Connect with us

الصحة و العلاج

كيف اصبح الافطار اهم وجبة في اليوم؟

Published

on

الافطار

ربما سمعت مقولة «الإفطار أهم وجبة في اليوم»، لكن ما لا تعرفه أن أصل هذه المقولة يعود لحملة تسويقٍ لحبوب إفطار، أطلقتها شركة غريب نتس صاحبة العلامة التجارية جنرال فوودز للمواد الغذائية عام 1944.

وخلال الحملة التي رفعت شعار «تناول إفطارًا جيدًا،  تُنجزْ عملًا أفضل»، وزعت محال البقالة منشوراتٍ تروج لأهمية وجبة الإفطار، وزعمت الإعلانات الإذاعية أن خبراء التغذية يؤكدون أن الإفطار أهم وجبة في اليوم.

لعبت إعلانات كهذه دورًا رئيسًيا في زيادة مبيعات الحبوب، وهو منتج ابتكره طبيب نباتي متدّين، يدعى جون هارفي كيلوغ، لأنه اعتقد أن الحبوب ستحسّن صحة الأمريكيين، وتُبعدهم عن ممارسة العادة السرية، وتقلّل الرغبة الجنسية.

في منتصف القرن التاسع عشر، وقبل انتشار حبوب الإفطار، كانت الطبقة المتوسطة والعليا من الأمريكيين يتناولون على الإفطار البيض والمعجّنات والفطائر والمحار والدجاج المسلوق وشرائح اللحم.

وأسهمت الدعاية في إقناع الأمريكيين بأن الإفطار أهم وجبة في اليوم، مما ساعد على انتشار الحبوب كوجبة إفطار جاهزة سريعة التحضير.

بدأ العصر الحديث للإفطار مع الحبوب، فقبل اختلاقها، لم يكن الإفطار وجبة أساسية أو روتينية.

فقد اعتقد الرومان أن تناول وجبة واحدة في اليوم أفضل للصحة، وترى أبيجيل كارول في كتابها «ابتكار الوجبة الأمريكية» أن الهنود الحمر لم يعتادوا نظام وجبات الطعام، بل كانوا يأكلون لقيمات على مدار اليوم، وأحيانًا يصومون عدّة أيام.

وبحسب المؤرخين، كان الإفطار في أوروبا عبر القرون الوسطى يمثل ترفًا للأثرياء، وضرورة للعمال. وكان العديد من المستوطنين الأمريكيين يتناول الإفطار بعد ساعات العمل الصباحية.

ويبدو تاريخيًا أن وجبة الإفطار تحولت إلى عادة صباحية، عندما انتقل العمال إلى المدن، وأصبحوا يعملون بدوام منتظم. بدأ هذا الأمر في أوروبا في القرن السابع عشر، وانتشرت العادة عالميًا إبان الثورة الصناعية، فمع ذهاب الناس للعمل طول اليوم، أصبح الإفطار أمرًا مهمًا.

وكانت هناك أطعمة مألوفة على مائدة الإفطار، كالخبز والجبن والعصيدة، أو بقايا الأطعمة المطبوخة. ونظرًا لقلة تعرّض المؤرخين لوصف أطباق الإفطار، فإن تعقُّب منشأ هذه الأطباق يبقى أمرًا صعبًا.

يبرز البيض عنصرًا أساسيًا على الإفطار. وبالعودة للتاريخ القديم يصف باحث في الإنجيل، كيف كانت مريم تُعدّ البيض ليسوع. أما الفطائر فيظن علماء الحفريات أن البشر أكلوا فطائر بدائية قبل أكثر من 5,000 عام.

وعندما تحوّل الإفطار إلى وجبة أساسية، أضاف الأمريكيون المهووسون باللحوم لمائدته شرائح اللحم والدجاج المشوي والبطاطا وخبز الذرة والفطائر والزبدة، وهذه المائدة الحافلة ليست وصفة صحية. فالأمريكيون يعانون عسرَ هضم مزمنًا. وبيّنت أبيجيل كارول أن المجلات والصحف كانت تزخر بالحديث عن عسر الهضم وعلاجه بشكل يشبه النقاشات الدائرة اليوم بشأن السمنة، لذا احتاج الأمريكيون إلى وجبة إفطار خفيفة وبسيطة، فكانت.. الحبوب.

