Site icon راديو مصر

“أجاثا كريستي: عبقرية الرواية البوليسية من خلال جريمة في قطار الشرق السريع”

"أجاثا كريستي: عبقرية الرواية البوليسية من خلال جريمة في قطار الشرق السريع"

أجاثا كريستي (بالإنجليزية: Agatha Christie) هي كاتبة شهيرة، تُعرف أيضاً بلقب السيدة مالوان (Lady Mallowan). حصلت على (911 تقييمًا) لكتبها، التي بلغ عددها (410) كتابًا في المكتبة، بإجمالي تحميل وقراءة يصل إلى (758,162)

أجاثا كريستي (بالإنجليزية: Agatha Christie) هي كاتبة إنجليزية شهيرة، عُرفت بكتابة روايات الجرائم، لكنها أيضاً أبدعت في تأليف روايات رومانسية تحت اسم مستعار هو ماري ويستماكوت (Mary Westmacott). تُعتبر أعظم مؤلفة لروايات الجرائم في التاريخ، حيث بيعت أكثر من مليار نسخة من مؤلفاتها التي تُرجمت إلى أكثر من 103 لغة. وُلدت أجاثا كريستي في توركواي، ديفون عام 1890 لأب أمريكي وأم إنجليزية، وهي تُعرف أيضاً بلقب السيدة مالوان (Lady Mallowan)

وصفَت أجاثا كريستي طفولتها بأنها “سعيدة جداً”، حيث كانت محاطة بمجموعة من النساء اللاتي منحنها شخصية قوية ومستقلة منذ سن مبكرة. وتقول عن نفسها: “لقد قضيت طفولة مشردة إلى أقصى درجات السعادة، تكاد تكون خالية من أعباء الدروس الخصوصية، فكان لدي متسع من الوقت للتجول في حديقة الأزهار الواسعة وأسيح مع الأسماك كما أشاء!” وتعود الفائدة في ذلك إلى والدتها، التي سهّلت عليها الاتجاه نحو التأليف، حيث كانت سيدة ذات شخصية ساحرة وتأثير قوي، وكانت تؤمن إيماناً راسخاً بقدرات أطفالها. تروي كريستي أنه في أحد الأيام، عندما أصيبت بنزلة برد ألزمَتها الفراش، قالت لها والدتها: “خير لكِ أن تقضي الوقت في كتابة قصة قصيرة وأنت في فراشك.” وعندما اعترضت قائلة: “لكنني لا أعرف كيف أفعل ذلك”، ردت والدتها: “لا تقولي لا أعرف، حاولي.” وبالفعل، بدأت كريستي المحاولة ووجدت متعة في الكتابة، فقضت السنوات القليلة التالية تكتب قصصاً مثيرة حيث يموت معظم أبطالها. كما كتبت أيضاً مقطوعات شعرية ورواية طويلة تضم عددًا هائلًا من الشخصيات، مما أدى إلى اختلاطهم واختفائهم بسبب كثرتهم. ثم خطر لها أن تكتب رواية جرائم، وبالفعل كتبتها، وقد زاد فرحها حينما قُبِلت الرواية ونُشِرت. وكانت قد كتبتها أثناء تطوعها في مستشفى تابع للصليب الأحمر خلال الحرب العالمية الأولى.

عملت أجاثا كريستي في المستشفى خلال الحرب العالمية الأولى قبل أن تتزوج وتؤسس عائلة في لندن. ورغم بدايتها غير الناجحة في نشر أعمالها، إلا أن عام 1920 شهد انطلاقتها الأدبية من خلال نشر روايتها “قضية غامضة” في صحيفة “رئيس بدلي”.

تربعت كريستي على عرش روايات الجرائم الإنجليزية طوال نصف قرن دون منافسة، ولعل دراسة الناقدة البريطانية جوليان سيمونز حول أدب الجريمة وتقنيات روايات الجرائم، التي صدرت بعدة طبعات منذ عام 1985، تعكس المكانة الرفيعة التي حققتها كريستي في هذا المجال على الصعيد العالمي. ويمكن لقارئ كريستي باللغة الإنجليزية أن يلاحظ بسهولة أنها استخدمت لغة وسطى سلسة وسهلة، ولم تكتب بلغة “شكسبيرية” عالية. وهذا الأمر ساهم في ارتفاع مستوى أعمالها عن الإنجليزية المتداولة، مما يفسر رواج قصصها ورواياتها بين الأوساط الشعبية في بريطانيا وأوروبا وما وراء البحار، كما يسهل ترجمتها إلى مختلف لغات العالم.

