إن أفضل ما يجيده صناع السينما هو نسج الخيال الجميل من قلب الواقع الأليم وكانت لقصة الجميلة والوحش النصيب الأكبر من الجانبين
فقد كانت لتلك القصة العديد من الصياغات والروايات إلا أنه لم يجرؤ أحد على رواية واقع تلك القصة لفظاعتها وعدم انسانيتها.
فاليكم المعاناة الحقيقية وراء ذلك الإطار الجميل الذي صنعته لنا الروائية الفرنسية غابرييل سوزان باربو دي فيلنوف صاحبة كتاب La Belle et la Běte ، المقتبس من القصة الحقيقة التي حدثت منذ مئات السنين وتبعها في ذلك ديزني الذي اضفي جمالا علي القصة بفستان الجميلة الاصفر وابريق الشاي المتحدث والساعة المخبولة .
بدأ الواقع الحقيقي للقصة منذ مئات السنين وتحديدا في عام م1537في منطقة تنريف التابعة لجزر الكناري الإسبانية ولد الطفل بيتروس غونسالفوس الذي كان يعاني من أحد المتلازمات النادرة والتي تدعى متلازمة الذئب حيث يولد الطفل مغطى بالشعر في كامل جسدة من وجهه الي قدميه مثل الذئب تماما
كان هذا الشكل المخيف الذي تميز به الطفل بيتروس بداية معاناته حيث كان يعامل كحيوان متوحش فقد كان الناس أصحاب الخصائص المختلفة يعاملون كالحيوانات المسلية لذلك في سن بيتروس العاشر تم ارساله الى فرنسا لينتظر الناس هذا الوحش ليكشف عن أنيابه
الا انه قد حدث ما لم يكن متوقعا فقد نطق هذا الطفل الصغيرة أول كلمة له فكانت الحيرة بين هل هو انسان ام حيوان وخلصت النتائج الا انه حيوان بشري وكان يعامل بهذه الطريقة حيث يوضع في قفص يقدم إليه طعام الحيوانات .
إلى أن قُدم بيتروس كهدية للملك هنري ملك فرنسا والذي جعله يعيش في قصره وتعلم ما كان يتعلمه النبلاء من اتيكيت فكانت له أخلاق الشباب النبيلة وعاش حياة النبلاء فشاركهم ملابسهم و طعامهم وتعلم علومهم بل كان مثقفا أكثر من معظم النبلاء في عصره حتى أنهم كانوا يلقبونه بالرجل النبيل الوحش.
مات الملك هنري وتولت زوجته كاثرين دي ميديشي التي جعلت مهمتها الأولي العثور على زوجة لبيتروس حتى ينجبوا المزيد من الأطفال مثله
بحثت كاثرين عن فتاة جميلة وقوية لتكون مناسبة لبيتروس حتى وجدت كاثرين التي تشاركها في نفس الاسم، جاء يوم الزفاف ولم تعرف العروس بعد من زوجها المستقبلي حتى تفاجئت كاثرين بالرجل الوحش لكن لم تستطع رفض طلب الملكة فتزوجت كاثرين واعتادت على شكل زوجها واستمر زواجهما ل 40 عاما وانجبت 7 اطفال حمل 3 منهم مرض والدهم، للاسف فإن الوحش الحقيقي في هذه القصة كانت الملكة كاثرين التي كانت تعاني من حمى العرض والتفاخر بما استطاعت فعله فأرسلت الاطفال كهدايا للعائلات المالكة في جميع انحاء اوروبا
ظل بيتروس يعامل كحيوان أليف حتى ان الرسام كاراشي رسم صورة لثلاثة من أعضاء بلاط الملك هنري ، حيث ظهر بيتروس عاريًا ، وهو يرتدي فروًا صغيرًا فقط ، كرمز لوضعه كرجل بري. كانت الصورة بعنوان Hairy Harry و Mad Peter و Tiny Amon.
انتهت القصة بوجود الابناء في مكان مفصول عن ابائهم واستقر الزوجان في مكان معزول في إيطاليا حيث عاشا حياة لم يتم تدوينها باعتباره غير بشري
انتهت المأساة بفرقة العائلة وتشريدهم في كل انحاء اوروبا فكانت مختلفة عن تلك التي رسمها لنا ديزني.