ابتكار حبوب الإفطار

 

اعتبر الأمريكيون الحبوب غذاء صحيًا، قبل أن تكشف تلك الحبوب علاقتنا بالطعام ذي نسبة السكر المرتفعة وعالي التصنيع.

وتعود جذور وجبة الحبوب إلى المصحّات التي أُنشئت منتصف وأواخر القرن التاسع عشر، على يد أطباء مثل جون هارفي كيلوغ. وكانت وصفته الطبية المفضلة هي الاستحمام. وتشبه طريقته في العلاج تلك المستخدمة حاليًا في المنتجعات، فقد شاع استخدام العلاج المائي حينئذ.

اعتقد كيلوغ وزملاؤه أن النظام الغذائي للأمريكيين، القائم على الكثير من اللحوم والتوابل، تنعكس آثاره السلبية على صحتهم. فعمدوا إلى وضع أنظمة غذائية من شأنها تحسين صحة مواطنيهم. واستندوا في عملهم لتفضيل الحبوب الكاملة على الخبز الأبيض. واخترع سيلفستر غراهام، وهو خبير حميات غذائية، رقائق غراهام عام 1827، ثم اخترع جيمس جاكسون حبوب الجرانولا عام 1863. وطوّر كيلوغ الجرانولا إلى الكورن فليكس في 1890.

لم تكن النسخ الأصلية حلوة المذاق، وتختلف كثيرًا عن الرقائق التي نعرفها اليوم. وكان الناس ينقعون جرانولا جاكسون بالحليب لتصبح صالحة للأكل. وقد سمّاها منتقدوها صخور القمح، ولم تجعلها تعديلات كيلوغ أفضل كثيرًا.

ورغب الناس في هذا المنتج، وبيع أكثر من خمسين طنًا منه في أول سنة طُرح فيها بالأسواق، على الرغم من مرافق الإنتاج البدائية. وقد كتب مؤلف سيرة كيلوغ حينئذ «قريبًا ستنتشر شركات تصنيع الحبوب في جميع أنحاء البلاد». وبحلول عام 1903 كان هناك مئة شركة لإنتاج الحبوب في باتل كريك (بلدة كيلوغ) وحدها.

وتذكر أبيجيل كارول:

«عمّت موجة من الجنون، فقد اعتُبرت الحبوب حلًا لعسر الهضم المنتشر في البلاد. ونظرًا لأنها سهلة التحضير، فقد غدت طعامًا مناسبًا في زمن الثورة الصناعية، لأنه لا يتوافر للناس الكثير من الوقت لإعداد الطعام».

أكثر اتجاهات الغذاء نجاحًا تميل إلى الجمع بين العلم والأخلاق ولم يكن اختراع الحبوب استثناء.

أطلق كيلوغ اسم «معيشة حيوية» على نمط الحياة الذي يتضمن «رياضة أكثر، واستحمام أكثر، وطعام أخف» وألقى محاضرات وكتب مقالات لترويجه. ووصف النظام الغذائي الجديد بأنه غير طبيعي، لكنه كثير التنوع. وكان يرى أن تناول الطعام الحيوي يعني ببساطة أن تأكل علميًا، وبشكل طبيعي. وللعودة إلى النظام الغذائي الطبيعي للإنسان فالحل يكمن في الحبوب.

واعتقد الدكتور كيلوغ أن الطعام الحيوي من شأنه أن يعالج أمراضًا أكثر من مشاكل عسر الهضم، تمامًا كما الدكتور جراهام مع رقائقه. ويرى كيلوغ أن وجبات الأمريكيين الغنية باللحوم دفعتهم لارتكاب خطايا جسدية. وكتب عن ذلك «اللحوم المتبلة والصلصات المنعشة والمقبلات اللذيذة المتنوعة تثير الأعصاب وتجعلنا نستجيب للأعضاء الجنسية».

ويرى أن العادة السرية والرغبات الجنسية والأمراض كلها ترتبط بالصحة السيئة، ولذلك فإن تناول الحبوب يحفظ من الرغبات الجنسية. وتحدث كيف أن الأمهات اللاتي يربّين أبناءهن على الفضيلة في حضانة الأطفال تتحفز عواطفهن دون قصد على مائدة العشاء حتى تصبح الرذيلة ضرورة مادية.

