بعد أن وصل إلى العاصمة الإنجليزية لندن منافسًا مع فريق بازل السويسري ودك حصون فريها الأبرز تشيلسي، وقاد ناديه السويسري للفوز على البلوز في دوري أبطال أوروبا الموسم الحالي، ها هو الفرعون المصري محمد صلاح يحط الرحال في عاصمة الضباب ولكن هذه المرة ليكون ضمن صفوف فريق تشيلسي بعد أن انتقل للأزرق قادمًا من بازل السويسري في صفقة هي الأغلى في تاريخ اللاعبين العرب بعد أن دفع البلوز مبلغ 11 مليون جنيه استرليني للفوز بخدمات الساحر المصري، أو كما وصفته الصحافة الإنجليزية “ميسي المصري”.
لم يكن تعاقد البلوز مع صلاح نابعًا من فراغ، فالمهاجم المصري منذ أن وطئت قدمه قارة أوروبا قادمًا من نادي المقاولون العرب وضع نُصب عينيه التألق وكتابة تاريخ للاعبين المصريين والعرب في القارة العجوز مهد كرة القدم، ولم يشكك أحد في قدراته وامكانياته ومهاراته في المستطيل الأخضر، فسرعان ما ثبت أقدامه في صفوف بطل سويسري وقاده للتتويج بالألقاب في الدوري والكأس المحليين، وأصبح النجم الأول في الفريق ما بين عشية وضحاها، ومع توالي المباريات والأيام تغنت القارة العجوز بالفرعون “الطائر”.
ولفت أنظار كبار المدربين خلال فترة وجيزة حتى بات مطمع الفرق الكبرى في أوروبا، فسرعان ما تناقلت أخباره كبرى الصحف في إنجلترا وإيطاليا وإسبانيا ودخلت عدد من الأندية الأوروبية في مفاوضات لخطفه، ولكن نادي بازل حدد مبلغ 12 مليون استرليني للتنازل عن خدمات “الفرعون” لتدخل أندية ليفربول ونيوكاسل وتشيلسي الإنجليزية ويوفنتوس الإيطالي وبروسيا دورتموند الألماني، واتلتيكو مدريد الإسباني في صراع لخطف نجم المنتخب الوطني قبل أن يحسم البلوز الصفقة التاريخية مقابل 11 مليون استرليني.
صلاح من مواليد محافظة الغربية 15 يونيو 1992 بدأ مشواره مع الساحرة المستديرة عندما كان عمره 13 عامًا مع مركز شباب سمنود، ومنه إلى المقاولون العرب الذي كان نقطة انطلاقة للعالمية بعد أن تدرج بين فرق الذئاب ويتم تصعيده للفريق الأول في عمر الـ17 عامًا ليخطف الأضواء في الدوري بأهدافه ومهاراته أمام أكبر المنافسين ويتصارع قطبا الكرة المصرية الأهلي والزمالك على خطف الشاب المتألق، ولكن إدارة المقاولون كان عندها رؤية كبيرة عندما رفضت بيعه لأي نادٍ مصري، وعقب توقف النشاط الرياضي بعد مذبحة بورسعيد فبراير 2012 انضم الفرعون الصغير إلى القارة العجوز ليحط رحاله في صفوف بازل السويسري، ليبدأ رحلة الألف ميل نحو النجومية.
تألق صلاح مع بازل خلال الموسم الماضي كتب له البداية السعيدة مع منتخب مصر وتحديدًا الأوليمبي بعد أن شارك في أولمبياد لندن 2012 وظهر بمستوى جيد، ومن بعدها مع الفراعنة الكبار في تصفيات كأس العالم قبل أن يودع المنتخب الوطني التصفيات.
وخلال مشواره مع الساحرة المستديرة سجل الفرعون الشاب الذي لم يتجاوز الـ22 عامًا أهدافًا هامة في شباك المنافسين وكانت البداية عندما قاد المقاولون للفوز على الأهلي في الدوري موسم 2009/ 2010، وكان هدفه في شباك البرازيل بأولمبياد لندن 2012 له طعم خاص بعد أن راوغ أقوى المدافعين في العالم ديفيد لوبيز وتياجو سيلفا ثنائي منتخب السامبا، وسجل هدف المنتخب الأوليمبي المصري الثاني رغم انتهاء اللقاء بفوز السليساو 3/2.