تسعى كل أم إلى إيجاد طرق تشجع أطفالها على الدراسة وتعزز تحصيلهم الدراسي، خاصةً مع صعوبة المناهج التعليمية التي شهدت تطورًا ملحوظًا في الفترة الأخيرة. ونظرًا للاختلافات الطبيعية بين الأطفال، فإن ما قد ينفع أحدهم قد لا يكون له تأثير مع آخر.
كثيرًا ما نسمع تساؤلات حول كيفية التعامل مع الطفل الذي لا يحب الدراسة وسبل تشجيعه على التفوق. فكل أم تسعى لتحقيق الأفضل لأطفالها وتتمنى أن يصلوا إلى أعلى المراتب.
طريقة ترغيب الطفل في الدراسة:
لم نعهد يومًا أن التفوق الدراسي يتحقق بالترهيب أو الضغط؛ فالعنف لا يؤدي إلا إلى العناد والتراجع. لذلك، من الضروري البحث عن أساليب تشجع الطفل وترغبه في الدراسة. ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال تعليم الطفل عادات دراسية صحيحة تساعده على التحصيل بسهولة وبدون عناء كبير.
عادات دراسية صحيحة تساعد على التفوق:
لا تقتصر الدراسة على مجرد الطالب والكتاب، بل هي رحلة طويلة. إذا تم تحديد أسسها منذ البداية، تصبح هذه الرحلة ممتعة ومليئة بالتفوق. أما إذا تُركت الأمور دون تنظيم، فإن النتيجة ستكون إهدار الوقت وقلة التحصيل.
إليك بعض النصائح حول كيفية تشجيع ابنك على التفوق وجعله يحب الدراسة:
تهيئة مكان الدراسة:
يجب أن تكون غرفة الدراسة بعيدة عن الضوضاء والمشتتات، مثل التلفاز، الهواتف المحمولة، والألعاب.
من الأفضل أيضًا أن تكون الغرفة جيدة التهوية والإضاءة، وأن تطل على منظر طبيعي إن أمكن، لتوفير راحة للعين وتعزيز السكينة.
كما ينبغي توفير كافة مستلزمات الطفل الدراسية في الغرفة وتنظيمها بشكل مرتب وجميل، مما يسهل عليه استخدامها وإعادتها إلى مكانها بعد الانتهاء.
جدولة المهام:
لا ينبغي ترك الأمور عشوائية، بل يجب تنظيم وقت الطفل بحيث تكون ساعات الدراسة محددة. لكن ذلك لا يعني أن يذاكر الطفل طوال اليوم، فالمهم هو التعليم بنمط منتظم لتجنب تراكم الدروس.
يساعد تحقيق التوازن بين الدراسة واللعب وتناول الطعام، مع توفير فترات راحة بين جلسات المذاكرة، على تمكين الطفل من تحقيق أهدافه. بهذه الطريقة، لن يشعر بالتشتت، مما يمكّنه من الاستمتاع باللعب وإنهاء دروسه في الوقت نفسه.
يفضل إشراك الطفل في جدولة المهام، مع منحه بعض الملاحظات والتوجيهات للمساعدة، حتى يتمكن من اتخاذ قراراته بنفسه.
من المهم أيضًا التأكد من مواعيد اختبارات الأطفال ووضع جدول زمني محدد لكل مادة على حدة، لتجنب اضطرار الطفل لمذاكرة أكثر من مادة في وقت واحد. ويمكنك مساعدة طفلك في المراجعة من خلال طرح بعض الأسئلة أو إعداد اختبارات تدريبية.
تحديد أوقات النوم:
قد يترك بعض الآباء أطفالهم يلعبون ويمرحون بعد الانتهاء من واجباتهم حتى يغلبهم النوم، وهذا خطأ كبير. فالسهر واضطراب النوم يؤثران سلبًا على تحصيل الطفل الدراسي، مما يقلل من تركيزه وانتباهه أثناء الدراسة.