وكان كيلوغ مؤمنًا شديد التدين، ولطالما أرشد الناس في محاضراته إلى كيفية تحضيرهم للحبوب في المنزل. وقال في إحداها «قد تقولون إنني أدمّر صناعة الأغذية الصحية بإعطاء الوصفات، لكنني لا أسعى للربح بل أهدف للإصلاح».

 

وكأي اتجاه غذائي، تبنى المسوّقون عمل الأصوليين، مما جعل الدكتور كيلوغ يشعر بمرارة شديدة إزاء تحوّل فكرته إلى عمل تجاري لا يسعى إلا للربح. وكان أنجح رجلَي أعمال في مجال صناعة الحبوب، شقيقه ويل كيلوغ، وأحد مرضاه السابقين سي. دبليو بوست، الذي اتهمه الدكتور كيلوغ بسرقة وصفة رقائق الذرة من خزنته.

أنشأ كلا الرجلين شركة لصناعة الحبوب. شركة كيلوغ برئاسة ويل كيلوغ شقيق الدكتور كيلوغ، والأخرى شركة بوست سيريالز. وحققت كلتا الشركتين نجاحًا باهرًا بفضل عنصرين رئيسيين، هما السكر والإعلان.

صنعت بوست سيريالز في أربعينيات القرن الماضي حبوبًا مغلّفة بالسكر بشكل كامل، في حين تجادل الأخوان كيلوغ طويلًا بشأن إضافة السكر. فالدكتور يرى أن السكر يشوّه نقاء تركيبته، في حين يرى شقيقه ضرورة إضافته لتحسين المنتج. وبعد حيرة طويلة استسلمت الشركة لإنتاج الرقائق المغلفة بالسكر.

بقيت الحبوب محافظة على سمعتها كغذاء صحي بفضل وابل الإعلانات المستمر. فالمبالغات الإعلانية جعلت شركة بوست تدّعي أن الحبوب تعالج كل الأمراض حتى الملاريا والتهاب الزائدة الدودية. وعبارة «مصدر جيد لفيتامين د» على عبوة الحبوب اليوم، تعود لهاجس الأمريكيين بخصوص  الفيتامينات في عشرينيات القرن الماضي.

ولإغراء الأطفال بتناول الحبوب، استخدمت الشركات شخصيات كرتونية مثل توني النمر (على الرقائق المغطاة بالسكر) وبوب (على الأرز المقرمش) وغيرها. ومثّلت الإعلانات مفتاح تسويق الحبوب، وسواء بمشاركة شخصيات كرتونية أو ادعاءات صحية حمقاء، فالواجب إنشاء علامة تجارية لكل نوع من الحبوب. واليوم تبلغ قيمة ثروة سي. دبليو بوست 800 مليون دولار بفضل الإعلانات.

أهم وجبة في اليوم

 

هناك أسباب عديدة تجعل المعركة بخصوص  الإفطار حامية الوطيس. السبب الأول  أن أي شركة تستطيع إقناعك بأكل منتجاتها من الحبوب أو فطائر الذرة أو الخبز ستمتلك حتمًا فطورك. فمعظم الناس يتناولون الإفطار نفسه يوميًا. ووجدت الدراسات أن لدى المستهلكين ولاءً شديدا للماركة وتحديدًا لأطعمة الإفطار كالحبوب، لأن خيارات الإفطار غالبًا ما تكون اعتيادية بسبب قوة روتين الصباح. ويؤدي سيل إعلانات رقائق الحبوب للنمر توني لدفع عشرات الآلاف من الأطفال لتناول الرقائق المغطاة بالسكر كل صباح لسنوات.

السبب الآخر أن الأمريكيين يرغبون في وجبة سريعة ومريحة على الإفطار. والعديد من أطعمة الإفطار منتجات معبأة تعتمد في تسويقها على الإعلانات. إن تصنيع الحبوب أمر في غاية السهولة. وهي حقيقة أغضبت الدكتور كيلوغ الذي سجّل براءة اختراعه، لكنه أخفق في منع الآخرين من تقليده. ومع ذلك فإن عددًا قليلًا من الشركات يهيمن على سوق الحبوب.

واشتكت لجنة التجارة الاتحادية في دعوى قضائية لمكافحة الاحتكار، من صعوبة المنافسة مع عمالقة الحبوب، لأنهم يطرحون عشرات العلامات التجارية ويسوّقونها بإعلانات مكثفة، مما يقف عائقًا أمام دخول سوق الحبوب.

