تشهد مدينتا رفح والعريش في شمال سيناء جهودًا مكثفة ومتواصلة على مدار الساعة لنقل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر الحدود المصرية. يتم إدارة هذه الجهود بواسطة الهلال الأحمر المصري بالتنسيق مع مختلف الجهات المعنية، حيث تصل الشحنات عبر طائرات تهبط في مطار العريش، وسفن ترسو في ميناء العريش وموانئ أخرى في مصر، بالإضافة إلى شاحنات تسلك الطرق الدولية المؤدية إلى شمال سيناء.
على مدار الساعة، يعمل متطوعو الهلال الأحمر المصري في مواقع جمع المساعدات ومراكز فرزها وتحميلها في مدينة العريش، ويقومون بنقلها إلى المنطقة اللوجستية في منطقة رفح بالقرب من الحدود مع قطاع غزة. تتم نقل هذه المساعدات عبر شاحنات تمر عبر معبر كرم أبو سالم، وهو المعبر الوحيد المفتوح حاليا لدخول المساعدات إلى غزة، بعد إغلاق معبر رفح من قبل السلطات الإسرائيلية وتعطيل حركة الدخول والخروج إلى ومن قطاع غزة.
تشير الإحصاءات إلى أن الهلال الأحمر المصري قام بتجهيز ونقل حوالي 20,835 شاحنة مساعدات يومياً منذ بداية الهجمات الإسرائيلية على غزة في أكتوبر الماضي. كما تتوقف نحو 400 شاحنة في وضع استعداد لدخول غزة من خلال منطقة رفح اللوجستية، بينما تم إعداد شاحنات إضافية في مدينة العريش لتكون جاهزة للانتقال إلى رفح عند الحاجة.
وصل عدد الطائرات التي هبطت في مطار العريش، محملة بالمساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة، من دول عربية وأجنبية إلى 784 طائرة، نقلت ما يقدر بـ 23,823 طنًا من المساعدات الدولية. تم تسليم هذه المساعدات للهلال الأحمر المصري لنقلها إلى الجانب الفلسطيني.
في إطار هذه الجهود، وصلت طائرة جديدة من السعودية محملة بكميات من المواد الغذائية والإغاثية والإيوائية من مركز الملك سلمان للإغاثة الإنسانية، مما يرفع عدد الطائرات السعودية التي وصلت إلى 52 طائرة. ووصلت طائرات أخرى من باكستان وروسيا، تحمل كميات كبيرة من المواد الإغاثية والغذائية.
وتتضمن المساعدات، إلى جانب الوفود الرسمية من مختلف أنحاء العالم، جمعية الطيران من الجزائر، والنمسا، والبحرين، وبلجيكا، والبرازيل، وبريطانيا، وكولومبيا، والدنمارك، وإنجلترا، والاتحاد الأوروبي، وفرنسا، وألمانيا، واليونان، والهند، وإندونيسيا، والعراق، وإيطاليا، واليابان، والأردن، وكازاخستان، وكينيا، والكويت، وليبيا، وماليزيا، والمغرب، والنرويج، وعمان، وقطر، ورومانيا، وروسيا، وسنغافورة، وجنوب أفريقيا، وسويسرا، وهولندا، وتونس، وتركيا، وتركمانستان، والإمارات العربية المتحدة، وأمريكا، وفنزويلا، والمملكة العربية السعودية، والأرجنتين.
تنتشر فرق الهلال الأحمر المصري عند معبر رفح لاستقبال الحالات الإنسانية، وتتواجد أيضًا في مستشفيات شمال سيناء لاستقبال الجرحى والمصابين. يقوم عدد من شباب الهلال الأحمر المدربين على تقديم الدعم النفسي في مراكز مخصصة لهذا الغرض، بالإضافة إلى تقديم الدعم النفسي في مواقع أخرى مثل استراحات العالقين الفلسطينيين في العريش ومقر الإقامة المخصصة للمرضى المحتاجين للعلاج.
من ناحية أخرى، سجلت حركة نقل المساعدات عبر الموانئ المصرية وصول عدة سفن محملة بالمساعدات من خلال عدد من الموانئ. استقبل ميناء العريش سفنًا قادمة من الإمارات وقطر وتركيا والكويت، محملة بأطنان من المساعدات الإنسانية، بما في ذلك المواد الغذائية والإيوائية والطبية.
وكانت آخر السفن التي رست في ميناء العريش سفينة تركية محملة بما يصل إلى 2500 طن من المساعدات الإنسانية. وقد سبقتها سفن تحمل مساعدات من قطر وتركيا، وأخرى من الكويت تحمل مواد إغاثية متنوعة. وقد استقبل الميناء ثلاث سفن إماراتية في إطار عملية “الفارس الشهم 3″، محملة بحوالي 4630 طن من المواد الإغاثية المتنوعة.
من بين السفن التركية، واحدة نقلت 2500 طن من المساعدات الغذائية والطبية المتنوعة لصالح قطاع غزة، وقدمتها الهلال الأحمر التركي. كما وصلت سفينة أخرى تحمل مساعدات إغاثية عاجلة بمقدار 1500 طن، تتضمن سيارات إسعاف وأجهزة لتنقية المياه وطرود غذائية ومنظفات ومياه شرب وخيام وبطانيات وحفاضات أطفال وأدوية ومستلزمات طبية.
في نوفمبر الماضي، بدأت رحلات نقل المساعدات البحرية عبر ميناء العريش بوصول سفينتين من تركيا. أحداهما نقلت 8 مستشفيات ميدانية متكاملة، في حين كانت الأخرى محملة بما يصل إلى 1500 طن من المساعدات الإنسانية. واستقبل الميناء أيضًا سفنًا تحمل مستشفيات ميدانية عائمة من الإمارات وفرنسا وإيطاليا، مجهزة لاستقبال المصابين من غزة.
تشمل السفن المستشفى الفرنسية “ديكسمود” والإيطالية “فولكانو”، والإماراتية التي تضم مستشفى عائم أبحر من ميناء خليفة. وتم تجهيز هذه السفن بالكامل لتقديم الرعاية الطبية العاجلة للجرحى الفلسطينيين.
يقوم متطوعون في شمال سيناء بتكثيف أنشطتهم لتوفير احتياجات الجرحى والمرافقين لهم القادمين من قطاع غزة. يتلقون العلاج في مستشفيات العريش العام والشيخ زويد المركزي وبئر العبد التخصصي ونخل المركزي، وتهدف جهود المتطوعين إلى توفير الدعم والمساعدة اللازمة لهؤلاء المرضى ومرافقيهم.
أكد اللواء محمد عبدالفضيل شوشة، محافظ شمال سيناء، استمرار تقديم جميع الخدمات الضرورية للأشقاء الفلسطينيين الذين يتلقون العلاج في المستشفيات. كما تم توفير مراكز استشفاء لاستقبال المتعافين في مستشفى الشيخ زويد، ومدينة بئر العبد، ومدينة العريش. ومن جانبه، يستمر تقديم خدمات الاستضافة والإعاشة للعالقين الفلسطينيين من أبناء قطاع غزة الذين لم يتمكنوا من العودة بسبب الحرب، حيث تم توفير مقار استضافة لهم في منطقة السبيل غرب مدينة العريش.