تنمية بشرية
“كيفية التعامل مع الفراغ العاطفي: الأسباب والحلول والنصائح العملية”
هل تستيقظ في الصباح وتشعر بعدم وجود سبب وجيه يجعلك تنهض من سريرك وتواجه يومك؟ هل تميل دائمًا إلى جذب انتباه الآخرين والحصول على تأييدهم حتى عندما لا تكون مقتنعًا تمامًا بآرائهم، بمعنى أنك تتجاهل نفسك لكسب رضا الآخرين؟
هذه الأمثلة وغيرها تؤكد أنك تعاني من فراغ عاطفي، وهو شعور يمر به جميع البشر من وقت لآخر، ومن الصعب التخلص منه بسهولة. في المقال التالي، سنقدم لك أهم المعلومات التي تحتاج إلى معرفتها حول الفراغ العاطفي.
ما هي أسباب الشعور بالفراغ العاطفي؟
- تعرضك لصدمة أو حدث غير متوقع، مثل فقدان شخص عزيز عليك.
- العلاقات السامة وقلة الصداقات.
- الانفصال عن الشريك.
- نقص تقدير الذات وفقدان الثقة بالنفس.
- تجربة مؤلمة في سن مبكرة.
وفقًا للدكتورة مارغريت بول، خبيرة علم النفس، فإن نقص الحب والاهتمام خلال مرحلة الطفولة يعد السبب الرئيسي للفراغ العاطفي في مرحلة البلوغ. عندما لا يتلقى الطفل الكفاية من الحب والاهتمام، يبدأ في الاعتقاد بأنه ليس جيدًا بما يكفي، مما يؤدي إلى ترسخ هذا الاعتقاد لديه ويؤثر سلبًا على تقديره لذاته.
عوامل تزيد الفراغ العاطفي وتؤهب له:
- قلة النوم:
يجب عليك أن تحرص على الحصول على قسط كافٍ من النوم والراحة، لأن قلة النوم تعزز المشاعر السلبية وتؤثر سلبًا على قدرتك على التفكير الإيجابي وإيجاد الحلول المناسبة للتحديات التي تواجهها خلال يومك.
- التعب والإرهاق:
يجعلك الإرهاق تشعر بأنك تفتقر إلى الطاقة للاستمرار، ويزيد من مشاعرك السلبية، بما في ذلك شعورك بالفراغ العاطفي.
- البيئة المحيطة:
البيئة المحيطة غير الداعمة، والأحداث السلبية في الحياة التي لا يمكنك التحكم بها، وصعوبة التعبير عن مشاعرك وعدم قدرتك على إيصالها.
بغض النظر عن سبب الفراغ العاطفي، يمكنك التغلب عليه إذا كنت مستعدًا لإجراء تغييرات رئيسية في روتينك وطريقة تفكيرك.
هل يمكن أن يتسبب الفراغ العاطفي في تأثيرات خطيرة؟
الإحساس بالفراغ العاطفي ليس نادرًا، ولكنه قد يؤدي إلى نتائج خطيرة وصعبة العلاج إذا تم تجاهله. تشمل هذه النتائج الاكتئاب، وتعاطي المخدرات وإدمانها، وتختلف حسب طبيعة الأشخاص وخلفياتهم وبيئاتهم. كثير من الناس يلجأون إلى عادات غير صحية ومؤذية، مثل تناول الكحول والمخدرات، أو الأكل بشكل غير صحي، أو الإسراف المالي، أو التعامل مع أشخاص غير مناسبين، في محاولة للتعامل مع هذا الشعور.
تقول إحدى النساء عن تجربتها مع الفراغ العاطفي:
(عندما أشعر بالفراغ بعد تعرضي لإحباط أو عدم الرضا تجاه نفسي، أو عند حدوث شيء ما يشعرني بالاكتئاب والقلق، ألجأ إلى الأكل لملء هذا الفراغ الذي أشعر به، بعد ذلك أندم لفعلي ذلك، لكنني أعود وأفعل ذلك مرة أخرى). “جانيت جاكسون”.
عندما نفشل في التعامل مع فراغنا العاطفي بوعي، فإننا نعرض أنفسنا لاحتمال التحكم والاستغلال من قبل الآخرين. لذا، من الضروري عدم تجاهل هذا الشعور واتباع الأساليب والطرق الصحيحة للتعامل معه.
إليك بعض الطرق الفعالة للتخلص من الفراغ العاطفي:
- اهتم بصحتك النفسية وعزز ثقتك بنفسك:
أولاً، يجب عليك أن تعتني بصحتك النفسية وتعززها، ورفع معنوياتك وزيادة ثقتك بنفسك وتقديرك لذاتك. هذه الخطوات تساعدك على التغلب على المشاعر السلبية وتجاوز تأثيرات الفراغ العاطفي الذي تعاني منه.
- قضاء وقت أطول مع الأشخاص الذين يحبونك:
قضاء الوقت مع الأشخاص الذين يعرفونك ويحبونك كما أنت، مثل عائلتك أو الأصدقاء الموثوق بهم، يعد علاجًا للفراغ العاطفي. ركز على تقوية علاقاتك معهم، حيث يساعدك الوقت الذي تقضيه معهم في تقليل التوتر ويمنحك شعورًا أعمق بالانتماء. في المقابل، حاول تقليل الوقت الذي تقضيه مع الأشخاص الذين يسببون لك الأذى، سواء كان مقصودًا أو غير مقصود.