أما السبب الأخير لضراوة معركة تسويق طعام الإفطار، أن الشركات وجدت خلال عقود طويلة، أنها الوجبة التي توفر أكبر فرصة لزيادة إنفاق المستهلكين على الطعام. وقد أوضح صناعيون في مقالة للتايم أن:

«مبيعات وجبات الغداء والعشاء في جميع أنحاء العالم بالنسبة للوجبات السريعة بقيت راكدة طول سنوات، في حين ارتفعت مبيعات الإفطار بشكل مطرّد».

لكن هل يؤمن موظّفو التسويق والمديرون التنفيذيون حقًا بالقيمة الغذائية التي يروجونها لحبوب الإفطار؟

ناقش خبراء التغذية مرارًا طول عقود، مسألة حاجة القوى العاملة في أمريكا للإفطار. ومع بدء حملة 1944 خلال الحرب العالمية الثانية، انحاز خبراء التغذية الحكوميون لمصلحة المعسكر المؤيّد للإفطار، لتحسين صحة الجنود، وتعاونوا مع شركات الحبوب في نُصح الجميع بأن يتناولوا وجبة إفطار جيدة من الحبوب الكاملة والفواكه.

لم يعد خبراء التغذية اليوم متيقنين من هذه النصيحة، ويقولون بأن الأبحاث التي تدعم أهمية الإفطار لإدارة الوزن، تتناقض مع اختبارات أكثر دقة، كما أن الدراسات التي تبحث في أن تناول التلاميذ للإفطار يساعد على زيادة التركيز لم تنجح في إثبات وجهة نظرها.

من الجيد أن تشك في الادعاءات الواردة في الإعلانات التجارية. ولكن مع أطعمة الإفطار فالشك ضروري على وجه الخصوص، لأن الإعلان هو أساس كامل صناعة المأكولات الجاهزة، وهناك حوافز قوية للخداع.

تَوَخَّ الحذر، فوجبة الإفطار هي أكثر وجبة تسويقًا اليوم.

 

Continue Reading
Click to comment

اترك رد

الصحة و العلاج

“فهم مرض الذهان: الأعراض، الأسباب، والطرق الفعالة للعلاج”

Published

on

"فهم مرض الذهان: الأعراض، الأسباب، والطرق الفعالة للعلاج"

مرض الذهان: الأعراض، الأسباب، والعلاج

يُعتبر مرض الذهان من الأمراض التي تؤثر على الأشخاص في مختلف مراحل حياتهم، ويعود سبب تسميته إلى تأثيره المباشر على التفكير والإدراك الحسي. هناك مفاهيم خاطئة حول هذا المرض، حيث يُخلط أحيانًا مع مرض الفصام. في هذا المقال، سنستعرض أعراض الذهان وأسبابه وطرق علاجه، بالإضافة إلى الفرق بين الذهان والفصام.

ما هو مرض الذهان؟

الذهان هو اضطراب عقلي يؤثر على تفكير الشخص وإدراكه للواقع. يعاني المصابون بالذهان من أوهام وهلاوس، أي معتقدات وأحاسيس غير حقيقية. يمكن أن تتسبب عدة عوامل في الإصابة بالذهان، منها:

  • العوامل الوراثية: تلعب الجينات دورًا مهمًا في زيادة خطر الإصابة بالذهان، خاصة لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من هذا الاضطراب.
  • العوامل البيئية: تشمل الصدمات النفسية الشديدة (مثل الحروب والاعتداءات)، وتعاطي المخدرات، والإصابة بأمراض الدماغ (مثل السكتة الدماغية والصرع وأمراض عصبية أخرى).

أنواع مرض الذهان:

هناك أنواع متعددة من مرض الذهان، منها:

  • الاضطراب الذهاني القصير: يحدث عادةً نتيجة حدث مسبب للتوتر، وتستمر أعراضه من يوم إلى شهر ثم تختفي.
  • ذهان ما بعد الولادة.
  • اضطراب الوهم: حيث يعتقد الشخص بأمور غير عقلانية دون أسباب منطقية.
  • الاضطراب الفصامي العاطفي: مشابه للشيزوفرينيا، لكنه يتضمن نوبات من اضطراب المزاج.
  • الذهان ثنائي القطب: قد يظهر في حالات المزاج المتطرف لمرضى ثنائي القطب.
  • الاكتئاب الشديد: المعروف أيضًا باضطراب الاكتئاب الكبير، والذي يرتبط غالبًا بأعراض ذهانية.
  • الذهان الناتج عن إدمان المخدرات: يمكن أن ينجم عن إدمان الكحول أو بعض المواد المخدرة أو الأدوية الموصوفة.

