Site icon راديو مصر

حق ربنا

أجمل خطب الجمعة ودروس الوعظ والارشاد في المساجد هي التي تتعلق بحياتنا العامة، يستمع الناس اليها ويتابعونها بعيون يقظة لأنها تمس حياتهم ويكاد كل مستمع يري نفسه فيها.. وقد استمعت مؤخرا لدرس بسيط في معناه ولكنه خطير في دلالته.. قال صاحب الدرس: كل زوج وأب غالبا ما تجده مشغولا ومهتما بتلبية احتياجات اسرته.. وكثيرون وهم في هذا السباق ينسون ان يأتوا لأولادهم بشيء مهم للغاية بل هو الشيء الأهم وهو الدين! ورغم ان الآباء يشعرون دائما بمسئوليتهم عن توفير الطعام والكساء ولكن قليلا ما تراهم يشعرون بمسئوليتهم عن مستوي الدين في حياة أولادهم  وهو أمر خطير للغاية.. تري الأم مثلا تشعر بالألم لو ذهبت لايقاظ ابنها ليؤدي صلاة الفجر لانه نام متأخرا في المذاكرة. ولو كانت تشفق عليه فعلا لايقظته وأدت واجبها نحوه!! فالدين للأسف هين في حياة كثير من الناس يعتبرونه أمرا زائدا عن الحاجة.
ويضيف صاحب الدرس: الدين ليس فقط العبادات ولكن ايضا المعاشرات والمعاملات فابتسامتك وضحكك مع زوجتك ولعبك مع أولادك من الدين. وعلاقاتك السوية بجيرانك وحنوك عليهم مهما كانت غلظتهم من الدين. وكظمك غيظك واعلانك الرضا عن عطاء الله لك أو أخذه منك أمام أسرتك يعلمهم الدين.. فالرجل مسئول عن دين أهل بيته. ويوم القيامة قد تصرخ زوجة جاهلة بأمور دينها وتشكو زوجها إلي الله وتقول يارب جاء لي بكل شيء ولكنه نسي أهم شيء خذ لي حقي منه. وقد تعترض الابنة طريق ابيها وهي تقول: يارب كان يراني علي المعاصي ولم يردني وكان يشتري لي العاري والخارج من الثياب أو يوافقني علي شرائها دون ان يستنكر.. فكبرت وأنا أري ما افعله هو الصواب.. يارب خذ لي حقي منه..
واستمر صاحب الدرس وأنا انظر الي الوجوه فأجدها كلها مهتمة شاخصة.. ومتطلعة وكل واحد يجد شيئا ما فيه يراجعه ليصوبه خشية من الله..
نعم.. المهم كيف يكون الخطاب الديني؟!

الاخبار

Exit mobile version