ذات مرة كنت نائماً، واستيقظت على صوت أمي وأبي -رحمه الله- في حوار شيّق، اصطنعت فيه الاستمرار في النوم، واكتشفت أن أمي (الأمية) كانت صاحبة ثقافة تفوقنا أحياناً نحن أصحاب الدرجات العلمية الكبرى، وأن أبي -رحمه المولى- يمتلك خبرات أعتى المستشارين في خبرات المجتمع الإنساني والنفس البشرية؛ حيث كانوا يقولون إن الإنسان الغبي هو من  يعتقد أنه الأذكى، وأن من حوله أغبياء.. في إشارة لفعل ارتكبته؛ ولكني أنساه الآن؛ حيث إنني وقتها كنت في سن المراهقة.

ولا أفهم ما الذي جعلني أتذكر هذا الموقف عندما كنت أطالع أخبار التوأم حسام حسن وإبراهيم حسن في تصريحاتهم، بعد “موقعة الجلابية” التي ضربت مصدقياتهم في مقتل؛ خاصة بعد الدخول الفلكي لزوار المواقع الإلكتروني على تسجيل إبراهيم حسن، بعد لقاء الزمالك والإفريقي التونسي، وكيف أنه هدد ودعى جمهور الزمالك لاجتياح استاد القاهرة.

وهناك شهود أكدوا أنهم رأوه وهو يدعو لاجتياح الجماهير قبل انتهاء المباراة بدقائق قليلة.

وكان أصعب تصريحات العميد السابق للاعبي العالم التي حاول من خلالها إزكاء روح التعصب التي نتمنى أن تهجرنا -برغم أن الوقت لا يسمح إطلاقاً بذلك- حيث قال:  أتهم “المافيا الأهلاوية” بمحاولة عرقلة مسيرتي.

وروج حسام حسن لنفسه بأنه سيتولى تدريب أحد فرق الدوري السعودي، من خلال فتح النار على من ـسماهم “المافيا الأهلاوية”، وأن هناك من يركّز الهجوم عليه وعلى توأمه إبراهيم حسن -مدير الكرة بالفريق- في الفترة الأخيرة.

وقال حسام، في تصريحات لصحيفة “الوطن” السعودية: “حققتُ نجاحاً هائلاً مع الزمالك، وأحدثت طفرة رائعة في صفوفه، ووصلت به لصدارة الدوري الممتاز؛ إلا أن هناك مخططات من المافيا الأهلاوية تسعى دائماً لعرقلة مسيرتي التدريبية الناجحة مع الزمالك، ومنع الفريق من العودة للبطولات”.

والسؤال لحسام حسن: مَن الذي يمنعك من تحقيق البطولات، وما الذي جعل شقيقك يتعدى على حَكَم مباراة المصري البورسعيدي وبجاية في الجزائر؟ ومن الذي جعل مدير الكرة يواصل المهاترات ليقول ما قال في تونس ويكملها في القاهرة؟

ولماذا تقول: إن “هناك حملة ضدي أنا وإبراهيم بعد ثورة يناير وتأييدي لاستقرار مصر؛ برغم عدم وجود علاقة بيني وبين الرئيس السابق مبارك، لقد شاركنا في المظاهرات المؤيدة له؛ لوقف الصدامات والنهب والسرقة للشعب المصري، وتأييداً للاستقرار”؟

العميد السابق عاد وقال: ” سنعوض الخروج الإفريقي بالفوز بالدوري”؛ ألا تخشى المافيا.. أم إنك الذي لم تقل ذلك؟!

للتوأم حسن ركّز في عملك، ونفّذ ما قلت، ولأذكرك به: “سنعوض جماهير الزمالك من الخروج من البطولة الإفريقية بالفوز ببطولة الدوري التي ستكون خير تعويض للجماهير على الإخفاق الإفريقي والخروج من دور الـ32؛ مؤكداً أن الجهاز الفني واللاعبين تعاهدوا على الفوز بالبطولة، ولن يتنازلوا عنها مهما حدث”.

ولكن أين التعاهد هذا، واللاعبون لم يصرفوا مستحقاتهم منذ 7 أشهر متواصلة؛ حتى وصل عدد اللاعبين إلى 12 لاعب؟

وعنوان “بص وطل” بأن “الزمالك يمرّ بأزمة مالية طاحنة، وسيستعين بالناشئين”.. ونصيحتي للكل -وأنا منهم- ألا تعتقد أنك وحدك الذكي والباقون أغبياء؛ وإلا ستكون المعادلة المقلوبة الأصحّ (أنت الغبي والكل هم الأذكياء).

من راديو مصر علي الهوا

راديو مصر علي الهوا ... صوت شباب مصر

اترك رد

رسالتك علي الهوا