يأجوج ومأجوج

قومٌ في عالمنا، ولكنّنا لانراهم، أرضهم مجهولة لا نعرف عنها شيئاً وموقعهم مايزال يشغل العلماء والباحثين، يقال أنّ بينهم وبين خروجهم إلينا أمرٌ واحد فقط، وهو إنهاء عمليةٍ حفرٍ عمرها آلاف السّنين، يقال أنّهم في الصّين، ويقال أيضاً أنّهم قد يكونوا في اليابان، والأغرب، أنّ البعض لايؤمن بأنّهم من البشر من الأساس، وأنّهم مجرّد أشعة نوويّة سيطلق لهم العنان في اليوم الأخر. كلُّ البشر يخشون شرّهم وبطشهم، خاضوا حربين شهيرتين واختفوا بعدها، والآن نحن بانتظار الحرب الأخيرة والأكثر دمويّة.

إنهم قوم يأجوج ومأجوج

ينحدر قوم يأجوج ومأجوج من نسل يافث، وهو أحد أبناء النبيّ نوح عليه السّلام، عُرفوا ببطشهم وعشقهم للحروب والدّماء، نشروا الفساد في الأرض لسنواتٍ عديدة، ونتيجة شرّهم الكبير، جردّهم العالم من صفاتهم البشريّة والإنسانيّة.

لم يقوَ أحدٌ على قتال قوم يأجوج ومأجوج لقسوتهم ورعبهم وكثرتهم، حتّى باتوا يشكّلون خطراً فادحاً على كلّ كائنٍ حيّ على وجه الأرض.

نزحوا من أرضٍ إلى أخرى وقتلوا شعباً تلوَ الآخر، حتّى ظهر ذو القرنين والمعروف باسم اوغوز خان وهو الجد الأكبر للقبائل الاثنتي عشرة لسلالات الترك الأصليين.

وكان لذي القرنين جيشٌ عظيم يتمتّع بقوةٍ هائلة، وفي إحدى رحلاته، قابل قوماً يعيشون بالقرب من يأجوج ومأجوج، يقال أنّهم كانوا في أرضٍ تقع خلف جبلين شامخين، هؤلاء القوم ضاقوا ذرعاً من ظلم يأجوج ومأجوج وأرادوا وضع حدٍ لهم، فطلبوا من ذي القرنين ذلك، واقترحوا عليه بناء سدٍّ بينهم وبين قوم يأجوج ومأجوج، للفصل بينهم.

وافق ذو القرنين، ولكنّه قرّر عوض بناء سدٍ فاصل، أن يقيم ردماً عليهم، ليعزلهم ويأسرهم داخل الجبل، ولكن بشرطٍ واحد، أن يقوموا بمعاونته بما لديهم من إمكانيّات بشريّة وموارد طبيعيّة.

فاتّخذ ذو القرنين النقطة الأفضل بين الجبلين لإقامة الرّدم، وجمع أكبر عددٍ من الحجارة وقطع الحديد، ورمى كلّ ما تم جمعه في الموقع المحدّد حتّى تمّت المساواة بين الجبلين، وأضرم النّار في الرّدم حتّى ذاب الحديد مالئاً كل الفراغات بين الحجارة، وصبّ النحاس المذاب على الرّدم، ماجعله بصلابةٍ كبيرة.

ويقال أنّهم لم يتمكنوا من خرق الرّدم حتى يومنا هذا، مع أنّهم حفروا خنادق وأنفاق في محاولة الخروج حتّى وصلوا إلى باطن الأرض، ولكن دون فائدة، فباتوا وعداً ليوم الآخرة.

وأما عن تسمية يأجوج ومأجوج ، تعدّدت أسباب تسميتهم، فمنهم من رأى أن تسميتهم أتت من كلمة أجيج، أي أجيج النار واضطرابها، وذلك لما يتّسمون به من بطشٍ وقوّة، فيم يرى آخرون أن التسمية أتت من الأُجاج ، وهو الماء الشّديد الملوحة والمرارة، ولذلك لظلمهم وبطشهم وأعدادهم الهائلة، إلا أن آخرون يرون أن يأجوج ومأجوج ، اسمان أعجميان من اللغة العبريّة حيث ورد الاسم”جوج” في سفر حزقيال على أنه اسم لملك يحكم على أرض تدعى “ماجوج” أو على شعب يدعى بهذا الاسم، وسيقوم هذا الملك بغزو أرض إسرائيل قبل اليوم الأخير، إلا أنهُ يقتل هو وشعبه في مذبحة هائلة.