- البحث عن أصدقاء جدد:
وجود شخص مناسب تتواصل معه وتسمح لعلاقتكما بالنمو بطرق غير متوقعة يعد ترياقًا ممتازًا لمشاعر الفراغ العاطفي.
يمكن أن يوفر الصديق الجديد أو الاهتمام بالحب دعمًا عاطفيًا ويعزز شعورك بأنك شخص مثير للاهتمام ومحبوب. فجأة، قد يبدو أن العالم يقدم لك المزيد مما كنت تظن، مما يمنحك شعورًا أعمق بالهدف والانتماء.
في بعض الأحيان، قد يكون من الصعب تكوين صداقات جديدة والتعرف على أشخاص. قد يساعدك الانضمام إلى النوادي والجمعيات، أو حضور دروس متنوعة، على ذلك. حاول أن تعتاد على قول “نعم” عندما تُدعى للقيام بشيء ما.
- كن لطيفًا مع الآخرين وحاول تقديم المساعدة عندما تستطيع:
هذا يجعلك تشعر بمزيد من الرضا عن نفسك. ابحث عن طرق لإظهار اللطف في أي موقف، حتى لو كان ذلك شيئًا بسيطًا مثل الابتسام أو الإيماء للأشخاص الذين تقابلهم خلال يومك. هذه التصرفات قد تضيف البهجة إلى يومهم، مما يساعدك بدوره على الشعور بمزيد من الرضا ويملأ فراغك العاطفي.
- التحدث إلى صديق موثوق حول ما تشعر به:
يمكن أن يؤدي كتم المشاعر إلى زيادة التوتر وإلحاق الضرر بالصحة والعلاقات الاجتماعية. في بعض الأحيان، مجرد التحدث عن مشاعرك يمكن أن يقلل من تأثيرها أو يخففها. التحدث إلى شخص يهتم لأمرك ويفهمك، أو على الأقل تثق به، يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا.
- حدد هدفًا لنفسك:
حدد هدفًا لنفسك، حيث يعد الافتقار إلى الهدف والمعنى أحد الأسباب الرئيسية للقلق والفراغ في مجتمع اليوم. ابحث عن هدفك من خلال طرح أسئلة مثل: ما الذي يمكنني المساهمة به في الحياة؟ كيف يمكنني مساعدة الآخرين؟ ما هي مهاراتي وإمكانياتي؟ وكيف يمكنني استخدامها بأفضل طريقة؟
- التعامل مع الأفكار السلبية بشكل صحيح:
أفضل طريقة للتعامل مع المشاعر هي أن تتعامل كمراقب. حدد مشاعرك وأفكارك ورغباتك ومخاوفك وسجلها في مذكراتك. هذه العملية تساعدك على مراقبة عواطفك ومنحك القدرة على التحكم بها بدلاً من أن تتحكم بك. لتحديد هذه المشاعر والأفكار بدقة، يُنصح بممارسة التأمل واليوغا في بيئة مناسبة، حيث تساعد هذه التمارين على تخفيف التوتر، وتهدئة العقل، وزيادة القدرة على التركيز وتنظيم الأفكار.
التخلص من الفراغ العاطفي يعتمد بشكل كبير على إرادتك والتزامك وطريقة تفكيرك. عندما تركز على الشعور بالامتنان لما تمتلكه من نعم، فإنك بذلك تحسن من نظرتك للحياة ونظرتك لنفسك، مما يقلل من فرصة أن يسيطر عليك الفراغ العاطفي.
تنمية بشرية
“كيفية تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية في بيئة العمل عن بُعد”
تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية قد يكون تحديًا، خاصة في بيئة العمل عن بُعد. لكن عندما تدرك أهمية هذا التوازن وأثره الإيجابي على جميع جوانب حياتك، ستبدأ في وضع خطة لتحقيقه. إذا كانت الرغبة في الإنجاز هي ما يجعلك تعطي الأولوية للعمل على حساب بقية جوانب حياتك، فتذكر أن تحقيق التوازن بين العمل والحياة هو أحد العوامل الرئيسية لزيادة الإنتاجية والنجاح.
ما المقصود بالتوازن بين العمل والحياة الشخصية؟
التوازن بين العمل والحياة الشخصية يعني منح كل جانب من جوانب حياتك حقه. لا يجب أن تطغى رغبتك في تحقيق النجاح المهني على حياتك الشخصية، ولا يجب أن يُهمل العمل بدعوى الترفيه. يتطلب التوازن توزيع الجهد والوقت بمرونة بين مختلف جوانب حياتك، بما يتناسب مع احتياجات كل منها. لا يعني التوازن المساواة التامة في الجهد والوقت بين العمل والحياة الشخصية، فبالتأكيد لن تقضي يوميًا ثماني ساعات من الاسترخاء لأنك تعمل لعدد مماثل من الساعات.
تختلف طرق تحقيق التوازن بناءً على ظروف وأنماط حياة الأفراد، لكن هناك خطوط عريضة يمكن الاعتماد عليها لوضع خطة لتحقيق التوازن. يجب أن تكون هذه الخطة مرنة وقابلة للتعديل مع تغير الأولويات ومستجدات الحياة والمهام.
