أكد الخبير الأثري، أحمد عامر، مفتش الآثار بوزارة السياحة والآثار، أن المصريين القدماء كانوا يحتفلون بـ “عيد إبت”، وهو رأس السنة المصرية القديمة، وكان ذلك احتفالًا رائعًا.
وفي تفصيل للمناسبة، ذكر أن الملك، ابن الإله “آمون”، كان يخرج في رحلة من معبد الكرنك إلى معبد الأقصر. كان يتم تزيين السفينة المقدسة الخاصة بالإله “آمون”، وتوضع في مقصورتها الخاصة التي تشبه الطاووس. يتبعها سفينة الإلهة “موت”، زوجته، وسفينة “خنسو” ابنهما. كان هؤلاء الثلاثة يشكلون ثالوث طيبة المقدس. كان الملك يفتتح احتفالات العيد بتقديم القرابين، وتحمل السفن على أكتاف الكهنة من المعبد إلى نهر النيل.
وأوضح أن حشودًا عديدة كانت تحتفل بالمركب المقدس لـ “آمون”، وتتبع ركابها من شاطئ النهر أثناء توجهها إلى “أوبت” الجنوبية. كان المصريون يتركون أعمالهم بسرور كبير ليشاركوا في اعياد بوباسطة، حيث يركبون القوارب برفقة نسائهم اللاتي يحملن الصواني، ويظل الرجال يغنون ويرقصون ويتبادلون الدعابات على طول الطريق.
وأشار إلى أنه يُقال إنهم كانوا يشربون كميات كبيرة من النبيذ خلال العيد، تفوق ما كانوا يتناولونه طوال العام. وتُظهر المناظر المنقوشة على جدران سلم الصعود إلى معبد “دندرة” أن الاحتفالات كانت تقام في المقصورة العلوية الموجودة فوق سطح المعبد.
وأضاف أنه تم اعتبار عيد رأس السنة في العصر الحديث احتفالًا دنيويًا، حيث خرج من سياق الأعياد الدينية ليصبح احتفالًا شعبيًا مليئًا بالفرح. أما افتتاح العام الجديد، فقد أُطلق عليه المصريون القدماء اسم “وبت رنبت نفرت”، الذي يعني “عام جديد وجميل”.
وأوضح أن طريقة احتفال المصريين القدماء كانت تشمل موكبًا يضم سفينة “آمون” المطلية بالذهب في المقدمة، حيث ينعكس بريقها على الماء، يتبعها باقي القوارب. كما يشارك في الموكب الملك والملكة والكهنة والجنود وحملة البخور والموسيقيين والراقصين. يتم استقبال الموكب في المعبد من قبل الشعب، وتتم ذبح الذبائح وتقديم القرابين للإله. تنقل السفن المقدسة إلى المواقع المخصصة لها في المعبد، ويقدم الملك القرابين مرة أخرى.
أكد الخبير الأثري، أحمد عامر، أن تقليد الاحتفال بشجرة الكريسماس يعود إلى احتفال المصريين القدماء بـ”قيامة أوزير”، حيث يُعتبر عودة “أوزير” للحياة في شكل شجرة كبيرة. يقوم الكهنة بزراعتها وسط الميدان، ويزرعها الحجاج حول المقام، معبِّرين عن أملهم في استمرار حياة أحبائهم مع “أوزير” في عالم الآخرة. وأوضح أن شجرة “أوزيريس” لا تمثل فقط رب الزراعة والشعر والموسيقى، بل تعتبر شجرة الحياة.
وأشار إلى أن تقليد احتفال بالشجرة انتقل من الشرق إلى الغرب، حيث بدأوا يحتفلون بها في عيد الميلاد، باختيار الأشجار التي تحتفظ بخضرتها طوال السنة مثل “السرو والصنوبر”. وأضاف أن احتفال “أوزيريس” الذي تحول إلى شجرة رمز للخير والعطاء أصبح احتفالًا دوليًا يجلب البهجة والسعادة، ويُحتفى به شعبيًا ورسميًا في العديد من بلدان العالم.