"كيفية تعليم الأبناء الصلاة بفاعلية: نصائح من دار الإفتاء المصرية"

قال الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن تعويد الأبناء على أداء فريضة الصلاة يتطلب من الوالدين القيام بستة أمور أساسية. أولاً، يجب أن يكون الوالدان قدوة لأبنائهم من خلال التزامهما الشخصي بالصلاة. ثانيًا، يتعين على الوالدين الاستمرار في تذكير أبنائهم بوجوب أداء الصلاة، مع التحلي بالصبر في ذلك، مستشهدًا بقول الله تعالى: «وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا».

وأضاف شلبي، في إجابته عن سؤال “كيف أرغب أولادي في الصلاة؟”، قائلًا: “إذا كنتِ قد بدأتِ تعليم أبنائك الصلاة متأخرًا، كان من الأفضل أن تعلميهم منذ صغرهم، حتى يصلوا إلى سن 12 عامًا وقد اعتادوا على أداء الصلاة، دون أن تكون ثقيلة عليهم. لتشجيعهم على الالتزام بالصلاة، يحتاج الأمر إلى صبر ودعاء لله أن يهديهم، بالإضافة إلى التحدث معهم عن الصلاة باعتبارها عماد الدين. من المفيد أيضًا أن يتعرفوا على صحبة صالحة ويصلوا معهم، وأن يزوروا المساجد، ويستمعوا إلى إذاعة القرآن الكريم. وأهم شيء هو دعاء الأم لهم بالهداية، لأن دعاء الأم مستجاب”.

وأشار شلبي إلى أنه يجب على الوالدين تشجيع أبنائهم على الحفاظ على أداء الصلوات في أوقاتها من خلال تقديم هدايا لهم أو اصطحابهم في نزهة أو استخدام أساليب تحفيزية أخرى. وأضاف أنه إذا كان الأبناء قد كبروا في السن ولا يواظبون على الصلاة، فعلى الوالدين أن يوضحوا لهم أن الله تعالى لن يكرمهم في الدنيا ولا في الآخرة إلا بالالتزام بالصلاة.

وتابع شلبي قائلًا: “يجب على الأباء أن يحذروا أبناءهم من غضب الله عليهم إذا تركوا الصلاة. وأخيرًا، عليهم أن يوضحوا لهم أن من يترك الصلاة لن ينال بركة الله في رزقه وصحته”.

يمكن للأب أو الأم أن يؤدي الصلاة أمام الأبناء، ويشجعهم على الوقوف بجوارهم أثناء الصلاة وأداء الحركات معهم. هذا يمكن أن يعزز حماسهم لأداء الصلاة، حيث يرون كيف يلتزم أبويهم بها.

كيف نحبب أطفالنا فى الصلاة وهم في سن صغير؟

إذا أراد الأبوين تعليم أولادهم الصلاة وحفظ القرآن في سن الطفولة، يجب أن يتفهموا أولًا أن الأطفال في هذه المرحلة يكون لديهم طاقة كبيرة يفرغونها في اللعب فقط، ولا يحبون الالتزام بأوامر تكليفية. لذلك، يُفضل أن يُترك لهم المجال للاستمتاع بمرحلة الطفولة وأخذ قسط من اللعب. وعندما يصلون إلى سن السابعة، يمكن للوالدين البدء في تعليمهم الصلاة وحفظ القرآن الكريم، مما يساعدهم على التكيف مع مسؤوليات سن الشباب وعدم العودة إلى تصرفات الطفولة. فلكل مرحلة عمرية خصائصها وأعمالها وتكاليفها.

عندما يبلغ الطفل سن السابعة، يبدأ الوالدان في تعليمه مواقيت الصلاة وتعزيز رغبة الطفل في أداء الصلاة. وعندما يصل إلى سن العشر سنوات، يجب على الوالدين توجيهه بجدية إذا ترك الصلاة، بناءً على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “علموا أولادكم الصلاة إذا بلغوا سبعًا، واضربوهم عليها إذا بلغوا عشرًا، وفرقوا بينهم في المضاجع”.

هل يجوز إجبار الأبناء على أداء الصلاة؟

أكد الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أنه في حالة الابن الذي يبلغ من العمر 17 عامًا ولا يصلي، يجب على الأب التعامل معه بحكمة ولين، حيث أن الضرب في هذه الحالة قد يؤدي إلى نتائج سلبية.

وأوضح الدكتور أحمد ممدوح أنه يجب على الأب الاستمرار في تذكير ابنه بالله سبحانه وتعالى بشكل دوري، وألا يكون رد فعله في هذه الحالة متفردًا، بل يجب أن يتسم بالمرونة والتواصل المستمر.

قال الدكتور أحمد ممدوح، خلال إجابته على سؤال حول إكراه الابن البالغ من العمر سبعة عشر عامًا على الصلاة بالعنف، في فيديو على موقع اليوتيوب، إن من فضل الله على المسلمين أن أمر كل أب وأم بتعويد أبنائهم على الصلاة منذ الصغر. إذا نشأ الطفل على الطاعة والصلاة منذ نعومة أظفاره، فلن يكون هناك حاجة للإكراه والتعنيف عندما يكبر.

لا تعليق

اترك رد