تشخيص وأعراض مرض الذهان:

تظهر أولى علامات الذهان في تراجع أداء المريض في المدرسة أو العمل، مع صعوبة في التفكير والتركيز، وقلة الاهتمام بالنظافة الشخصية، بالإضافة إلى غياب العواطف أو عدم القدرة على التعبير عنها بشكل مناسب، وافتقار تعابير الوجه.

تشمل الأعراض التي يعرف بها الشخص المصاب بالذهان:

  • الهلوسة: حيث يتخيل المريض سماع أصوات أو رؤية أشياء غير موجودة، أو الشم والتذوق لمكونات غير حقيقية.
  • التوهم: إذ يعتقد المصاب بمعتقدات غير عقلانية، مثل وجود قوى تتحكم في مشاعره أو أنه يمتلك قوى خارقة.
  • عدم وضوح التفكير: ما يعني عدم ترابط الأفكار وصعوبة التركيز، مما يؤدي إلى فقدان تسلسل الأفكار أثناء المحادثة أو العمل، أو التحدث بسرعة وبطريقة غير مترابطة.

يمكن لأخصائي الصحة العقلية تقييم الحالة العصبية والنفسية للشخص لتحديد حالته، مع ضرورة استبعاد الأورام الدماغية والصرع. كما يُناقش الخطوات التي تساعد المصاب في تسهيل حياته وتقليل المضاعفات. يسهم التشخيص المبكر في توفير العلاج المناسب وتعزيز فرص الشفاء التام.

الفرق بين الذهان والفصام:

الفرق بين الذهان والفصام:

  • الذهان:
    • يُعتبر عرضًا يمكن أن يظهر في أمراض متعددة مثل الفصام، أو الاكتئاب الشديد، أو اضطراب ثنائي القطب.
    • قد يحدث نتيجة التوتر الشديد أو قلة النوم.
    • يمكن أن يكون عابرًا ويختفي مع العلاج.
    • يظهر في سياقات مثل الاكتئاب الشديد واضطراب ثنائي القطب.
  • الفصام:
    • هو مرض نفسي مزمن يؤثر على التفكير والسلوك والمشاعر.
    • يُشخَّص بعد حدوث نوبة ذهانية أولى.
    • يتطلب إدارة طويلة الأمد لأعراضه.
    • ينشأ لأسباب بيولوجية غير معروفة، ولا يرتبط مباشرة بالعوامل الخارجية.

هل مرض الذهان خطير؟

نعم، يمكن أن يكون الذهان خطيرًا إذا لم يحصل المريض على العلاج المناسب أو إذا توقف عن تناول الأدوية. يمكن أن يجعل الذهان المريض خطرًا على نفسه وعلى الآخرين، حيث يزيد من احتمالية إيذاء النفس أو الآخرين، بالإضافة إلى خطر الانتحار. يُنصح بطلب المساعدة فورًا إذا ظهرت علامات على إيذاء النفس أو أفكار انتحارية لدى المريض.

                                                                                                                مرض الذهان

هل مرض الذهان يشفى؟

غالبًا ما يكون الشفاء التام من مرض الذهان غير ممكن، لكن الهدف من العلاج هو السيطرة على الأعراض لتمكين المصاب من العيش بشكل طبيعي لأطول فترة ممكنة.

من المهم الإشارة إلى أن علاج الذهان لا يمكن أن يتم بدون دواء، حيث يعتمد العلاج على مزيج من الأدوية والعلاج النفسي. كما يجب على الأهل تقديم الدعم للمريض وإبعاده عن المصادر التي قد تسبب له التوتر والاكتئاب.

