عندما يموت الإنسان، هناك أعمال يمكن أن تصله في قبره وتنفعه بعد الموت، كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم. من هذه الأعمال الصدقة الجارية، والعلم النافع الذي يستفيد منه الناس، والأبناء الصالحون الذين يدعون لهم بالرحمة. عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
قال الشيخ أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، إن هناك أعمالاً يمكن أن تنفع الإنسان بعد موته، مثل الصدقة الجارية، والدعاء له، وأداء الحج أو العمرة ووهب ثوابها له.
أشار الشيخ أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، إلى أن الميت يمكن أن ينتفع بأعمال البر التي يقوم بها غيره إذا وهب فاعلها الثواب له، مثل الدعاء والاستغفار له. هذا مستند إلى القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى: “وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ” (سورة الحشر: 10). وقد حكى عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إِذَا صَلَّيْتُمْ عَلَى الْمَيِّتِ فَأَخْلِصُوا لَهُ الدُّعَاءَ”.
الشيخ أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، أشار أيضا إلى أن من أفضل الأعمال للميت بعد موته هو إخراج الصدقة عنه، حيث تنفعه ويصل ثوابها إليه بإجماع المسلمين. هذا استنادًا إلى حديث رواه الإمام مسلم، عن أبي هريرة، وحديث آخر عن عائشة، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم في إجابته على سؤالين مماثلين بالإيجاب: إذا تصدق شخص عن الميت يمكن أن يكون لها تأثيرًا إيجابيًا في تكفير ذنوبه وزيادة أجره في الآخرة.
الشيخ أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، استطرد أيضًا بأن من أفضل الأعمال للميت بعد موته هو الصوم عنه، حيث ينفعه ويصل ثوابه إليه، استنادًا إلى حديث عن ابن عباس رضي الله عنه: “جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرٍ، أَفَأَقْضِيهِ عَنْهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَدَيْنُ اللَّهِ أَحَقُّ أَنْ يُقْضَى”.
الشيخ أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، أشار أيضًا إلى أن من أفضل الأعمال للميت بعد موته هو أداء الحج عنه، حيث يصل ثوابه إليه، استنادًا إلى حديث رواه البخاري عن ابن عباس: “جَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنْ خَثْعَمَ عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فَرِيضَةَ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ فِي الْحَجِّ أَدْرَكَتْ أَبِي شَيْخًا كَبِيرًا لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْتَوِيَ عَلَى الرَّاحِلَةِ فَهَلْ يَقْضِي عَنْهُ أَنْ أَحُجَّ عَنْهُ قَالَ: نَعَمْ”.
لا تعليق