الأثار السياسية
رغم أن الاحتلال الفرنسي كان قصيراً لم يتعدى الثلاثة سنوات من أول يوليو 1798محتى 18سبتمبر 1801م فقد كانت فترة مهمة مشحونة بنتائج كثيرة على مصر.
فحتى مجيء الحملة الفرنسية لم تتعرض الولايات العربية الخاضعة للحكم العثماني لاعتداء سافر من جانب القوى السياسية في أوروبا ولكن انتهت هذه العزلة التي عاشها الشرق العربي وأصبحت هذه الأرض مجال تنافس بين الدول الأوروبية الكبرى.
إذ اظهرت الحملة الفرنسية منطقة الشرق الأوسط ومصر خاصة منطقة ذات أهمية استراتيجية كبيرة للقوى العظمى وموقعها الجغرافي وأيقنت الحكومة البريطانية في القرن التاسع عشر بأنه من الضروري ان يسيطر على مصر حاكم تربطه بإنجلترا روابط الصداقة حتى لا تترك مصر بأي ثمن للفرنسيين.
وبذلك افتتحت الحملة الفرنسية مرحلة طويلة من التنافس الانجلو فرنسي على مصر ختمت بالاحتلال البريطاني لها في علم 1882م.
وبعد أن فشلت حملة فريزر على مصر سنة 1807م وظلت بريطانيا تقف أمام استقلال مصر وعارضت مشروعات محمد على ووقفت أمام طموحاته لأنها شعرت بأنه مصدر تهديد لمصالحها الحيوية في المنطقة ولاسيما بالنسبة لخطوط مواصلاتها التي تربطها بالهند والشرق الأقصى، فأجبرته على ترك الأرض التي استولى عليها.
كما كانت هي المسئول الأول عن معاهدة لندن سنة 1840م وقيامها بإعلان الحماية البريطانية على مصر سنة 1914م فقد ربطت تسوية مصر بالإمبراطورية العثمانية من جديد ولو أنها ميزتها عن الولايات العثمانية بأن جعلت الحكم وراثياً في اسرة محمد على طبقاً لقاعدة الأرشد فما يليه.
دواوين الحكم
بما أن نابليون غريباً على المجتمع المصري فقد كانت معرفة المجتمع ضرورية بالنسبة لتخطيط سياسات الحكم فقد رأى أن خير وسيلة لبلوغ هذا الهدف الاتصال مباشرة بطبقة العلماء والأعيان لما لهم من نفوذ ومكانة مرموقة من خلالهم وبواسطتهم يستطيع تبرير ما يقرره من اوامر وسياسات ومن هنا كانت فكرة دواوين العاصمة( ديوان القاهرة)، والأقاليم ثم الديوان العام، والديوان
لا تعليق