علاج مرض الذهان:

يتخذ المختصون إجراءات مناسبة للسيطرة على أعراض مرض الذهان، مما يمكّن الشخص من مواصلة حياته بشكل طبيعي دون مضاعفات. تشمل خيارات علاج مرض الذهان ما يلي:

  1. العلاج بالكلام: يساعد المريض على فهم الصعوبات التي يواجهها وتطوير خطط علاجية لتجاوزها.
  2. العلاج السلوكي المعرفي: يُستخدم بشكل خاص لعلاج الأعراض الذهانية.
  3. الأدوية المضادة للذهان: توصف عادةً من قبل الطبيب للمساعدة في السيطرة على الأعراض.
  4. الدعم العائلي: يُعتبر الدعم النفسي والعاطفي من الأهل ضروريًا لمناقشة الحلول والخطط عند حدوث نوبات.

كما يُذكر أن بعض الأعشاب، مثل جينكو بيلوبا، قد تساهم في تحسين الدورة الدموية وتخفيف أعراض الذهان بفضل خصائصها المضادة للأكسدة.

خلاصة:

يعد مرض الذهان حالة نفسية معقدة تتطلب الوعي والدعم المناسب. مع العلاج المناسب والدعم الأسري، يمكن للمصابين بالذهان تحسين جودة حياتهم والعيش بشكل طبيعي.

اقرأ ايضًا:

الصحة العقلية: أساسياتها وأهمية الحفاظ عليها.

استراتيجيات الوقاية والتعامل مع مرض الزهايمر.

دراسة تكشف: BPA يرفع خطر التوحد لدى الأطفال.

أهمية النوم في الوقاية من تلف الأوعية الدموية.

Continue Reading

الصحة و العلاج

“جنون العظمة: اضطراب نفسي بين الواقع والخيال”

Published

on

"جنون العظمة: اضطراب نفسي بين الواقع والخيال"

جنون العظمة أو هوس العظمة هو اضطراب نفسي يتميز بالتفاخر المفرط بالنفس والرغبة في التميز والتفوق، بالإضافة إلى السعي للفت الانتباه والإثارة. يعاني الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب من ثقة مفرطة بالنفس، ويحتاجون بشكل ملح إلى الإشادة والتقدير من الآخرين. كما يشعرون دائمًا بالقلق والتهديد، ويعتقدون أن الآخرين يتآمرون عليهم.

يشير جنون العظمة “Paranoia” إلى شعور الشخص بأنه مهدد، مثل الاعتقاد بأنه يتعرض للمراقبة بشكل دائم أو أن الآخرين يتصرفون ضده رغم عدم وجود أدلة تدعم هذا الشعور. تنبع هذه المخاوف من عقل الشخص نفسه ولا تستند إلى الواقع.

اعراض جنون العظمة:

تختلف أعراض جنون العظمة من حالة لأخرى، وفيما يلي أبرز الأعراض الشائعة التي تشير إلى الإصابة بهذا الاضطراب النفسي:

  1. المبالغة في تقدير الذات: الاعتقاد بأن لك دورًا مهمًا في الحياة، رغم عدم الاعتراف بذلك من قبل الآخرين، أو الشعور بأن الآخرين يحاربونك ويقفون ضدك.
  2. تفسير سلوك الآخرين بشكل مبالغ فيه: توقع وجود معاني خفية في تصرفات الناس، سواء من خلال نظراتهم أو نبرة صوتهم أو غيرها من جوانب سلوكهم.
  3. الاعتقاد بوجود رسائل مخفية: الشعور بأن التلفزيون أو الصحف أو الإنترنت يوجهون لك رسائل خاصة.
  4. عدم الثقة بالآخرين: فقدان الثقة في الجميع، سواء كانوا غرباء أو معارف أو حتى أصدقاء مقربين.
  5. التشكيك في نوايا الآخرين: التفكير الدائم في دوافع الناس، سواء بشكل علني أو خفي.
  6. صعوبة في التفاوض أو المسامحة: عدم القدرة على قبول النقد أو التوصل إلى حلول وسط.
  7. القلق المستمر: الشعور بالحاجة الدائمة إلى الحذر وعدم القدرة على الاسترخاء.
  8. الإيمان القوي بكونك دائمًا على حق: الاعتقاد المستمر بأن وجهة نظرك صحيحة.
  9. العدائية: العدائية في بعض الأحيان.
  10. الإحساس السريع بالإهانة: الشعور بالإهانة بسهولة.