أمّا عن صفات يأجوج ومأجوج…، ترسم الكثير من النظريّات والنصوص التاريخيّة صفات قوم يأجوج ومأجوج، وتقول أنّهم عِراض الوجوه، صغار العيون والأنوف، ذوو شعرٍ أسود، فيه بعضٌ من الحمرة، كما يقال أنّهم بأطوالٍ مختلفة، منهم طويلٌ كطول النّخل، ومنهم قصير، أقصر من سنابل القمح.

ماذا عن موقع أرض يأجوج ومأجوج؟؟

يبقى هذا اللّغز الأكبر الّذي يحاول العلماء اكتشافه، وبحسب العالِم العربيّ، عبد الله شربجي، في كتابه رحلة ذو القرنين إلى المشرق، تقع أرضهم غربي قيرغيزستان، شرقيّ أوزباكستان، في منطقةٍ جبليّة على الحدود الفاصلة بين البلدين في آسيا الوسطى، ولكن لا توجد أدلةٌ قاطعة تحدد موقع الرّدم الّذي يحجز قومهم إلى يومنا هذا.

أمّا عن حروبهم، بحسب الرّوايات يقال أنهم خاضوا حربين داميتين، وهم الآن بانتظار حربهم الثّالثة والأكثر دماراً ودمويّة.

الحرب الأولى، كانت خلال زمن الأرض الأوّل، والّتي انتهت بعزلهم من قبل القائد ذي القرنين.

أمّا الحرب الثانيّة ، فتنسب إلى أحفادهم وأقاربهم، اللذين لم يُردموا بين الجّبلين آن ذاك، ومنذ تلك المعركة، تبدّلت الأقوام وتغيّرت الشّعوب إلى أن وصلنا إلى زمن الإمبراطورية المغوليّة، وتحديداً زمن جنكيز خان، وبحسب الباحثين، فينحدر نسل جنكيز خان من نسل يافث من نوح،  أي من نسل يأجوج ومأجوج، والمثير للاهتمام، هو الشّبه الكبير بين صفات المغول ويأجوج ومأجوج من ملامح الوجه أو من طبيعتهم الدموية،قام القائد جنكيز خان مع جيوشه بحروبٍ طويلةٍ وعنيفة قتل فيها الملايين، بعد أن خاضوا حروباً عديدة انتقلت شعلة القيادة إلى حفيده هولاكو، الّذي كان يطمح للسيطرة على العالم بأسره، ووصل إلى الحدود العربيّة، إلى أن ظهر القائدان العظيمان، سيف الدين قطز والظّاهر بيبرس، اللّذان وضعا حداً له، وذلك في الحرب الضروس عين جالوت، وتمّت إبادة جيش المغول بشكلٍ كامل.

والآن وصلنا معكم إلى محطةٍ مميزة، ألا وهي خروج قوم يأجوج ومأجوج مع قومهم.

بعد خروج الدجّال وخروج المسيح عيسى عليه السّلام، وتغلبه على الدجّال وقتله، سيأتي اليوم الّذي يستطيعون هدم الردم به، وسيخرج قوم يأجوج ومأجوج وينتشرون في الأرض، ويقال أنّهم سيخرجون من الجّبال والبراكين وكلّ فتحات الأرض حتّى يغطوها بشكل كامل.

وأنتم قرائنا الأعزاء…، ما رأيكم بهؤلاء القوم؟؟ أين هم؟؟ وهل يعقل أن يكون هنالك أشخاصٌ آخرون من نسلهم في الخفاء، وهل سنشهد حرباً دمويّة؟ أم أنهم حقاً ليسوا من البشر؟

لا تعليق

اترك رد