ما أهمية وجود توازن بين العمل والحياة الشخصية؟
التوازن في الحياة يعد من أهم عوامل النجاح والاستقرار، ويشكل تحديًا خاصًا عند العمل عن بُعد، حيث تكون مسؤولًا عن خلق بيئة عمل مناسبة خالية من الضغوط والمشتتات. وتتمثل أهمية التوازن بين العمل والحياة في النقاط التالية:
- زيادة الإنتاجية:
الإنتاجية لا تعتمد فقط على الجهد أو الوقت، بل على الإنجاز الفعلي. تحقيق التوازن بين العمل والحياة يعزز صحتك الجسدية والنفسية، مما يساهم في زيادة إنجازك وبالتالي تحسين إنتاجيتك. من الضروري أن تدرك أن الجودة أهم من الكم؛ فإتمام مهمة واحدة بكفاءة عالية يتفوق على إنجاز العديد من المهام بشكل ناقص والذي يستغرق وقتًا طويلاً.
- الحفاظ على الصحة:
يساهم التوازن بين العمل والحياة الشخصية في الوقاية من العديد من الأمراض الجسدية والنفسية، مثل الاكتئاب والقلق والتوتر، بالإضافة إلى مشاكل العظام، تراجع حدة الإبصار، والسكتات الدماغية التي تزداد احتمالاتها مع زيادة ضغوطات العمل. كما يساعد في تقليل المخاطر المرتبطة بالجلوس الطويل أمام الكمبيوتر. من خلال تحقيق هذا التوازن، ستحصل على الوقت اللازم للتأمل، ممارسة أنشطة رياضية بسيطة مثل المشي، وإجراء الفحوص الطبية الروتينية.
- التفكير الإبداعي:
يمنحك التوازن في الحياة فرصة للوصول إلى مستويات أعلى من التفكير الإبداعي، والتي قد تكون صعبة المنال في ظل ضغوطات الحياة المتزايدة. من خلال ترتيب أفكارك وفهمها، ومعرفة كيفية التعامل مع الأفكار السلبية وإدارة الأوقات الصعبة، يصبح دماغك أكثر قدرة على الإبداع في إنجاز المهام. هذا يمكن أن يساعدك في ابتكار طرق أكثر ذكاءً لتحقيق مسؤولياتك بشكل فعال.
- الراحة النفسية:
إذا تعلمت كيفية فصل العمل عن الحياة الشخصية، فإنك تمنح نفسك فرصة أكبر لتحقيق الاستقرار والراحة النفسية، مما يزيد قدرتك على التعامل مع مشاعرك وأفكارك بفاعلية. عند ترتيب أولوياتك بوضوح ووعي، ستقلل من شعورك بالتوتر والذنب، وستتمكن من الاستمتاع بوقتك الشخصي بطمأنينة لأنك تعرف أن الأمور تحت السيطرة. سيمكنك ذلك من التركيز بشكل أفضل على عملك وأنت على يقين بأن لديك وقتًا خاصًا للاستراحة لاحقًا.
- الحفاظ على جودة العلاقات:
بينما أنت منهمك في العمل عن بُعد، قد يقطعك أحد أفراد أسرتك بحديث حول أمر ما، وقد يشعر بالحزن إذا لم تتجاوب معه. لكن إذا كنت حريصًا على تحقيق التوازن بين عملك وحياتك الشخصية، ووضعت جودة العلاقات في أولوياتك، وشرحت لأفراد أسرتك أهمية الوقت الذي تقضيه معهم، وأخبرتهم بموعد وقتك الخاص، فإن هذا سيساعدك على تجنب التصادم معهم. بل سيعزز الروابط بينكم، ويرفع من جودة الوقت الذي تقضونه سويًا.
ما أسباب عدم التوازن بين العمل والحياة الشخصية؟
للحفاظ على التوازن بين العمل والحياة، من الضروري فهم الأسباب التي تؤدي إلى نقصه لمعالجتها بفاعلية لاحقًا. من بين أسباب عدم التوازن بين العمل والحياة:
- ضعف الوعي:
قد يجعلك ضعف الوعي بأهمية التوازن في الحياة تشعر بأن محاولات تطبيقه غير مجدية. كما أن عدم الفهم الكامل للأدوار والمهام المطلوبة منك في جوانب حياتك المختلفة يمكن أن يجعل الصورة غير واضحة، مما يؤدي إلى طغيان جزء من حياتك على الآخر.
- نهم النجاح:
قد تركز على هدف كبير تسعى لتحقيقه، وهو أمر رائع. ومع ذلك، إذا كرست كل وقتك وجهدك وتفكيرك للنجاح في العمل فقط، فقد تهمل جوانب أخرى من حياتك، مثل علاقاتك مع الآخرين. في هذه الحالة، قد يفقد النجاح قيمته بالنسبة لك.
- زيادة المسؤوليات:
تتطلب المسؤوليات المالية جهدًا كبيرًا، مما قد يجعلك تفضل العمل على حساب حياتك الشخصية. لذلك، من المهم أن تضع الأمور في نصابها الصحيح، ولا تسعى لتحقيق المثالية في كل جانب. تقبل بعض النقص في الكماليات مقابل الحفاظ على التوازن بين العمل والحياة.
- شدة المنافسة:
لا شك أن زيادة المنافسة في مجالات العمل قد تؤثر سلبًا على التوازن بين العمل والحياة الشخصية، حيث تتطلب منك بذل مزيد من الجهد لإثبات ذاتك، مما قد يجعلك تتجاهل التوازن. الحل ليس في إغفال التوازن، بل في وضع خطة تطوير محددة زمنياً وجهدياً تواكب بقية مهامك.
- الهروب:
قد يكون عدم التوازن في حياتك ناتجًا عن محاولة الهروب من مشكلات عائلية أو من خوفك من التعثر والفشل. مواجهة مخاوفك بشجاعة هي الطريقة الأفضل للتغلب على هذه المخاوف ولتجنب التورط في سلوكيات قد تضر بتوازن حياتك.
