المرض إكس هو تهديد افتراضي لم يتم التعرف عليه بعد، حيث يعمل العلماء على دراسته وفحص التدابير الوقائية الممكنة، بما في ذلك تطوير لقاحات واختبارات، للتأكد من جاهزية العالم لمواجهة أي انتشار مستقبلي لهذا المرض المحتمل.

في الأيام الأخيرة، أصبح مصطلح “المرض إكس” موضوعًا للتداول الواسع عبر منصات التواصل الاجتماعي في جميع أنحاء العالم، وذلك بتزامن انطلاق المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس في الفترة من 15 إلى 19 يناير. وكان لهذا الموضوع حضور بارز في جدول أعمال المنتدى، حيث تم تخصيص جلسة بعنوان “الاستعداد للمرض إكس” لمناقشة التحديات المحتملة.

في هذا السياق، تم تخصيص حلقة من برنامج أخبار الآن لمناقشة تداعيات هذا الموضوع والاحتمالات المتعلقة به. وأعرب رئيس الرابطة الطبية الأوروبية الشرق أوسطية، البروفيسور فواد عودة، عن رأيه قائلًا: “إن منظمة الصحة العالمية قامت بمتابعة جميع الأمراض لأكثر من 25 عامًا، واليوم يعتبر التحدث عن مرض إكس خطأً كبيرًا”.

وأكمل البروفيسور فواد عودة قائلاً: “ندرك أن هناك العديد من التساؤلات والأخطاء التي وقعت في البداية بخصوص فيروس كورونا، وذلك من قبل منظمة الصحة العالمية والصين على حد سواء”.

وأضاف: “كخبراء في الصحة العالمية، يتوجب علينا فهم الأسباب والدروس المستفادة، سواء من الناحية الطبية أو التحليلية. يجدر بنا أن ندرك أن الفيروسات كانت موجودة لسنوات عديدة، وأن هناك تحورات مستمرة تحدث باستمرار”.

وتابع البروفيسور فواد عودة: “من بين الأسباب الرئيسية التي ترتبط على مستوى عالمي بظهور الفيروسات تشمل البيئة والفيضانات وانصهار الثلوج والحروب والهزات الأرضية والجوع ونقص الغذاء وجودة المياه غير النظيفة والازدحام”.

أشار رئيس فرع الأحياء المجهرية والمناعة في كلية الطب بالجامعة العراقية، البروفيسور أحمد رشدي عبدالله، من جانبه قائلاً: “تعتبر منظمة الصحة العالمية لديها 9 عوامل رئيسية تأخذها بعين الاعتبار، حيث يأتي في المقدمة عدد السكان، ويليه العوامل الاجتماعية وأزمة المناخ. وتتنوع هذه العوامل الثلاثة في إطار مسؤوليات كبيرة يتحملها الاتحاد الصحي العالمي”.

وأشار البروفيسور فواد عودة قائلاً: “نظرًا للتجربة التي اكتسبتها من جائحة فيروس كورونا، أرادت منظمة الصحة العالمية تحذير العالم بأنه يجب على الدول تخصيص تمويل لمواجهة أي حدث قد يحدث في المستقبل”.

وأضاف: “تدرك منظمة الصحة العالمية تمامًا أن شركات الأدوية ومنتجي اللقاحات يستفيدون من تحذيراتها، وعلى هذا الأساس، يمكن إعادة صياغة العلاقة مع هذه الشركات، وبالتالي يمكن أن تشهد جهودًا لإقامة تدابير وسياسات جديدة”.

وأكد البروفيسور فواد عودة قائلاً: “يجب أن نولي اهتمامًا كبيرًا للوقاية قبل العلاج، وعلى الدول في جميع أنحاء العالم أن تضع آليات فعالة للوقاية قبل إقامة آليات للعلاج”.

أوضح الدكتور رياض درقاوي، المتخصص في الطب المخبري والمناعة، من جهته قائلاً: “فيما يتعلق بالأمراض التنفسية وفي حال وقوع وباء مرتبط بها، وخاصة إذا كان جزءًا من عائلة فيروس كورونا، يمكن أن تكون الأضداد الحالية فعّالة في منع انتشار هذا الوباء، ولكنها قد لا تظل فعّالة لفترة طويلة”.

وأضاف: “في حال توقف استخدام اللقاحات، ستنخفض فعالية المناعة تدريجياً”.

وتابع: “في حالة وجود مرض آخر مثل الإيبولا أو غيره، فإن الأضداد التي تم اكتسابها أثناء جائحة كورونا قد لا تكون فعالة على الإطلاق”.

وأشار إلى أن “الهدف الرئيسي للصحة العالمية هو تحقيق الوقاية، ولا ترغب في إثارة الهلع بين الناس، بل تهدف إلى وضع برنامج واضح وتنفيذه بسرعة”.

حذرت منظمة الصحة العالمية من وباء جديد أُطلق عليه اسم “إكس”، والذي من المتوقع أن يجتاح العالم، حيث يظل الوباء حاليًا ذا هوية مجهولة. يعمل العلماء حاليًا على وضع خطة تتضمن التدابير الضرورية لمواجهته، بداية من اختبارات وصولاً إلى لقاحات، خشية من تفشيه في المستقبل.

تم مناقشة وباء إكس خلال مؤتمر دافوس العالمي الذي انعقد في الفترة من 14 إلى 19 يناير 2024، وتم وضعه على جدول الحوار تحت عنوان “الاستعداد للوباء إكس”، بحضور تيدروس أدهانوم، مدير منظمة الصحة العالمية.

أكدت منظمة الصحة العالمية أن وباء إكس يعتبر من أولوياتها في التوعية، بجانب جائحة كورونا والأمراض الأخرى التي شهدها العالم، مما يبرز أهمية إعداد خطط وتدابير لمواجهة تحدياته المحتملة، سواءً من ناحية الاختبارات أو التطعيم.

اترك رد

رسالتك علي الهوا