تتميز ضفادع الأشجار بألوان زاهية برّاقة، لا تملك إلا أن تنظر إليها وتتأملها مفتونا ببديع صنع الخالق، وهو ما حدث تماما مع المصور بيتر راينرز الذي اقتنصت عدسته لقطات رائعة لأحد تلك المخلوقات البرمائية ضئيلة الحجم.
استغرق الضفدع بعض الوقت لمواجهة الكاميرا وتشبث بالفرع، وكأنه يستعرض ألوانه المذهلة، ليبدو كما لو أنه على وشك القفز من موقعه على الفرع في أي لحظة، كما يظهر في الصور.
ثم بدأ ذو العينين الحمراوين، بتسلق الفرع بطريقة هزلية لمدة ساعة تقريبا قبل القفز عنه بحركات بهلوانية، تشبه الطريقة التي يقفز بها البطل الخارق سبايدرمان شخصية الكوميكس الشهيرة التي تحولت قصصه إلى سلسلة من الأعمال السينمائية.
يقول المصور راينرز (45 عاما)، الذي جلس على مسافة 20 بوصة (50 سم) لمراقبة الضفدع: “بالنسبة إليّ كان هذا واحدا من أجمل الضفادع التي رأيتها طيلة حياتي، بألوانه اللطيفة المتناقضة، يكفيني النظر إلى واحدة من تلك الصور لترتسم الابتسامة على وجهي، الضفدع الصغير كان يبدو في حالة مزاجية جيدة أيضا، فدائما ما تنظر الضفادع بوجه مشرق إلى العالم”.
ويضيف المصور الهولندي: “لقطتي المفضلة عندما كان معلقا بين اثنين من القصاب، أعتقد أنها مثالية، فقد كنت حريصا على الاقتراب من الضفدع بهدوء شديد، حتى يكون بوسعه أن يألف وجودي، في بعض الأحيان كان يجلس ساكنا لبعض الوقت، قبل أن يبدأ القفز والتسلق مجددا بصورة مفاجئة”.
تعيش الضفادع من نوع Agalychnis Callidryas التي تتميز بألوانها الخضراء وعيونها الحمراء في كوستاريكا، وكذلك المناطق المدارية في أمريكا الوسطى وشمالي أمريكا الجنوبية، ورغم ألوانها النابضة بالحياة، فهي ليست سامة كما يعرف عن نظيراتها الملونة التي تفرز جلودها سموما لحماية نفسها.