يتميز المخرج البريطاني “ريدلي سكوت” بصراحته الشديدة، حيث يُعرف بتوجيه رأيه بوضوح، وذلك عبر أعماله السينمائية البارزة مثل “المصارع”، “كائن فضائي”، “ثيلما ولويز”، و”بليد رانر”.

عندما سُئل عما إذا كان يستعين بنصائح الآخرين، أجاب بصراحة قائلاً ” إن سؤال شخص عن رأيه يُعتبر “كارثة”. وفيما يتعلق بعدم حصوله على جائزة الأوسكار لأفضل مخرج، أثبت “سكوت” أنه لا يُؤثر عليه ذلك، على الرغم من نجاحه في إخراج بعض أبرز الأفلام على مر الأربعين عامًا الماضية.

حول انتقادات المؤرخين لفيلمه الأخير “نابليون”، أظهر “سكوت” استياءه ورفض الرد على هذه الانتقادات بكلمات حادة.

رد “سكوت” على هذه الانتقادات بطريقة جريئة، حيث قال: “الفرنسيون لا يحبون حتى أنفسهم. الجمهور الذي عرض عليه الفيلم في باريس، أحب الفيلم” .

بالرغم من استمراره في تحرير أفلامه بعناية لتجنب إطالة مدة العرض، إلا أن هذا لم يمنعه من النية في عرض نسخة مطولة من “نابليون” على منصة Apple TV عندما يتم إصداره على منصات البث، ورغم ذلك، أبقى على هذا الأمر سراً.

تناولت وسائل الإعلام البريطانية فيلم “نابليون” بإشادة، حيث حصل على تقييمات إيجابية من صحيفة الغارديان ومجلة “إمباير”. ورغم ذلك، لم تكن ردود الأفعال الفرنسية إيجابية، حيث سخرت صحيفة “لوفيغارو” من الفيلم ووجهت انتقادات لاذعة، في حين انتقد كاتب سيرة نابليون الفيلم بشدة.

مع تميز “سكوت”  في إظهار تناقضات حياة نابليون وتقديم مشاهد حربية مثيرة، يظهر فيلمه الأخير أنه مزيج من المأساة والجمال، وهو ما يميز أسلوبه الفني الفريد.

ريدلي سكوت، المولود في ساوث شيلدز، يعتبر نفسه محظوظًا بفضل عينه الفنية القوية. في سبعينيات القرن الماضي، كان أحد أشهر المخرجين التجاريين في المملكة المتحدة، حيث قاد عملية صناعة إعلانات أسبوعية في ذروة مسيرته الإبداعية.

على الرغم من رغبته الدائمة في إخراج أفلام سينمائية، كان يواجه صعوبة في التحدث عن هذا الأمر. ومع ذلك، حالما دخل هذا المجال، بدأ يحقق نجاحًا سريعًا. براعته البصرية جعلته مبدعًا في تقديم أعمال فنية متنوعة، بدءًا من أفلام الفضاء مثل “كائن فضائي” و”المريخي”، إلى الحروب الأهلية كما في “سقوط الصقر الأسود”، وصولًا إلى روائع تاريخية مثل “روبن هود” و”المصارع”.

“سكوت” لا يقتصر على الإخراج بل يعتبر نفسه فنانًا بارعًا في صياغة القصص المصورة، حيث يقول: “كثيرون لا يستطيعون ترجمة ما هو مكتوب على الورق إلى مشهد، وهذه هي وظيفتي”.

الممثل” Joaquin Phoenix” يشير إلى أن “سكوت” يتمتع بالانفتاح والتقبل، ويقول: “اكتشف (سكوت) كل شيء، ومع ذلك فهو قادر أيضًا على التكيف تلقائيًا”، مشيرًا إلى تجربته الاستثنائية معه في فيلم “المصارع”.

على الرغم من أن سكوت كان في بدايته يصور ويخرج أفلامه بمفرده، إلا أنه في تصوير فيلم “نابليون” استخدم ما يصل إلى 11 كاميرا في وقت واحد، مما حرر الممثلين من الارتباط بالمسار المحدد وأتاح لهم التمتع بحرية الأداء.

بلغ “سكوت” الثمانين عامًا هذا الشهر، ورغم ذلك، يعبر عن استعداده للاستمرار في تقديم الأفلام. “سأسافر إلى مالطا، وأصور في مالطا، وأنتهي هناك، وأرتب بالفعل ما سأفعله بعد ذلك”.

اترك رد

رسالتك علي الهوا