سور الصين العظيم هو تحفة هندسية رائعة وإنجاز تاريخي يمتد لمسافة 21 ألف كيلومتر شمال الصين. اختير في عام 2007 كإحدى عجائب الدنيا السبع الجديدة، إلى جانب تاج محل ومدرج الكولوسيوم في روما. قامت منظمة اليونسكو بإدراجه ضمن قائمة التراث العالمي في عام 1987.
يشتهر جزء من السور باسم جيانكو، حيث يمتد لمسافة 20 كيلومترًا على قمم جبال خضراء حادة. يعتبر هذا الجزء غير معروف بشكل كبير بين السياح، ولكنه يتميز بجماله الطبيعي الخلاب. على الرغم من خطورته، إذ تحدث حوادث من وقت لآخر، يتميز بمناظره الطبيعية .
جزء جيانكو لم يخضع لعمليات ترميم حديثة، مما أدى إلى تدهوره بشكل واضح. وقد بدأت أعمال الترميم في عام 2015 للحفاظ على السور وتجنب المزيد من الكوارث. وفي عام 2019، استُخدمت الطائرات المسيرة وتقنية إعداد الخرائط ثلاثية الأبعاد وخوارزميات الكمبيوتر التي استدل بها المهندسون لمعرفة ما إن كان من الأفضل إزالة الأشجار من الجسر أم تركها في مكانها.
السور العظيم يحمل تاريخًا طويلًا، حيث شيد في الفترة بين القرن الثالث قبل الميلاد والقرن السابع عشر الميلادي. تحمل فترة سلالة مينغ الجزء الأطول من السور، بما في ذلك جيانكو.
مع تقادم الزمن، يواجه السور التحديات العديدة، من التأثيرات الطبيعية إلى الأنشطة البشرية. السفر المتكرر للزوار وأعمال البناء تشكل تهديدًا لاستمرارية السور. يعمل المؤرخ والناشط في حماية البيئة ويليام ليندساي على الحفاظ على هذا التراث الثقافي الهام
ليندساي، أول سائح يسير على سور مينغ من بدايته إلى نهايته، تكشف لنا عن مغامرة استثنائية وتحديات فريدة وراء هذا الإنجاز البطولي.
لم يكن انخراط ليندساي مجرد رغبة في اكتشاف التاريخ والثقافة، بل كانت تحدياته تتعدى مجرد المسافة المقطوعة سيرًا على الأقدام. ألقت الشرطة الصينية القبض عليه تسع مرات أثناء رحلته، واتُهم بالتعدي على مناطق مغلقة. مع كل تحدي، استمر في تحقيق هدفه وتحويل رحلته السياحية إلى مغامرة شخصية وسياسية.
يظهر لنا الصور التي جمعها ليندساي خلال رحلته الطويلة، تفاصيل مدهشة من التاريخ، بدءًا من صخور تعود إلى القرن السادس عشر وصولاً إلى قوس الرماة الذي كان يُستخدم في السنوات الأولى لبناء السور. كما يُسلط الضوء على التحديات التي واجهها الفريق المشارك في ترميم السور، وكيف استفاد من التكنولوجيا الحديثة في هذا السياق.
ربما يكون السور الآن أقل خطورة بعد الإصلاحات، لكنه لا يزال يذكرنا بالقرون الخالية التي لم ترسم معالم الحصون فحسب، بل أسهمت في تشكيل الصين نفسها. ولا يزال سور جيانكو بعد ترميمه يتمتع بسماته البرية.