أسباب جنون العظمة:

مشاعر هوس العظمة تمثل جزءًا طبيعيًا من التجارب الإنسانية، حيث قد يختبر الأفراد مشاعر وأفكار بارانويا في حالات معينة، مثل السير بمفردك ليلاً والشعور بأن أحدًا يتبعك رغم عدم وجود شخص خلفك، أو في أوقات الشدائد حيث تشعر بأن الجميع يسعون لتحطيمك. هذه المشاعر غالبًا ما تنتهي مع انتهاء الموقف.

ومع ذلك، عندما تصبح هذه المشاعر مستمرة وتخرج عن نطاق التجارب الإنسانية الشائعة، فإنها تتحول إلى مشكلة. وفيما يلي بعض الأسباب التي قد تسهم في تشكل هوس العظمة:

  1. قلة النوم: يؤثر التعب وعدم النوم الكافي على وظيفة الدماغ، مما يؤدي إلى تشويش التفكير وتأثير سلبي على كيفية تفاعلك مع المواقف. يمكن أن يسبب ذلك اصطدامات مع الآخرين، خاصة عند الاستمرار في عدم النوم لفترات طويلة.
  2. التوتر: الشعور بالتوتر بسبب ظروف مثل فقدان وظيفة أو مرض، أو حتى أحداث إيجابية مثل الزواج، يمكن أن يؤدي إلى أفكار مشبوهة تجاه الآخرين وتصورات غير واقعية تؤثر على رؤيتك لهم.
  3. فقدان الذاكرة: حالات مثل الزهايمر أو أشكال الخرف الأخرى قد تظهر أعراضًا تدل على هوس العظمة، مما يجعل الشخص أكثر تشكيكًا بالآخرين ويدفعه إلى سلوكيات مثل إخفاء الممتلكات أو النقود.
  4. تعاطي المخدرات: المواد الكيميائية الموجودة في المخدرات مثل الماريجوانا، وعقار LSD، والمنشطات مثل الكوكايين قد تسبب أعراض جنون العظمة لفترة قصيرة. ومع ذلك، الاستخدام المفرط يمكن أن يؤدي إلى استمرار الأعراض مع ظهور هلوسات، وينطبق ذلك أيضًا على استهلاك الكحول.
  5. الفصام: يعد اضطرابًا نفسيًا خطيرًا يعاني فيه المريض من صعوبة في التمييز بين الواقع والخيال، ويحتاج إلى مساعدة من العائلة أو المتخصصين لإدراك علامات البارانويا.
  6. اضطراب الشخصية الحدية: يؤدي هذا الاضطراب إلى تقلبات شديدة في المشاعر، مما قد يجعل الشخص يختبر مشاعر حب شديدة تليها كراهية كبيرة في فترة قصيرة. قد تساهم هذه التقلبات في ظهور أفكار ارتيابية مرتبطة بالبارانويا.

اضطراب الشخصية الزورية أو المرتابة:

اضطراب الشخصية المرتابة (بالإنجليزية: Paranoid Personality Disorder) هو نوع من اضطرابات الشخصية يتميز بأعراض وصفات مرتبطة بجنون العظمة، مثل انعدام الثقة بالآخرين والشعور بأنهم يتآمرون عليك باستمرار. غالبًا ما يصاحب هذا الاضطراب أفكار سلبية وتعبيرات مثل “لا أحد يحبني، والجميع يسخرون مني ويتآمرون علي”.

الشخص المصاب بهذا الاضطراب يكون غير قادر على قبول أي دلائل تدحض هذه الأفكار، مهما كانت مقنعة. يؤثر هذا الاضطراب بشكل كبير على الحياة الاجتماعية للفرد، حيث يتعذر عليه بناء علاقات صحية.

يرجح الأطباء أن أسباب هذا الاضطراب هي مزيج من عدة عوامل، تشمل البيئة، التربية، والعوامل الجينية، بالإضافة إلى تأثير التجارب السلبية في الماضي.