لذا، يجب تحديد وقت مخصص للنوم مهما كانت الظروف، حتى لو تطلب ذلك توقف الطفل عن إكمال دراسته وواجباته. يُنصح بأن يحصل الطفل على قسط كافٍ من النوم وفقًا لما يلي:
صغار السن: تتراوح فترات النوم المناسبة بين 10 إلى 12 ساعة ليلاً.
المراهقون: يُفضل أن تتراوح فترات النوم بين 8.5 إلى 9 ساعات.
إذا كان الطفل يجد صعوبة في النوم، يمكن أن تساعده ممارسة بعض تمارين الاسترخاء أو قراءة كتاب ممتع على الاستلقاء والنوم.
تشجيع الطفل على القراءة:
تساعد القراءة على توسيع مدارك الطفل ومفاهيمه، وتمنحه خبرات متنوعة للتواصل وفهم ما يدور حوله. كما تعزز من قدرته الاستيعابية على التعلم واستقبال المعلومات الجديدة.
احرص على تعليم طفلك القراءة من خلال قراءة كتاب شيق يوميًا، وشجعه على اختيار الكتب التي تثير اهتمامه.
اقرأ ايضًا: تنمية حب القراءة لدى الأطفال.
متابعة الطفل في المدرسة:
يسعد الطفل برؤية اهتمام أبويه وزيارتهم له في المدرسة بين الحين والآخر أو حضور الاجتماعات المدرسية. كما أن معرفتك بتخطيط المدرسة ومرافقها يساعدك على التواصل مع طفلك عند حديثه عن يومه الدراسي.
يساعد حضور الاجتماعات المدرسية أيضًا في فهم توجهات المعلم وخطته الدراسية، مما يسهل على الآباء التفاعل مع أطفالهم بنفس الأسلوب.
إذا كان لدى الطفل بعض المشكلات السلوكية، يُوصى بمناقشتها مع معلميه لتحديد الطريقة المناسبة للتعامل. بالإضافة إلى ذلك، يجب التحدث مع الطفل حول أعباءه الدراسية لمعرفة ما إذا كانت متوازنة، وإذا كان لديه القدرة على مواكبة دروسه أو يحتاج إلى بعض المساعدة.
تشجيع الطفل بالهدايا:
تُعتبر الهدايا من أكثر الطرق فاعلية لتشجيع الأطفال وتحفيزهم على التقدم والتفوق في الدراسة. ولكن من المهم أن يكون التشجيع قائمًا على ما تعلمه الطفل وليس على النتائج التي حققها، لتجنب شعوره بالإحباط. يمكنك توجيه الطفل للتعلم من أخطائه بدلاً من معاقبته أو تأنيبه عليها.
ركز أيضًا على نقاط قوة طفلك وحاول استثمارها لتعويض نقاط ضعفه، مما سيساعده على المضي قدمًا.
تعليم الطفل مهارات دراسية مهمة:
إذا كان طفلك صغيرًا في سنوات دراسته الأولى، يمكنك مساعدته بالطرق التالية:
- مساعدته على القراءة عن طريق تمرير أصابعك أسفل الكلمات، وإصدار أصوات مضحكة أو أصوات حيوانات لجذب انتباه الطفل.
- محاولة الإجابة على جميع الاستفسارات التي يطرحها الطفل أثناء القراءة، مما يفتح أمامه آفاقًا جديدة ويساعده في التعبير عن نفسه وحل مشكلاته.
- ربط ما يقرأه الطفل بالواقع لزيادة استمتاعه بالقراءة والدراسة.
- جذب انتباه الطفل من حين لآخر، مثل طلبه شرح مكونات صورة معينة أو توضيح ما تشير إليه.
- عدم إرهاق الطفل بحفظ الحروف والأرقام بشكل مباشر، بل يمكنك إيصال المعلومة من خلال لعبة بسيطة تشجعه وتساعده على تلقي المعلومات بسهولة.
كما يجب تعليم الطفل بعض المهارات التي تساعده في الدراسة وتلقي المعلومات، مثل:
- تدوين الملاحظات الهامة.
- القراءة بصوت مرتفع.
- محاولة التعبير عن المعلومات من خلال الرسومات التوضيحية.