كانت أولى رواياتها “ثلوج على الصحراء” (بالإنجليزية: Snow Upon the Desert)، والتي لم يقبلها أي من الناشرين. بعدها كتبت رواية أخرى وهي “قضية ستايلز الغامضة”، التي ظهر فيها المحقق هركول بوارو للمرة الأولى، وقد أدخلتها هذه القصة عالم الكتابة عندما قبلها أحد الناشرين بعد أن رفضت ستة من الناشرين طباعة وتوزيع روايتها.

أشهر روايات أجاثا كريستي:

تعتبر رواية “جريمة في قطار الشرق السريع” (بالإنجليزية:Murder on the Orient Express) إحدى أشهر أعمال أغاثا كريستي. نُشرت الرواية لأول مرة في المملكة المتحدة عام 1934، ثم صدرت في الولايات المتحدة عام 1935 تحت عنوان مختلف. تتمحور الأحداث حول المحقق الشهير هيركيول بوارو الذي يتولى التحقيق في جريمة قتل وقعت على متن القطار الفاخر، مما يتيح للقراء الاستمتاع بتجربة مشوقة ومليئة بالتشويق والألغاز.

تدور أحداث رواية “جريمة في قطار الشرق السريع” حول المحقق الشهير هيركيول بوارو الذي يجد نفسه في رحلة عبر قطار الشرق السريع. عند وصوله إلى فندق التوكاتيلان في إسطنبول، يتلقى تلغرامًا يلغي مخططاته ويطلب منه العودة إلى لندن. يقرر بوارو حجز مقصورة في القطار الذي يغادر تلك الليلة، حيث يلتقي بالسيد راتشيت، رجل أمريكي ثري يشعر بأن حياته في خطر، لكنه يرفض طلبه للمساعدة.

تتعقد الأمور عندما يتوقف القطار بسبب الثلوج الكثيفة، ويُكتشف أن راتشيت قد قُتل خلال الليل. يُطلب من بوارو التحقيق في الحادثة لتجنب تداعيات التعامل مع الشرطة المحلية. يكشف بوارو أن راتشيت هو في الواقع كاسيتي، المتهم باختطاف وقتل الطفلة دايزي آرمسترونغ قبل سنوات. ومن خلال التحقيق، يكتشف أن جميع ركاب القطار لهم علاقة بعائلة آرمسترونغ، ولديهم دافع مشترك لقتل راتشيت.

يطرح بوارو حلين محتملين للحادث: إما أن يكون القاتل شخصًا غريبًا اقتحم القطار، أو أن جميع الركاب الـ 12 (بعد تخلف أحدهم عن الرحلة) شاركوا في تنفيذ الجريمة لتحقيق العدالة المفقودة. في النهاية، تعترف السيدة هوبارد، التي كانت في الحقيقة جدّة الطفلة آرمسترونغ، بأن الحل الثاني هو الصحيح.

تلقت الرواية إشادة واسعة من النقاد، حيث وصف ملحق التايمز الأدبي بمهارة كريستي في كتابة القصة، مشيرًا إلى أنها تجعل ما يبدو مستحيلاً يبدو حقيقياً للغاية. كما أشار كتاب آخرون إلى براعة بوارو في التخمين والتحليل، مما جعل الرواية واحدة من أفضل روايات الجريمة التي أُلفت على الإطلاق.

الشخصيات

تدور أحداث الرواية حول مجموعة من الشخصيات التي كانت على متن قطار الشرق السريع، ومن أبرزها:

  • هيركيول بوارو: محقق بلجيكي يتمتع بذكاء حاد وقدرة على حل الألغاز المعقدة.
  • السيد بوك: أحد معارف بوارو ومدير الشركة المسيرة لقطار الشرق السريع.
  • السيد راتشيت: رجل أمريكي ثري يظهر أنه في خطر ويطلب المساعدة من بوارو.
  • هيكتور ويلارد ماكوين: سكرتير السيد راتشيت.
  • إدوارد هنري ماسترمان: الخادم الخاص للسيد راتشيت.
  • الكولونيل أربوثنوت: أحد رجال الجيش الذين يسافرون على متن القطار.
  • السيدة هوبارد: سيدة أمريكية وإحدى ركاب القطار.
  • الكونت أندرينيي: أحد الدبلوماسيين في السفارة.
  • الكونتيسة أندرينيي: زوجة الكونت.
  • الأميرة ناتاليا دارغوميروف: أميرة روسية.
  • الآنسة ماري دبنهام: آنسة إنجليزية تعمل مربية أطفال.
  • فراولان هيلغراد شميدت: الخادمة الخاصة للأميرة دارغوميروف.
  • أنطونيو فوسكاريلي: رجل أعمال إيطالي.
  • الآنسة غريتا أهلسسون: امرأة سويدية وعضوة في إحدى التبشيريات.
  • بيير ميشيل: عامل في القطار.
  • سيروس هاردمان: محقق خاص تم استئجاره من قِبل السيد راتشيت.

 

Exit mobile version