كيفية تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية:
الخطوة الأولى لتحقيق التوازن في الحياة عند العمل عن بُعد هي الإيمان بأهمية هذا المبدأ. كلما أدركت قيمة التوازن، ستكون أكثر حرصًا على تطبيقه وتهيئة الظروف لتحقيقه. إليك بعض النصائح لتحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية:
- أنت الأولوية:
يجب أن تدرك أنك رأس مال نفسك، وصحتك النفسية والجسدية لها الأولوية في خطتك لتحقيق التوازن. إذا تعرضت للتعثر، سيتوقف كل شيء. تخيل أنك تركز على إنجاز مزيد من المشاريع متجاهلًا مشكلاتك الصحية الطارئة؛ قد تحقق عائدًا ماديًا أكبر، ولكنك قد تواجه مضاعفات صحية أكثر خطورة قد تمنعك من العمل لفترة، وقد تنفق مبالغ كبيرة على علاجها.
اعمل بجد واجتهد، لكن احرص على عدم تجاوز حدود طاقتك، وتوقف فورًا عند حدوث أي طارئ. كما ينبغي أن تتبع تقنيات تساعدك في الحفاظ على صحتك، مثل ممارسة الرياضة بانتظام، إجراء الفحوصات الطبية الدورية، وضمان بيئة عمل مريحة نفسيًا وجسديًا.
- تحديد المسؤوليات:
تحقيق التوازن في الحياة يعتمد على وضوح المهام. على سبيل المثال، إذا كنت تعمل بدوام كامل عن بُعد وغير متزوج، فإن مسؤولياتك وأولوياتك تختلف عن زميل لديه أطفال. لذا، من الضروري تحديد مسؤولياتك والبحث عن سُبُل لتحقيق التوازن بين العمل والحياة بناءً على ظروفك الخاصة. يمكنك تطبيق ذلك من خلال الخطوات التالية:
- احصر مسؤولياتك.
- سجل المهام المترتبة عليها.
- حدد الهدف الذي تود تحقيقه في كل مجال من مجالات حياتك.
- ضع استراتيجية واضحة لتحقيق كل هدف.
- التقييم المستمر للوضع:
التقييم هو خطوة أساسية في تحقيق التوازن. كعامل عن بُعد، يجب عليك إجراء تقييم دوري لقياس مدى استقرار وضعك، ويجب أن يتناول التقييم عدة جوانب، مثل:
تقييم مدى التزامك بخطة التوازن:
- هل تسلم مشاريعك في الوقت المحدد وبمرونة؟
- هل علاقتك بأسرتك في حالة استقرار؟
- هل تحصل على وقت كافٍ للترفيه في يومك؟
- هل تجد نفسك مستعدًا وشغوفًا لتحقيق المزيد من الإنجازات في عملك؟
- حدد نقاط الضعف والتقصير التي واجهتها خلال الفترة الأخيرة.
- اقترح حلولًا معقولة تساعدك في الحفاظ على التوازن بين حياتك الشخصية ومهامك الوظيفية.
- من المهم أن تتابع أي مستجدات في مسؤولياتك ومهامك، وكذلك التغيرات في ظروفك.
- أعد ترتيب أولوياتك لضمان الحفاظ على توازن حياتك.
- تحلّى بالمرونة للتعامل مع المستجدات:
إذا احتجت يومًا للبقاء في دوامك لساعة إضافية بسبب طارئ، فالأمر أسهل من توتر نفسك. قم بإكمال عملك بتركيز ثم خذ إجازة تعوض فيها الجهد المبذول. المثالية الزائدة يمكن أن تدمر الخطط ولا تسهم في تحقيق الإنجاز، لذا كن مرنًا في تنفيذ خطتك لتحقيق التوازن.
بمعنى، تقبل حدوث الطوارئ والعقبات، وابحث عن حلول للتعويض. تذكر أن تحقيق التوازن يتطلب التمرين والاستمرار في المحاولة؛ قد تواجه صعوبات في البداية، ولكن مع التعديلات المستمرة، ستصل حتمًا إلى حالة أفضل.
- اعمل بذكاء:
النجاح والإنجاز لا يتوقفان على كمية الجهد المبذول، بل على النتيجة التي تحققها. لذا، اعمل بذكاء دائمًا. على سبيل المثال، بدلاً من قضاء ثلاث ساعات متواصلة لكتابة صفحة بسبب عدم إتقانك للكتابة على الحاسوب، خصص عشر دقائق يوميًا لتعلم الكتابة دون النظر إلى لوحة المفاتيح. بمرور الوقت، ستتمكن من كتابة الصفحة نفسها في ساعة أو أقل.
يمكنك تطبيق نفس المبدأ على جميع التقنيات التي تستخدمها في إنجاز المهام، مثل أدوات تنظيم وإدارة المهام كأداة “أنا” من شركة حسوب، أو برامج جدولة النشر، أو تفويض المهام التي لا تتطلب حضورك.
- اختر بيئة عمل مساعدة:
كموظف عن بُعد، إذا كان عملك الحالي لا يسمح لك بتحقيق التوازن بين العمل والحياة، ففكر في البحث عن فرصة عمل أخرى. لا تلزم نفسك بمشروع طويل الأجل يستغرق يومك بالكامل. من الممكن قبول العمل في مشروع يتطلب ساعات عمل طويلة، ولكن مع إمكانية تقسيم هذه الساعات لتحقيق التوازن في حياتك. لذا، من الأفضل أن تختار دوامًا يمكنك بعد انتهائه من الاهتمام ببقية مسؤولياتك.
