كتاب “السر” للكاتبة الأسترالية روندا بايرن هو من أشهر كتب التنمية الذاتية، حيث بيعت منه 21 مليون نسخة وتمت ترجمته إلى 44 لغة. نُشر الكتاب في عام 2006، بعد أن مرت المؤلفة بتجارب صعبة عقب وفاة والدها وانغماسها في العمل، مما أثر سلباً على علاقاتها الشخصية. يتكون الكتاب من 438 صفحة ويستعرض مجموعة من المحاور الأساسية.
باب السر ينكشف:
في كتابها “السر”، كشفت الكاتبة روندا بايرن عن سر عظيم قادها إلى دراسة هذا المفهوم عبر التاريخ. وقد اكتشفت أن العديد من العظماء، مثل أفلاطون وشكسبير ونيوتن، كانوا على دراية به. وتوصلت إلى أن السر الحقيقي للحياة هو قانون الجذب، الذي ينص على أن المتشابهات تتجاذب، بما في ذلك الأفكار. إذ إن الأفكار السلبية تجذب المزيد من السلبيات، بينما انبعاث الأفكار الإيجابية يعزز استقبال الأمور التي تحقق السعادة. وتؤكد بايرن أن الأشخاص الذين جلبوا الثروة إلى حياتهم استخدموا هذا السر، سواء كان ذلك بقصد أو دون قصد.
باب تبسيط السر:
بسطت الكاتبة روندا بايرن فكرة قانون الجذب من خلال تشبيه الإنسان ببرج للبث، حيث يبث أفكارًا ترتبط بالبشر. إذا أراد الإنسان تغيير أي شيء في حياته، يجب عليه تعديل تردد أفكاره، مما يمكنه من جلب الصحة والسعادة والثروة وكل ما يتمنى. بالتالي، يُعتبر قانون الجذب هو السر الأعظم للحياة. يُعد هذا القانون طبيعيًا ويمكن للجميع استخدامه، فهو حيادي مثل قانون الجاذبية الأرضية. يفسر عدم استفادة البعض من قانون الجذب بتركيزهم على ما لا يريدون بدلاً من ما يريدون. وتطرح بايرن سؤالًا: “هل تفضل أن تعتقد أن الحظ هو المسؤول عن الأحداث السيئة التي يمكن أن تحدث لك في أي وقت؟”
باب كيف تستخدم السر:
قانون الجذب لا يعمل مع كلمات النفي مثل “لا”، “لم”، و”ليس”. على سبيل المثال، إذا قلنا “لا نريد الفشل في الحياة”، سيتم حذف كلمة “لا” ليصبح المعنى “أريد أن أفشل في الحياة”. لذا يجب على الفرد التركيز على الرسائل الإيجابية، مثل قول “أريد أن أنجح في حياتي”. يمكن استحضار الذكريات الجميلة، أو تأمل الطبيعة، أو الاستماع إلى الموسيقى المفضلة؛ فكل ذلك يؤدي إلى تحسين المشاعر. لذلك، من المهم أن يركز الإنسان على ما يريد بأفكار إيجابية، متجنبًا أدوات النفي في حياته. كما تشير بايرن إلى أن “الكثير من المجتمعات الغربية تلاحق الوقت وتشتكي من عدم وجود وقت كافٍ لأي شيء”.
باب العمليات الفعالة:
يمكن للإنسان استخدام “السر” من خلال الإيمان بأن بإمكانه خلق الكون الذي يحلم به عبر أفكاره الإيجابية. فالأفكار الإيجابية تشبه البذور التي تتحول في المستقبل إلى ثمار، وكلما زاد عدد البذور، زادت الثمار. ولخلق كون إيجابي خاص، يمكن اتباع بعض الخطوات العملية الفعالة: أولًا، يجب تحديد ما يريده الإنسان بوضوح، ثم الدعاء إلى الله ليجعل الكون في خدمته. بالإضافة إلى ذلك، يجب الإيمان بأن ما يرغب فيه قد أصبح حقيقة. في هذه المرحلة، ينبغي التصرف والتحدث والتفكير كما لو أن ما طلبه قد تحقق.
كما يُنصح بتطبيق بعض العمليات الفعالة، مثل التوقع والتفاؤل بالخير، ثم الشعور بالامتنان. يتضمن ذلك حصر الأشياء التي يستحق المرء الشكر عليها، مثل العائلة والصحة والأصدقاء. من المفيد أيضًا ربط شعور الامتنان بشيء مادي ليكون تذكيرًا بنعم الله. كما تقول بايرن: “في كل صباح، ألتقط الحجر من فوق منضدة الزينة، وأضعه في جيبي لأتذكر الأمور التي تجعلني ممتنًا”.
أبواب الأسرار:
في كتابها، تلخص الكاتبة روندا بايرن كيفية الحصول على المال من خلال الخيال. يمكن للفرد تحديد مبلغ معين والتخيل بأنه حصل عليه، مما يعزز جذب الوفرة والتركيز على الرخاء، مثل تصور شيكات تصل إلى حسابه.
أما بالنسبة للعلاقات، فعندما يرغب الشخص في جذب شريك، يجب أن يتأكد من أن أفكاره لا تتعارض مع رغباته. يتعين عليه الاعتناء بنفسه وملء حياته بالحب والاحترام، مما يجعله أكثر جاذبية للآخرين. يجب أيضًا ترك المشاعر السلبية تجاه الذات والتركيز على السمات الإيجابية.
فيما يتعلق بالصحة، فإن الإيمان بأن الشفاء مرتبط بأشياء معينة يمكن أن يكون مفيدًا، وهذا يتضمن العلاج الإرضائي. من المهم التركيز على الصحة التامة، حيث أن الضحك يجلب البهجة ويساعد في الشفاء، بالإضافة إلى التخلص من المعتقدات السلبية مثل الخوف من التقدم في العمر.
أما بالنسبة للعالم، فمن الأفضل عدم التركيز على السلبيات لتجنب إضافة المزيد منها. يجب على الفرد أن يركز على الثقة والحب والسلام والعلم.
وفيما يخص اكتشاف الذات، يُعتبر الإنسان مغناطيسًا للطاقة، يشحن نفسه بكل ما يرغب به. فهو كيان روحي وطاقة تتغير أشكالها، وأخيرًا، يبرز الكون من أفكار الإنسان. كما تقول بايرن: “إن الاطلاع على السر واستخدام قانون الجذب بوعي يمكن تطبيقه على جميع جوانب حياتك”.
معلومات عامة حول الكتاب:
المؤلف: روندا بايرن.
الفئة: كتب التنمية البشرية.
سنة النشر: 2006.
عدد الصفحات: 198.
لا تعليق