من هم ذوي الأرحام في الميراث؟
أشار الدكتور علي فخر إلى أن ذوي الأرحام ينقسمون إلى ستة أصناف. يشمل الصنف الأول فرع الميت الذين ليسوا من العصبات أو أصحاب الفروض. أما الصنف الثاني، فيتضمن أصل الميت ممن ليسوا من أصحاب الفروض أو العصبات، مثل الجد غير الصحيح أو الجدة غير الصحيحة.
وأضاف الدكتور علي فخر أن الصنف الثالث من ذوي الأرحام يتضمن فروع الأبويين الذين ليسوا من أصحاب الفروض أو العصبات، مثل أولاد الأخ والأخت الشقيقين أو من جهة الأب أو الأم. أما الصنف الرابع، فيشمل فروع الجد، الذين صنفهم القانون إلى ست طوائف، لكن منطقيًا قد يكون عددهم أكبر من ذلك. هؤلاء هم أولاد الجد وأولاد الجد الثاني، وهكذا.
هل يرث ذوو الأرحام؟
تكتسب مسألة ميراث ذوي الأرحام أهمية كبيرة نظرًا لارتباطها الوثيق بأحكام المواريث في الإسلام. يعتبر هذا الموضوع جزءًا من فروع الفقه الإسلامي الذي يتناول كيفية توزيع الإرث بين الورثة بعد وفاة الموروث. وقد حدد الشرع الحنيف ضوابط وشروطًا محددة لمن يحق له نصيب من تركة المتوفي. ومن بين الأسئلة التي تثار في هذا السياق هو: هل يحق لذوي الأرحام أن يرثوا من التركة؟
صرح الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، بأن ذوي الأرحام هم من أقارب المتوفى الذين لا يُصنّفون ضمن العصبات. هؤلاء الأشخاص لا يرثون مع أصحاب الفروض أو العصبات. بمعنى آخر، إذا كانت المسألة تحتوي على أحد أصحاب الفروض بجانب ذوي الأرحام، فإن ذوي الأرحام لا يحق لهم الحصول على نصيب من الإرث مع صاحب الفرض.
وأوضح الدكتور علي فخر في إجابته على سؤال: “هل يرث ذوو الأرحام مع أصحاب الفروض؟” أنه في حالة وجود عاصب واحد وذوي أرحام، فإن ذوي الأرحام لا يرثون مع العصبات. ومع ذلك، هناك استثناء وحيد لهذه القاعدة: إذا كان هناك زوج أو زوجة فقط ضمن الورثة، فإن الزوج أو الزوجة يحصلان على نصيبهما، ويُقسم ما تبقى من التركة على ذوي الأرحام.
عدد ذوي الأرحام:
- أولاد البنات وأولاد بنات الابن.
- أولاد الأخوات مطلقا.
- بنات الإخوة لغير أم وبنات بنيهم.
- أولاد الإخوة لأم.
- بنات الأعمام لغير أم وبنات بنيهم.
- الأعمام لأم مطلقا، سواء أكانوا أعمام الميت، أم أعمام أبيه، أم أعمام جده.
- العمات مطلقا.
- الأخوال والخالات مطلقا.
- الأجداد الساقطون والجدات السواقط من قبل الأب.
- الأجداد لأم، والجدات السواقط من قبل الأم.
- من أدلى بصنف من هذه الأصناف، كعمة العمة وخالة الخالة.
حكم توريث ذوي الأرحام:
تعددت آراء الفقهاء بشأن توريث ذوي الأرحام، وتأتي هذه الآراء في إطار قولين رئيسيين. القول الأول، الذي يتبناه الحنفية والحنابلة، وكذلك عدد من الصحابة مثل عمر وعلي وعبد الله بن مسعود -رضي الله عنهم-، يرى أن ذوي الأرحام يرثون إذا لم يكن هناك صاحب فرض -أي من يحدد نصيبه في القرآن الكريم باستثناء الزوجين- أو عصبة -وهم الورثة الذكور الذين ليس لهم نصيب مقدر من التركة-، باستثناء الزوج أو الزوجة.
استند أصحاب القول بتوريث ذوي الأرحام إلى عدة أدلة، منها ما يلي: قال الله -سبحانه وتعالى- في كتابه العزيز: “وَأُولُو الأَرحامِ بَعضُهُم أَولى بِبَعضٍ في كِتابِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ بِكُلِّ شَيءٍ عَليمٌ”، حيث تشير الآية الكريمة إلى أن ذوي الأرحام أولى بالميراث أو بما تبقى منه في حال عدم وجود أصحاب الفروض أو العصبات. كما روي عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قوله: “قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: اللهُ ورسولُه مولى من لا مولى له، والخالُ وارثُ من لا وارثَ له”، حيث جعل النبي -صلى الله عليه وسلم- الخال وارثًا في حال عدم وجود وارث بالفرض أو التعصيب، مما يعد دليلًا على توريث ذوي الأرحام.
