كشف الدكتور عبد الرحمن البر عضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين ومفتى الجماعة النقاب عن تفاصيل لقائه بـ”بيتر شى” سكرتير أول السفارة الأمريكية بالقاهرة فى مقر المركز العام لجماعة الإخوان المسلمين.
وأشار البر فى مقال نشره بموقع “إخوان أون لاين” الناطق باسم الجماعة إلى أنه أعلم الإدارة الأمريكية بأن هناك حالة ريبة فى نفوس كثير من المصريين تجاه الولايات المتحدة الأمريكية بشكل عام، وشدد على أنه من المهم بناء حالة من الثقة بشكل طبيعى.
وطالب البر الولايات المتحدة الأمريكية أن تدرك أن هناك تحررا حاصلا، وأن من مصلحة الجميع أن تكون هذه العلاقات على النمط الإنسانى العام المتكافئ، ولابد أن تكون العلاقة علاقة شراكة، وليست علاقة توجيه أو تسلط أو استغلال الحاجة الاقتصادية للدولة فى إملاء شىء معين.
وأكد البر أن الإنسان الشرقى عموما والمصرى بشكل خاص يرفض تماما فكرة أن يوجهه أحد، ويرفض أن تكون التوجيهات للحريات والحقوق من الخارج، وأشار إلى أن أول باب تم الانتهاء منه فى الدستور الجديد وكثر الكلام فيه هو باب الحقوق والحريات، ووصفه بأنه يفتح أبواب الحرية إلى أوسع مدى ممكن بما يناسب هوية الشعب المصرى، دون وضع قيود على هذه الحريات.
وأضاف: “لأول مرة ينص الدستور فى أول باب الحريات على الكرامة الإنسانية كحق إنسانى، وهذا شىء جديد على الدساتير بشكل عام، ولذلك فإن صانع القرار الأمريكى لابد أن يأخذ هذا التطور فى الاعتبار.
وأكد البر أثناء اللقاء أن بعض الممارسات الأمريكية السابقة حتى ولو كان القصد نبيلاً فإن هذه الممارسة الطويلة التراكمية تركت أثرًا سلبيًّا عند استقبال الشعوب لكلام الأمريكيين عن الحريات، وأضاف: “لا يتصور أن أمريكا الدولة الأولى فى العالم تتخلَّى أخلاقيًّا عن الحديث عن الحقوق والحريات؛ فهو شيء غير مقبول”.
وأوضح البر خلال اللقاء أن الأمور كانت واضحة فى الشهرين الماضيين منذ انتخاب الرئيس، وكلها تصب فى اتجاه مدنية الدولة وسرعة تمرير العملية الانتقالية وأشار إلى أن الجمعية التأسيسية تقوم بمهمتها أيضا بشكل متواصل.
وأضاف: بمجرد الانتهاء من الدستور وفى خلال فترة قصيرة سيتم دعوة الناخبين للاستفتاء عليه، وإذا تمت الموافقة فسوف تجرى انتخابات برلمانية، وبالنسبة للأحكام الانتقالية فلم تتم مناقشتها فى الجمعية إلى الآن بشكل نهائى، وبالتالى حالما تجرى الانتخابات فسوف نكون أمام وضع مستقر تماما بإذن الله”.
وشدد البر على أن المصريين يرون أنهم انتزعوا حقا إنسانيا مهما فى التعبير عن الرأى وحرية التظاهر، ولا يوجد توجه لدى المصريين للتنازل عن هذا الحق أيا كانت الحكومة القائمة، ، وهذا يساعد أو يجبر أى حكومة قادمة على تفهم الوضع الصحيح.
وأشار إلى أن هناك رغبة شديدة جدا لدى كل الأطياف الممثلة فى الجمعية التأسيسية لتعزيز هذه الحريات.
وأوضح البر أن أكبر المسائل التى أخذت بعض الوقت فى اللجنة التأسيسية للدستور هى وضع الهيئات القضائية، نظرا لأن مصر بها عدة هيئات قضائية وليست هيئة قضائية واحدة، وحرص الجميع على أن يكون القضاء قويًّا ومستقلاًّ وغير قابل بأى شكل من الأشكال للتأثير عليه يدفع الجميع إلى حوارات ومناقشات لضمان هذا بشكل حقيقى وليس بصورة شكلية.
وأضاف: “الأمر الثانى أيضًا كان بعض المسائل المتعلقة بالقضاء العسكرى، وهذا أخذ وقتًا؛ لأن هناك حرصًا على أن تكون هناك شفافية فى كل ما يتصل بالقضاء، سواء كان مدنيًّا أو عسكريًّا، لضمان حقوق المتقاضين، ولضمان الاستقلالية والشفافية والنزاهة فى كل ما يتصل، والغرض لدى الجميع هو ضمان استقلال وحيدة وقوة الجهاز القضائى المصرى”.