترخاء العقلي والجسدي، ويمكن تنفيذها في أي مكان تتمكن فيه من الجلوس أو الاستلقاء لمدة لا تتجاوز خمس دقائق. تتضمن هذه التقنية شد العضلات بشكل تدريجي ثم إرخائها، وتكون مفيدة بشكل خاص لأولئك الذين يحتاجون إلى مساعدة للتركيز على تمارين التنفس والتأمل.
5- ممارسة الامتنان:
أظهرت الدراسات أن ممارسة الامتنان يمكن أن تقلل من التوتر وتحسن الحالة المزاجية حتى في أوقات الشدة.
يمكن تنفيذ ذلك بعدة طرق، مثل الاحتفاظ بمفكرة امتنان حيث يتم تدوين بعض الأمور كل ليلة قبل النوم، أو إنشاء ألبوم صور امتنان على هاتفك. يمكن أن تتضمن الصور الأحباب، أو الإنجازات، أو مناظر غروب الشمس الجميلة، أو تبادل الرسائل النصية ذات المغزى. يمكنك محاولة النظر إلى هذه الصور خلال اللحظات الصعبة بدلاً من مقارنة حياتك بحياة الآخرين.
علقت الدكتورة تشوي قائلة: “يقلل التوتر من تركيزنا، ويحجب عنا الوعي بكل ما هو جيد في الحياة”.
وأضافت: “لكن عندما نشعر بالتوتر أقل، نستطيع توسيع منظورنا لنلاحظ اللحظات الإيجابية والفرص المختلفة من حولنا”.