أما القول الثاني، والذي يتبناه المالكية والشافعية، بالإضافة إلى بعض الصحابة مثل زيد بن ثابت وعبدالله بن عباس -رضي الله عنهما-، فيرى أن ذوي الأرحام لا يرثون.
استند القائلون بعدم توريث ذوي الأرحام إلى مجموعة من الأدلة، منها: أن الله -سبحانه وتعالى- عندما ذكر آيات المواريث في القرآن الكريم، فصّل في حقوق أصحاب الفروض والعصبات، ولكنه لم يذكر ذوي الأرحام. وهذا يعتبر دليلاً على عدم استحقاقهم للإرث.
وروي بسند ضعيف عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سُئل عن ميراث العمة والخالة، فقال: “لا أدرِي حتّى يأتيني جبريل”. ثم سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن السائل، وعندما حضر الرجل، قال: “أخبرني جبريل أنه لا شيء لهما”. يشير هذا الحديث صراحة إلى عدم توريث ذوي الأرحام.
شروط توريث ذوي الأرحام:
يُشترط لتوريث ذوي الأرحام شرطين رئيسيين:
- عدم وجود أصحاب الفروض سوى الزوجين: يُشترط لتوريث ذوي الأرحام عدم وجود أصحاب الفروض الذين تحدد أنصبتهم في القرآن الكريم بخلاف الزوجين، حيث لا يرد عليهما. والمقصود بالرد هو ما يحدث عند زيادة الأنصبة أو نقص السهام، حيث يحصل الورثة على أكثر من حصصهم المقررة.
- عدم وجود العصبة: يُشترط أيضًا لتوريث ذوي الأرحام عدم وجود عصبة في المسألة، لأن العصبة يأخذون ما تبقى من التركة بعد أصحاب الفروض.
أنواع ذوي الأرحام:
قسّم الفقهاء ذوي الأرحام إلى أربعة أصناف:
- الصنف الأول: فروع بنات المتوفى
يشمل هذا الصنف أولاد البنات، سواء كانوا ذكورًا أو إناثًا، مثل ابن البنت وبنت البنت، وأولاد بنات الابن، مثل ابن بنت الابن وبنت بنت الابن. - الصنف الثاني: أصول الميت الذين يرتبطون به عن طريق أنثى
يتضمن هذا الصنف أجداد الميت وجداته من جهة الأم، مثل أب الأم، وأب أم الأب، وأم أب الأم. - الصنف الثالث: فروع أبوي المتوفى
يشمل هذا الصنف فروع أبوي المتوفى الذين ليسوا من أصحاب الفروض أو العصبات، مثل أولاد الأخوات وبنات الإخوة من أي جهة كانوا. - الصنف الرابع: فروع أجداد الميت وجداته
يتضمن هذا الصنف فروع أجداد الميت وجداته الذين ليسوا من أصحاب الفروض أو العصبات، مثل الأعمام لأم (إخوة أبيه من أمه)، والعمات، والأخوال، والخالات من أي جهة كانوا.
كيفية توريث ذوي الأرحام:
تعددت آراء القائلين بتوريث ذوي الأرحام في كيفية توزيع الإرث بينهم إلى ثلاث طرق رئيسية:
- طريقة أهل التنزيل
أصحاب هذه الطريقة يرون أنه يتم تنزيل كل واحد من ذوي الأرحام منزلة من أدلى به من الورثة؛ بمعنى أن يحل محلهم. فمثلاً، أولاد البنات يُعتبرون بمنزلة البنات، وأولاد بنات الابن يُعتبرون بمنزلة بنات الابن، وأولاد الأخوات يُعتبرون بمنزلة الأخوات، وبنات الإخوة يُعتبرن بمنزلة الإخوة. - طريقة أهل الرحم
يتبنى أصحاب هذه الطريقة مبدأ المساواة بين ذوي الأرحام في الاستحقاق من دون تفريق بين القريب والبعيد، أو بين الذكر والأنثى. - طريقة أهل القرابة
في هذه الطريقة، يتم توريث ذوي الأرحام بناءً على قوة القرابة. ويُسمون بذلك لأنهم يورثون الأقرب فالأقرب. على سبيل المثال، إذا توفي شخص وتركت بنت بنت وبنت بنت البنت، فإن المال يُعطى بالكامل إلى بنت البنت لأنها الأقرب درجة إلى المتوفى من بنت بنت البنت.