أحمد خالد توفيق
أحمد خالد توفيق

لوعة كتلك التى تعتصر قلب من فقد والده، شعور عارم بأن ثمة ركناً قد انهار للأبد، عطب غير قابل للإصلاح وفقد ثقيل الوطأة لا تكفيه عزاءات أو «طبطبة»، ذلك أن من اعتاد أن يربّت بكلماته وقصصه وحكاياته ونصائحه قد رحل للأبد أو ربما «صعد.. لم يمت»، بحسب وصف أمل دنقل فى رفيقه «يحيى الطاهر عبدالله».

لم يكد نبأ وفاة أحمد خالد توفيق يسرى حتى داهم الكثيرين من قرائه، ذلك الشعور المفاجئ باليتم، ليكتشف أكثرهم أن ما ربطهم بالراحل لم يكن مجرد علاقة عادية بين كاتب وقارئ، مضى الأمر لأبعد من ذلك بكثير، لم يكن الأمر يتعلق بخط مختلف فى الكتابة، مقالات كانت، أو روايات، أو نوعيات موضوعات شيقة تجذب أعين الصغار وتصحبهم فى مراحل عمرهم المختلفة، من العشرينات إلى الثلاثينات، «عشرة» عبر الصفحات حولت الطبيب الطنطاوى المتواضع جداً إلى «أب» أخلص له أبناؤه حتى ولو لم يصادفوه يوماً فى حياتهم.

كتاب وقراء ومحبون فى ذكراه: “صعد.. لم يمت”

ارتباط شديد ربما لم يعلم صاحبه مدى قوته وضخامته فى حياته، لكن طوفان الحزن الذى أعقب الوفاة المباغتة، بدا دالاً، تلك الرسائل الرقيقة على مقبرته، العيون الدامعة، الحكايات التى سرت فى فضاءات مختلفة عنه وله، مقاطع الروايات والمقالات التى يجرى تداولها يومياً آلاف المرات، لم تكن سوى شكل من أشكال المقاومة التى أبداها «الأبناء» لفكرة الفقد والغياب.

عزاء وحيد لتخطى الحزن عمد إليه الملتاعون بأنه «ما زال هنا»، فى صدور قرائه وقلوب محبيه، يظهر تأثيره عبر كتاب جدد، ويطالع الجميع بإرثه عبر الورق تارة، وشاشات الهواتف والكمبيوتر تارة أخرى، عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وتطبيقات الهاتف، «ما زال هنا» بسيرة طيبة ومواقف لم يمت رواتها حولت صاحب أساطير ما وراء الطبيعة إلى أسطورة قائمة بذاتها تأبى الموت وتعلن باستمرار «أسطورته أنه هو.. أنه ما زال هنا أو حياً فى مكان ما».

من راديو مصر علي الهوا

راديو مصر علي الهوا ... صوت شباب مصر

اترك رد

رسالتك علي الهوا