- انتبه لأسرتك:
التخطيط لقضاء وقت عالي الجودة مع أسرتك مهم للغاية، حيث يمكن تعويض العمل، لكن الأسرة لا يمكن تعويضها. تحدث مع أفراد أسرتك عن طبيعة عملك ووضح أن وجودك في المنزل لا يعني أنك متاح في كل وقت. هذا سيساعدهم على فهم تقدير جهدك وقد يسهم في توفير بيئة عمل أكثر راحة.
- التزم بوقت الراحة:
لا تقم بإنجاز المزيد من مهام العمل خلال وقت راحتك. كن حريصًا على الفصل التام بين العمل والراحة، حتى لو كنت متحمسًا. تحتاج إلى الراحة لتجديد نشاطك وتغذية روحك والتواصل مع نفسك، والأسرة، والأصدقاء، وهو أمر مهم بقدر أهمية العمل. الإجازات تعتبر فرصة هامة للعودة بحماس وتجدد.
- خصص هاتف للعمل:
يدرك العاملون عن بُعد مدى تأثير الهاتف في تشتيت انتباههم. في الوقت الحالي، أصبح التواصل بين الناس سهلاً للغاية؛ فقد تستقبل رسالة تسألك عن رأيك في خطة عطلة نهاية الأسبوع مع الأصدقاء بينما تكون منهمكًا في عملك، أو قد تتلقى رسالة من مديرك بشأن مستجدات المشروع الأخير أثناء قضائك للعطلة مع أسرتك.
لذا، من الضروري تخصيص هاتف للعمل يحتوي على وسائل التواصل والتطبيقات والأرقام الخاصة بالعمل، واستخدام هاتف شخصي منفصل للحفاظ على التوازن. إذا لم يكن دوامك يتطلب استخدام الهاتف، ببساطة أغلق هاتفك خلال ساعات العمل واحتفظ به بعيدًا عن متناول يدك.
في النهاية، تستحق حياة سعيدة، وهذه السعادة لن تأتي إليك دون جهد مستمر منك. تحقيق السعادة هو تحدٍ، لذا كن على استعداد لمواجهته. ومهما بدا الأمر معقدًا، ثق بأنه بمجرد أن تقرر وتبدأ في محاولة تحقيق التوازن بين العمل والحياة، ستلاحظ تأثير ذلك بوضوح على جميع جوانب حياتك.
تنمية بشرية
“إعادة ابتكار الذات: خطوات نحو تحقيق الأهداف وتجاوز الروتين”
في كثير من الأحيان، ننظر إلى حياتنا ونشعر بأنها تسير بوتيرة ثابتة، بلا جديد يضيف إليها أو يمنحها معنى. نعمل في وظائف لا تثير رضانا ونتبع طرقًا يومية تفتقر إلى المتعة. حان الوقت الآن لاتخاذ القرار الذي طالما انتظرناه، وتحقيق الحلم الذي لطالما راود خيالنا وشغلنا بين أحداث الحياة. في المقال التالي، سنتناول خطوات إعادة ابتكار الذات، ونستعرض تجارب ناجحة قد تكون مصدر الإلهام الذي نحتاجه.
في عام 2002، كان ستيف سيلبربيرغ يعمل كمبرمج لدى شركة استثمارية براتب مريح يصل إلى ستة أرقام. ورغم ذلك، لم يكن سعيدًا. يصف سيلبربيرغ شعوره بالقول: “كنت محبطًا من الحياة المؤسسية. وكانت مشكلة كبيرة بالنسبة لي هي استراتيجية الشركة الاستثمارية التي أعمل بها؛ فـ “إذا كانوا يرون ربحًا من إزالة الغابات أو تلويث المجاري المائية، فإنهم يستثمرون فيه.” كان ذلك يتناقض تمامًا مع حبه للطبيعة. كما كانت المتطلبات اليومية في العمل تثبط همته. يقول: “كنت أجلس في مكتبي كل يوم أفكر في كيفية الخروج إلى البرية أكثر. كنت أرغب في السفر بحقيبة الظهر، ربما ليس بشكل يومي، بل بشكل ربع سنوي. ألن يكون ذلك رائعًا؟”.
عندما بلغ سيلبربيرغ سن الأربعين، أدرك أنه يسبق والده بخمسة عشر عامًا، الذي توفي بسبب مرض السرطان في ذلك العمر. يقول سيلبربيرغ: “لم يفعل والدي أبدًا الأشياء التي كان يقول إنه يريد القيام بها، مثل السفر أو القيام برحلة بحرية. وأدركت أن هذه الأمور مهمة بالنسبة لي، وأن الوقت قد حان لتحقيقها”. بدأ سيلبربيرغ في التخطيط لمشروع جديد، يتمثل في توجيه الرحالة عبر أجمل الأماكن الطبيعية في أمريكا، حيث يمكنه الاستمتاع بالمناظر وتحسين صحته في الوقت ذاته. رغم أن هذا المشروع لن يكون مستقرًا أو مربحًا مثل عمله في البرمجة، إلا أنه كان مستعدًا للمخاطرة. يقول: “لم يكن لدي زوجة أو أطفال، مما منحني حرية التجربة والفشل”.
في العام الماضي، قاد سيلبربيرغ 12 رحلة ونجح في تأمين لقمة عيشه من عائدات مشروعه للترحال “فيت باكينج”. يقول سيلبربيرغ: “أكسب ربع ما كنت أحققه من المال سابقًا، لكن حياتي أصبحت رائعة للغاية. على سبيل المثال، ذهبت للتزلج البارحة، وخلال يومين سأقوم بإرشاد مجموعة عبر حديقة بيج بين الوطنية”.
