“أنا أحسست أنني كنت سبباً في وفاة أقرب شخص لي بسبب الحسد”.. بهذه الكلمات الصادمة بدأت امرأة مشاركتها في برنامج تلفزيوني حكت قصتها، وأثارت موجة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي. كشفت عن دوافعها المستمرة للمقارنة بين حياتها وحياة شقيقتها، التي فارقت الحياة في حادث سيارة.
نحن على اتصال مع الدكتور أحمد جمال، اختصاصي الطب النفسي، لنتعرف على تأثيرات القيام بمقارنة حياتنا بحياة الآخرين، وكيفية تجنب هذا السلوك الضار الذي قد يؤدي إلى تأثيرات نفسية سلبية خطيرة. سنتعلم كيفية الامتناع عن المقارنة لنعيش حياة إيجابية وهادئة، إذ تعتبر المقارنة مثل سم قاتل ينبغي تجنبه.
انخفاض الثقة بالنفس:
المقارنة المستمرة يمكن أن تؤدي إلى شعور الفرد بالنقص وعدم الرضا عن نفسه. يضعف هذا السلوك ثقته بقدراته وإمكانياته، إذ يقوم بمقارنة إنجازاته وإمكانياته بتلك للآخرين دون أخذ الاختلافات الجوهرية بين الظروف والمسارات الشخصية بعين الاعتبار. ونتيجة لذلك، يمكن أن يشعر الفرد بعدم الكفاءة والقدرة على تحقيق النجاح.
الشعور بالحسد والغيرة:
المقارنة تثير مشاعر الحسد والغيرة تجاه إنجازات الآخرين، مما ينشئ شعورًا سلبيًا من الضيق والاستياء. قد يتطور الفرد إلى مهووس بحياة الآخرين، ويتمنى لو كان لديه ما يمتلكونه، مما يعيق قدرته على الاستمتاع بإنجازاته وحياته الشخصية.
الاكتئاب والقلق:
مشاعر الدونية وعدم الرضا عن النفس يمكن أن تؤدي إلى الشعور بالاكتئاب والإحباط. قد يعاني الفرد من القلق بشأن مستقبله وإمكانياته، مما يؤثر سلبًا على صحته النفسية والجسدية، ويقلل من شغفه بالحياة وتحقيق أهدافه. هذه المشاعر قد تعيق تقدمه وتحقيقه للنجاح.
فقدان التركيز:
المقارنة تشتت انتباه الفرد عن أهدافه وخططه الشخصية، حيث ينشغل بأفكار الآخرين وإنجازاتهم. هذا يعيق قدرته على التركيز على الأمور المهمة بالنسبة له ويمكن أن يفقده الإلهام والدافع لتحقيق أهدافه، مما يؤدي إلى انخفاض مستوياته في العمل والحياة.
الشعور بالوحدة:
الشعور بالنقص وعدم الرضا عن النفس قد يؤدي إلى الانعزال عن الآخرين، حيث يجعل الشخص مترددًا في التواصل معهم خوفًا من المقارنة.
قد يفقد الفرد الشعور بالانتماء للمجتمع، وتعزيزالشعور بالوحدة والعزلة
كيف يمكنني التوقف عن مقارنة حياتي بحياة الآخرين؟
كل شخص فريد:
تذكر أن كل شخص فريد من نوعه، له مساره الخاص في الحياة، وظروفه، وإمكانياته التي تختلف من فرد إلى آخر. لذا، ليس كل ما نشاهده هو الحقيقة الكاملة.
ركز على إنجازاتك:
امتن على ما حققته في حياتك، وكن فخورًا بنفسك، حاول أن تشعر بالسعادة والتركيز في حياتك الشخصية دون التفكير في حياة الآخرين.
ضع أهدافًا واقعية:
حدد أهدافاً واقعية تتناسب مع قدراتك وظروفك، وتقبل أن كل شخص يمتلك مساره الخاص ومتغيراته الفريدة. ركز على الجوانب الإيجابية في حياتك، وابدي الامتنان لما تمتلكه، وكن دائماً ممتناً وراضياً عن نفسك.
تجنب التركيز على الآخرين:
ركّز على تحقيق أهدافك وتطوير نفسك بشكل إيجابي، دون أن تقارن نفسك بالآخرين أو تعرّض نفسك لأي ضغوطات.
اطلب الدعم:
إذا كنت تشعر بالضيق بسبب المقارنة، لا تتردد في طلب المساعدة من خبير في الصحة النفسية.