Site icon راديو مصر

“فضائل شهر ذو القعدة والعبادات المستحبة فيه”

"فضائل شهر ذو القعدة والعبادات المستحبة فيه"

تقترب الأيام البيض من شهر ذو القعدة، وهو واحد من الأشهر الحرم وأحد أشهر الحج الذي يحتل مكانة بارزة في الإسلام. وفيما يلي توضيح لأهم العبادات التي يُنصح بها في شهر ذي القعدة لعام 2024/1445.

وشهر ذو القعدة من الأشهر الحرم وهي: ذو القعدة، وذو الحجة، والمُحرَّم، ورجب، وورد ذكر الأشهر الحرم في قول الله تعالى: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾. [التوبة:36].

في الأشهر الحرم، يُمنع القتال إلا في حالات الدفاع الضرورية، وتتضاعف الحسنات في هذه الأشهر كما تتضاعف السيئات. وقد أشار الإمام الشافعي والعديد من العلماء إلى زيادة الدية للقتيل في هذه الأشهر الحُرُم.

سُمي شهر ذو القعدة بهذا الاسم نسبةً إلى عادة العرب في الجاهلية والإسلام بالقعود والابتعاد عن القتال والترحال فيه، وذلك احترامًا لحرمته وتعظيمًا له. يُعتبر شهر ذو القعدة فترة هادئة في الجزيرة العربية، حيث تتوقف فيه الرحلات وطلب الكلأ والميرة. وتأتي كلمة “قعدة” من الفعل “قعد”، وتعني الابتعاد عن الحركة، ويُمكن كتابتها بفتح القاف أو كسرها وفقًا للقواعد اللغوية.

تبدأ الأيام البيض من شهر ذو القعدة لهذا العام بدءًا من فجر يوم الاثنين، وتستمر حتى غروب شمس يوم الأربعاء المقبل، وهي آخر الأيام البيض من ذو القعدة لعام 1445 هجريًا.

الأشهر الحرم هي شهور كريمة وفاضلة، حيث منحها الله تعالى حرمة خاصة وأوصى بتعظيمها ونهى عن الظلم فيها. يجب على المسلم أن يتجنب الآثام في هذه الأشهر، لأنها تضاعف فيها بسبب حرمتها، وتضاعف أكثر إذا ارتكبت في البلد الحرام مكة.

يُنصَح بزيادة العبادات في الأشهر الحرم، ومن بينها الصيام في شهر الله المحرم. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ، بَعْدَ رَمَضَانَ، شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ، بَعْدَ الْفَرِيضَةِ، صَلَاةُ اللَّيْلِ». [أخرجه مسلم].

كما يستحب صيام يوم عاشوراء للأجر الجزيل الوارد في فضل صيامه، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: «مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلَّا هَذَا اليَوْمَ، يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَهَذَا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ» [أخرجه البخاري].

وعَنْ أَبِي قَتَادَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: قَالَ لَهُ رَجُلٌ أَرَأَيْتَ صِيَامَ عَرَفَةَ؟ قَالَ: «أَحْتَسِبُ عِنْدَ اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ» . قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ صَوْمَ عَاشُورَاءَ؟ قَالَ: «أَحْتَسِبُ عِنْدَ اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ» [أخرجه احمد في سننه].

 

Exit mobile version