الذات دائمة التغير:
يحلم الكثيرون بمستقبل يختلف تمامًا عن حاضرهم، مثل العيش في مكان ساحر كهاواي بدلاً من مكانهم الحالي، أو الانتقال من حياة العزوبية إلى حياة الأسرة. لكن الانتقال من الوضع الحالي إلى ما نرغب فيه ليس بالأمر السهل، لأن هناك قوى نفسية قوية تعيق عملية إعادة الابتكار. من طبيعتنا أن نركز على المخاوف اليومية في المقام الأول، وغالبًا ما تكون رؤيتنا للمستقبل غير واضحة أو مشوشة. حتى إذا كنا نركز على المستقبل، فإننا نخشى أن نلاحق ما قد يتبين أنه مجرد أحلام خاطئة.
في كثير من الأحيان، نستسلم في اللحظة التي نحتاج فيها فقط إلى دفعة إضافية للأمام، أو نواصل السير عندما ينبغي علينا التوقف. بدون تقييم دقيق لحاضرنا ومستقبلنا، واتباع نهج فعال لوضع الأهداف ومتابعتها، قد نواجه مستقبلاً لا نرغب فيه حقًا. قد نجد أنفسنا مرضى، مفلسين، وحيدين، أو حتى غير قادرين على تحقيق ذاتنا.
فما الذي يمكن أن يفعله الحالم إذن؟
تقول رافينا هيلسون، أستاذة علم النفس في جامعة كاليفورنيا في بيركلي: “علينا أن نعدل هوياتنا بينما نتقدم في الحياة”. وقد قادت الأستاذة هيلسون “دراسة ميلز”، التي تتبعت حوالي 120 امرأة فوق سن الخمسين، وأجرت فحصًا للسمات الشخصية، والتأثير الاجتماعي، والتنمية الشخصية. أثبتت الدراسة أن الوقت لم يفت أبداً لإعادة ابتكار الذات. وتضيف هيلسون: “حتى في سن الستين، يمكن للأشخاص أن يسعوا ليصبحوا ما يرغبونه”. في دراسة ميلز، أظهرت حوالي 12 امرأة تتراوح أعمارهن بين 60 و70 عامًا تغيرًا إيجابيًا في شخصياتهن.
ولكن من الحكمة أن تبدأ مبكرًا. يقول آرت ماركمان، أستاذ علم النفس في جامعة تكساس في أوستن ومؤلف كتاب “التغيير الذكي”: “لا يمكنك إنجاز الأمور الصعبة في يوم واحد، أو حتى في أسبوع، أو في حالتي، حتى في 12 عامًا ونصف”. قبل أكثر من عقد، قرر ماركمان تعلم العزف على الساكسفون للانضمام إلى فرقة موسيقية، ويضيف: “يجب أن تمنح نفسك وقتًا كافيًا لتحقيق هدفك بشكل فعلي”.
يحذر ماركمان من أنه إذا لم يكن لديك أهداف طويلة المدى، فقد تجد نفسك مشغولًا بالقيام بالكثير من الأمور اليومية الصغيرة مثل تنظيف المنزل، إرسال البريد الإلكتروني، أو مشاهدة التلفزيون، دون أن تحقق أي تقدم نحو مستقبلك. هذا يمكن أن يجعلك تشعر بعدم الراحة وعدم الإشباع. يقول ماركمان: “الأشياء الكبيرة في الحياة، مثل الأبوة أو أن تصبح خبيرًا في مجال ما، هي التي تعطي الحياة نكهتها”. كيف يمكنك أن تعرف ما يجب أن تسعى لتحقيقه؟ يوصي ماركمان بأن تتخيل نفسك في المستقبل وتسأل: “ما الذي سأندم عليه إذا لم أفعله؟” ثم استخدم هذه الرؤية كوسيلة لتخطيط حياتك وتجنب تلك النهاية.
كن صادقا مع مستقبلك:
قبل أن تتمكن من إعادة ابتكار نفسك، من الضروري أن تعرف من أنت حاليًا، وفقًا لروبرت ستيفن كابلان، عميد كلية إدارة الأعمال بجامعة هارفارد ومؤلف كتاب “ما أنت مقدر لفعله حقًا”. يقول كابلان: “يحتاج الناس إلى فهم نقاط قوتهم وضعفهم، وعواطفهم، وقصصهم الشخصية، ومن ثم يمكنهم التأمل في ما يجري حولهم في العالم ومحاولة التكيف مع الفرص المتاحة”. يكمن التحدي في تقييم الذات في أن معظمنا يميل إلى التوهم بأن لدينا قدرات فوق متوسطة، رغم أنه من غير الممكن أن يكون الجميع كذلك.
لذلك، من الضروري أن تكون صادقًا تمامًا مع نفسك في تقييم ذاتك والجهد المطلوب لتحقيق إعادة ابتكارك. ناقش أحلامك مع الأشخاص الذين يهتمون بك ويعرفونك جيدًا، والذين تثق في أنهم سيكونون صادقين معك بشأن نقاط قوتك وضعفك. هؤلاء الأشخاص يمكنهم مساعدتك في تحديد مهاراتك وتوضيح شغفك الحقيقي.
