بالرغم من قرار الفنان مصطفى كامل، نقيب المهن الموسيقية، بتخفيض عدد أفراد الفرقة الموسيقية المصاحبة لمطربي الراب إلى 6 أفراد بدلا من 12، لا يزال هذا القرار يثير الاعتراض بين عدد من مطربي وجمهور الراب.

أحد الأصوات المعترضة على إلزام مطربي الراب بإحياء حفلاتهم بمصاحبة فرقة موسيقية كان الرابر و”البروديوسر” الموسيقي مولوتوف، الذي أطلق حملة تحت شعار “قاوم بالمزيكا” يهدف من خلالها إلى تسجيل اعتراضه على ذلك القرار، الذي يرى فيه تقييدا لحريتهم في الإبداع، وكان لموقع Scene Noise مقابلة معه لإيضاح سبب إطلاق الحملة، ونستعرض في السطور التالية أبرز ما جاء فيها.

أوضح مولوتوف أن قرارات النقابة الجديدة كان لها تأثير مباشر عليه قائلا: “أثرت عليا بشكل مباشر لأني موسيقي وعازف ودي جي ورابر، ومن حقي يكون عندي حرية في الحفلة بتاعتي. أنا بحاول أطور الحركة الفنية اللي اتولدت في مصر وأوصلها للعالم، وهما بيحاولوا هدم الحركة دي”.

وردا على سؤال عن علاقته بالنقابة في الفترة الماضية، قال: “لم توجه لي النقابة أي إعاقة بشكل مباشر لأني دايمًا بحاول ماحتكش بيهم أصلًا وأكون مرتبط أكتر بالشارع”.

ويرى مولوتوف أن موقف نقابة المهن الموسيقية يتعارض مع روح فن الراب، وهو ما شرحه بقوله: “موقفهم بشكل صريح وواضح عكس مفهوم الراب كليًا. الراب فن شارع مش محتاج نقابة، وفيه ناس كثير بيحاولوا تطوير فن الراب بشكل حقيقي في مصر على عكس اللي مصممين يحولوا الفن ده لسلعة تجارية وده بييجي على حساب الفنانين وعلى حساب الموسيقى دي وتاريخها. أنا كمان معتبر ده إهانه لمصر بالذات إننا مش بلد قليلة في الراب والمهرجانات وعندنا تاريخ كبير جدًا…الموقف ده فضيحه قدام العالم كله”.

ويذهب مولوتوف إلى درجة وصف ما يتعرض له فن الراب وأغاني “المهرجانات” بالحرب ضد الفن على جبهتين، وهو ما أوضحه في تصريحاته قائلا: “دايمًا فيه حرب على الفن الحقيقي، لإن الفن الحقيقي بيكسر القيود وبيعبر عن نفسه بحرية وده مصدر الأفكار الأصلية اللي الناس بتستمتع بيها وبتحبها”.

وتابع: “الحرية هي اللي بتسمح لأنواع فن جديدة تظهر – زي المهرجانات – اللي بتكسر القيود و بتورينا أبعاد جديدة للفن والحياة. احنا بنتحارب من ناحيتين: ناحية فيها ناس بتحاول تستفيد من الفن الحقيقي ده بشكل مادي بحت، فبيستغلوا الأرواح الحرة اللي بتنتج الراب والمهرجانات عشان يستفيدوا بالفلوس أو بالشهرة. ومن ناحية تانية بنتحارب من فئات في المجتمع عندها جهل وخوف تجاه أي حاجة غير مألوفة أو بتهدد مراكزهم فبيحاربونا بشراسة عشان يقمعوا التغيير. بس بييجي وقت – زي اللحظة دي – و بيكون فيها ذروة الصراع…والسؤال دلوقتي هو: هل هينتصر القمع ولا المقاومة؟”

تطرقت المقابلة إلى قيام مولوتوف بحذف أعماله المشتركة مع مروان موسى وعفروتو، وأوضح مولوتوف سبب هذا الموقف قائلا: “هدفي الاعتراض على الموقف بشكل قوي وتوضيح مدى غضبي وغضب الجمهور على اللي بيحصل وإنه لازم نقاوم القرارات الأخيرة بكل الطرق الممكنة”.

وردا على سؤال عن خطوته القادمة في مواجهة قرارات النقابة، قال: “في المرحلة دي لازم نطور الحركة الفنية دي من كل الجوانب، سواء كانت الموسيقى نفسها أو بداية حركة مقاومة اجتماعية وفنية قوية هدفها نشر الوعي عن أهمية حرية الفن”.

يذكر أن أحمد أشرف الشهير بمولوتوف بدأ مسيرته الموسيقية عام 2019، وسبق له التعاون مع مروان بابلوا في تراك “الجميزة” عام 2020، كما تعاون مع ويجز في التراك الشهير “دورك جي”.

ويعود إطلاق اسم “مولوتوف” على أحمد أشرف إلى فترة مشاركته في رابطة مشجعي نادي الزمالك، حيث أطلق البعض عليه هذا اللقب بسبب نشاطه وحركته الكثيرة، فقام بالاحتفاظ بالاسم بعد دخوله مجال الإنتاج الموسيقي تعبيرا عن كونه شعلة الوقود التي تحمس المحيطين بها.

كما يعتبر مولوتوف نفسه مؤسسا للون موسيقي جديد أطلق عليه اسم “مولو-ويف”، استبدل فيه عناصر من إيقاعات الهيب هوب الأمريكية بالصاجات والطبول الشرقية.