جنون العظمة وعلاجه:

يعتمد علاج اضطراب الشخصية المرتابة على شدة الأعراض واستمراريتها والسبب الكامن وراءها. إذا كنت تشعر بأنك تفقد الاتصال بالواقع، من الضروري استشارة طبيب أو أخصائي نفسي لمساعدتك في تجاوز هذه الحالة. بالإضافة إلى ذلك، هناك خطوات ذاتية يمكنك اتخاذها للحفاظ على توازنك العقلي وتجنب الأفكار غير المنطقية، ومنها:

  1. تقييم أفكارك: حاول أن تقيّم أفكارك المرتبطة بالاضطراب بشكل منطقي وواقعي. بدلاً من استخدام تعبيرات سلبية مثل “أنا مجنون” أو “لدي اضطراب في الشخصية”، استخدم عبارات مثل “أنا بحاجة إلى إعادة توجيه أفكاري نحو الاتجاه الصحيح”.
  2. استشارة مختص: إذا كانت لديك أفكار تشير إلى جنون العظمة، استشر أخصائيًا اجتماعيًا أو نفسيًا، فقد تتمكن من التغلب عليها من خلال العلاج السلوكي المعرفي وأحيانًا الأدوية.
  3. دور الأهل والأصدقاء: في كثير من الأحيان، لا يسعى الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية المرتابة إلى العلاج لأنهم لا يدركون أن أفكارهم غير واقعية. هنا يأتي دور العائلة والأصدقاء في مساعدتهم من خلال استشارة أخصائي الصحة العقلية.
  4. التوقف عن تعاطي المخدرات: إذا كانت أفكار هوس العظمة ناتجة عن تعاطي المخدرات، يجب البدء أولاً بالتوقف عن استخدامها نهائيًا، حيث يمكن أن تتسبب في عواقب وخيمة على الشخص.
  5. تناول الأدوية: إذا كان سبب البارانويا هو اضطرابات نفسية أخرى مثل الاكتئاب، يقوم الطبيب المختص بتحديد الأدوية والجرعات المناسبة.
  6. ممارسة التمارين الرياضية: تساعد التمارين الرياضية في تشتيت العقل عن الأفكار السلبية.
  7. الحصول على قسط كافٍ من النوم: يجب الحرص على النوم الجيد يوميًا.
  8. اتباع نظام غذائي صحي: يساعد النظام الغذائي المتوازن في تحسين الصحة العقلية.

هل جنون العظمة مرض نفسي ام عقلي؟

جنون العظمة هو اضطراب عقلي يُعتبر عرضًا لبعض الأمراض النفسية، مثل اضطراب الوجدان ثنائي القطب. يتميز هذا الاضطراب بارتفاع المزاج، وزيادة النشاط والحركة، والضحك بشكل مفرط، بالإضافة إلى الإنفاق العشوائي والادعاء بامتلاك قدرات ومواهب غير موجودة في الواقع.

كما يُعتبر جنون العظمة علامة على اضطرابات فصام الشخصية (الشيزوفرينيا)، وقد يكون أيضًا اضطرابًا مستقلًا بذاته دون الارتباط بأي مرض نفسي آخر.

Continue Reading

الصحة و العلاج

“فوائد السفر: تعزيز الصحة ومواجهة الشيخوخة مع ضرورة الحذر من التجارب السلبية”

Published

on

"فوائد السفر: تعزيز الصحة ومواجهة الشيخوخة مع ضرورة الحذر من التجارب السلبية"

تشير دراسة جديدة إلى أن السفر لا يعزز مزاجك ويقلل التوتر فحسب، بل قد يساعد أيضًا في تبطيء عملية الشيخوخة. البحث، الذي نُشر في Journal of Travel Research، يوضح أن تكوين علاقات اجتماعية جديدة، وتحسين أنماط النوم، والاستمتاع بتجارب جديدة أثناء السفر يمكن أن يقلل من خطر الشيخوخة المبكرة.

تتناول الدراسة مفهوم “زيادة الإنتروبي”، الذي يشير إلى التدهور التدريجي للصحة مع مرور الزمن. وتوضح أن السفر، وخصوصًا عند القيام بأنشطة مثل المشي في الجبال أو ركوب الدراجة، يمكن أن يزيد من معدل الأيض ويدعم آلية الشفاء الذاتي للجسم. هذه الفوائد تعزز من قدرة الجسم على مقاومة آثار الشيخوخة، مما يساهم في تحسين الصحة العامة.

لكن الدراسة تحذر أيضًا من أن التجارب السلبية أثناء السفر، مثل الإصابة بالأمراض أو التعرض للحوادث، قد تسرع من عملية الشيخوخة. لذا، من المهم أن نكون حذرين ونستمتع بالتجارب بشكل آمن ومدروس.

 

Continue Reading

متميزة