عيّن أهدافا حقيقية واتخذ إجراءات حقيقية:
عند تخطيطك لإعادة ابتكار ذاتك، حاول أن تكون واقعيًا قدر الإمكان. كما يشير بيتر غولويتزر، أستاذ علم النفس في جامعة نيويورك والمتخصص في أهداف الهوية، “لا يجب أن تكون متفائلًا بشكل مفرط خلال مرحلة الانتقال، لأن ذلك قد يدفعك لاختيار الهدف الخاطئ”. من المهم أيضًا أن تدرك أن أهداف التعلم أو الأهداف التي تتطلب إجراءات عملية تكون أكثر واقعية وقابلية للتحقيق مقارنةً بأهداف الأداء أو النتائج النهائية. لذا، بدلاً من تحديد هدف “أن تصبح طاهًا كبيرًا وشهيرًا”، قرر أن “تتعلم الطهي بشكل جيد” كهدف ملموس وممكن التحقيق.
هيئ نفسك للنجاح:
من المحتمل أن يتطلب التجديد خلق عادات إيجابية وبناءة جديدة لتخليك عن الروتين الذي اتبعته لسنوات. أثناء قيامك بذلك، ستبدأ في بناء ردود فعل جديدة وتذكيرات داخلية لما ينبغي عليك فعله. على سبيل المثال، إذا كان اليوم هو الثلاثاء والساعة السادسة صباحًا، ستعرف أنه حان وقت مغادرتك لحصة الفن، مما سيساعدك على تجهيز لوازمك وإدخالها في السيارة بدلاً من التفكير في أعذار للبقاء في المنزل.
إن تبني عادات جديدة هو وسيلة فعالة لمواجهة الجمود الذاتي. يقول بعض الأشخاص: “أريد أن أتزوج، لكنني سأنتظر وأرى ما سيحدث”. وهذه طريقة غير محددة لتحقيق الهدف، حسبما يشير مايير. يضيف: “إذا قلت بدلاً من ذلك، أود أن ألتقي بشخص جديد كل بضعة أسابيع، فإن هذه الخطة تزيد من احتمالية العثور على شريك”.
توقع العقبات:
في تسارع الأحداث، اقتنيت آلة البيانو وكراسة النوتات الموسيقية، وعثرت على أستاذ، وتعلمت أغنيتك الأولى. لكنك الآن تدرك أن الطريق نحو تحقيق الاحتراف ما زال طويلاً، وهذا هو الوقت المثالي لتعزيز تفاؤلك. كما يقول غولويتزر: “إذا كنت على الطريق وبدأت تشعر بالإرهاق، تحتاج إلى دفع نفسك نحو هدفك”. لدينا الكثير من الطاقة وقوة الإرادة لنستعين بها يوميًا، ولكن إذا كنا قد استخدمناها بالفعل في اتخاذ قرارات صعبة في العمل، فقد لا يتبقى لنا طاقة كافية لقضاء أمسية في المتحف أو حضور دورة مالية في المدرسة الليلية.
هذا النموذج لقوة الإرادة، الذي وصفه روي بوميستر وزملاؤه لأول مرة، يُعرف بـ “نضوب الأنا”. من الضروري أن تكون واعيًا لهذا الأمر وتبقى حذرًا منه. لتظل إيجابيًا ومتحفزًا، ابحث عن طرق لتتبع إنجازاتك أثناء تقدمك. فقد أظهرت الدراسات أن تدوين أهدافك يزيد بشكل كبير من احتمالية تحقيقها.
إعادة تقييم دائمة:
لا يعيش الجميع حياتهم وهم يسعون لتحقيق أحلام طفولتهم، كما يقول كابلان: “العالم من حولنا ليس ثابتًا، وأنت نفسك لست ثابتًا”. قد لا تكون أحلامك اليوم هي نفسها أهدافك بعد سنتين أو ثلاث سنوات أو حتى خمس سنوات. وحتى إذا كانت كذلك، فإن التقدم الذي تحرزه اليوم نحو تحقيقها قد لا يرضيك في المستقبل.
تابع تقدمك في إعادة ابتكار ذاتك بشكل سنوي. يستخدم بعض الأشخاص أعياد ميلادهم أو العطلات الصيفية أو بداية العام الجديد لتقييم ما إذا كانوا يتجهون في الاتجاه الصحيح، أو إذا كانوا بحاجة لتعديل أهدافهم. وقد أظهرت دراسة فرنسية حديثة تتبعت 704 من كبار السن على مدى ست سنوات أن أولئك الذين كانوا مرنين بما فيه الكفاية لضبط أهدافهم حققوا مستويات أعلى من الرضا عن حياتهم.
احتفل بالنجاح:
عندما ننجح في إعادة ابتكار ذاتنا، نشعر بالفخر والإنجاز والرضا. راندولف، على سبيل المثال، لا تنسى أبدًا الفرح الذي شعرت به عندما نام ابنها لأول مرة في حضنها، وتقدّر كل يوم تلك اللحظات الصغيرة من الأمومة. أما ستيف سيلبربيرغ، الذي تحول من مبرمج إلى مشروع “فيت باكينغ”، فيشعر بالنشوة في كل رحلة عندما تصل مجموعته إلى أعلى مرتفعات إليزابيث باس في سيكويا وحدائق كينجز كانيون الوطنية، أو قمة إيموري الشهيرة. هذا الشعور لم يختبره يومًا كمبرمج، ويجعل كل الجوانب السلبية لإعادة ابتكاره لذاته — مثل انخفاض الأجر، والطبيعة الدورية لحجوزات السفر، وعزلة العمل الخاص — تستحق الجهد. يقول سيلبربيرغ: “أنا كبير في السن بما يكفي لأكون ساخراً، لكنني أعتقد أن هذا الشعور سينمو، وأرى أشياء جيدة في المستقبل”.