تقديم الطعام الصحي والمغذي للطفل:
يبذل الأطفال جهدًا كبيرًا طوال اليوم، لذا فإن تقديم إفطار مغذٍ لهم يمنحهم الطاقة اللازمة ويساعدهم على الانتباه والتركيز.
يفضل أن يتضمن غذاء الطفل أطعمة صحية تمده بالطاقة دون أن تسبب ضررًا، مثل: المكسرات، الزبادي، الحبوب الكاملة، الخضروات، والفواكه.
خصص وقتاً للتحدث إلى طفلك:
بعد انضمام الطفل إلى فصله الدراسي، ومع تقدم عمره، تتوسع دائرة معارفه، مما قد يشغله عن أبويه ويجعله ينقاد إلى أمور قد تضر بحياته وتحصيله الدراسي.
ومن هنا، يأتي دور الآباء في تقديم الدعم والحب لأطفالهم، ومشاركتهم تفاصيل حياتهم من خلال تخصيص وقت للتحدث معهم عن اهتماماتهم وميولهم ومسيرتهم الدراسية.
ينبغي أن يستمع الآباء إلى أطفالهم باهتمام وشغف، دون الانشغال بمهام أخرى، وطرح أسئلة تفتح آفاقًا جديدة للنقاش حول مواضيع متنوعة.
تشجيع الطفل على احترام الوقت والالتزام بالنظام المدرسي:
يجب أن يتعلم الطفل أهمية الالتزام بالحضور إلى فصله الدراسي في المواعيد المقررة، حتى لا يتأخر عن دراسته ومشاريعه.
إذا شعر الأبوان بأن الطفل يتجنب الذهاب إلى المدرسة، يجب معرفة السبب، فقد يكون لديه مشكلة مع معلمه أو مع أقرانه. في هذه الحالة، يصبح التواصل مع معلميه أمرًا ضروريًا.
إذا كان الطفل يعاني من مشكلة صحية، يُوصى بالتواصل مع معلمه لتنسيق تخفيف الأعباء والواجبات الدراسية عنه، مما يساعده على اللحاق بأقرانه.
مواكبة سياسات المدرسة:
يجب أن يعلم الطفل أن أبويه يساندان ويؤيدان جميع قواعد المدرسة وسياساتها المتعلقة بالالتزام واحترام الآخرين، وتجنب العنف والتنمر. هذا سيساعده على تفادي هذه الأخطاء والتركيز بشكل كامل على دراسته وواجباته.
مساعدة الطفل على الدراسة بأكثر من طريقة:
لا يقتصر تعليم الطفل على استخدام الكتب فقط، بل يمكن إدخال بعض الوسائل المسموعة أو المرئية أو العملية، التي تساعده على الفهم بشكل أوضح وتثبيت المعلومات بسهولة.
كما يمكنك طلب من طفلك أن يعلمك ما تعلمه؛ فهذا يشجعه ويساعده على تنظيم المعلومات وتجميعها لشرحها بطريقة فعّالة.
احترام اهتمامات الطفل:
لكل طفل اهتماماته وتوجهاته الخاصة، لذا يجب عدم فرض أي شيء عليه، بل تركه يختار بنفسه ما دام ذلك لا يسبب أي خطأ أو أذى.
كن حريصًا على دعم اختيار طفلك لرياضته المفضلة، فهذا يساعده على تجديد طاقته وزيادة قدرته التحصيلية.
عادات دراسية خاطئة ينبغي تجنبها:
- تراكم الدروس وترك الدراسة حتى اللحظات الأخيرة.
- الشعور بالحرج من سؤال المعلم عن الأجزاء غير المفهومة.
- عدم تدوين الملاحظات الدراسية الهامة أثناء شرح المعلم.
- الدراسة أمام التلفاز أو وسائل التواصل الاجتماعي.
- الدراسة لفترات طويلة دون تركيز، ومحاولة الحفظ فقط للانتهاء من الدرس دون فهم مغزاه.
- عدم وضع خطة محددة للدراسة، وتكرار نفس الأخطاء دون التعلم منها.
اقرأ ايضًا: تنمية حب القراءة لدى الأطفال.