اقرأ ايضاً: كيف يمكن للأخطاء أن تكون دافعًا للتطور والنمو
اقرأ ايضاً: كيفية إنشاء عادات يومية صحية ومستدامة
اقرأ ايضاً: عادات صباحية لتحسين إنتاجيتك: كيف تبدأ يومك بشكل صحيح
تنمية بشرية
“تحويل الفشل إلى نجاح: كيف يمكن للأخطاء أن تكون دافعًا للتطور والنمو”
الفشل جزء لا يتجزأ من رحلتنا في التعلم والنمو، وهو يثير تساؤلات حول تأثير الدراسة والحياة على تطورنا من خلال تجارب الفشل والأخطاء. يختلف تعامل الفرد مع الفشل في هذين السياقين؛ فالمدرسة غالباً ما تكون بيئة تعليمية تعاقب على الأخطاء وتقيم الأداء بشكل صارم، بينما تمنحنا الحياة فرصة لتعلم الأشياء من البداية واستخدام الفشل كمحفز للنمو والتطور. في هذه المقالة، سنستعرض كيفية تعزيز النجاح من خلال التفكير الإيجابي في الأخطاء وقضية الفشل.
في عالمنا المعقد والمتغير باستمرار، يتساءل الكثيرون عن كيفية تحويل الفشل إلى وسيلة لتحقيق النجاح في مختلف جوانب الحياة، سواء في التعليم أو العمل أو في تطوير الذات والمؤسسات. ورغم أن الفشل قد يثير الشكوك والقلق، إلا أنه يمكن أن يكون نقطة انطلاق نحو نجاحات كبيرة إذا تعلمنا كيفية التعامل معه بشكل إيجابي. فالتفكير بإيجابية حول الفشل يمكن أن يغير نظرتنا إليه من عقبة لا يمكن تجاوزها إلى فرصة للتعلم والنمو وتحسين الذات.
معنى الفشل في سياق الحياة:
في الحياة اليومية، نجد قصص نجاح مذهلة لأشخاص تمكنوا من تجاوز تجارب فاشلة. والواقع أن معظم الناجحين قد واجهوا تحديات واختبارات صعبة لم يحققوا فيها النجاح من المحاولة الأولى. وبالاستناد إلى مبدأ “نتعلم من الأخطاء”، يمكن أن يصبح الفشل مصدر إلهام ودافع قوي لتطوير المهارات الشخصية والمهنية.
في حياتنا اليومية، يقوم الناس بتحويل الفشل إلى نجاح. دعونا نلقي نظرة على قصص واقعية لبعض الشخصيات الشهيرة التي حققت النجاح بعد تجارب فاشلة.
- توماس إديسون: الجميع يعرفه كمخترع المصباح الكهربائي، لكن ما قد لا يعرفه الكثيرون هو أنه خاض مئات المحاولات الفاشلة قبل أن يصل إلى النموذج الناجح. كان إديسون يرى في كل محاولة فاشلة خطوة تقربه من النجاح.
- ألبرت أينشتاين: على الرغم من أنه يُعتبر أحد أعظم العلماء في التاريخ، إلا أن مسيرته العلمية كانت مليئة بالتحديات. في البداية، لم يُعترف به وتم رفض أبحاثه، لكنه لم يستسلم، وأثبت نفسه فيما بعد.
- والت ديزني: رغم أنه طُرد من وظيفته بتهمة قلة الإبداع، إلا أنه تمكن من بناء إمبراطورية ديزني العظيمة.
تحويل الفشل إلى تفوق:
الفشل جزء طبيعي من الحياة، ويختبره الجميع في بعض الأحيان. ومع ذلك، لا يعني الفشل أنك غير قادر على النجاح. في الواقع، يمكن أن يكون الفشل أداة قوية للتعلم والنمو، حيث يكمن سر النجاح ليس في تجنب الفشل، بل في كيفية التعامل معه وتحويله إلى فرصة للتطور. هذا يتطلب قوة داخلية وثقة بالنفس. كما يقول الخبير جورج كارلين: “إذا لم تختبر الفشل، فلن تتعلم شيئًا جديدًا”. من خلال المثابرة والعمل الجاد لتجاوز التحديات، يمكن للفرد تحقيق نجاحات عظيمة قد لا تكون ممكنة بدون تلك التجارب الفاشلة. هذا الجهد المبذول في التعلم من الفشل يؤدي إلى نجاحات مستدامة. وكما تقول الخبيرة كارول دويك: “من يتعلم من أخطائه يحصد النجاح في المستقبل”.
وفي ما يلي بعض النصائح حول كيفية تحويل الفشل إلى تفوق:
- تقبل الفشل كخطوة أولى في التعامل معه. لا تحاول إنكاره أو إخفاءه، بل خصص وقتًا لفهم ما حدث ولماذا حدث.
- بعد قبول الفشل، انتقل إلى مرحلة تعلم من أخطائك. حدد ما الذي قمت به بشكل خاطئ، وفكر في كيفية تحسين الأمور وتغيير استراتيجياتك في المرة القادمة.
- استمر في المحاولة، فالفشل ليس نهاية العالم، بل هو مجرد خطوة في طريق النجاح. لا تستسلم لأحلامك لمجرد أنك فشلت في المحاولة الأولى. استمر في السعي والعمل الجاد حتى تحقق هدفك.
- كن إيجابيًا حتى في أوقات الفشل. تذكر أن الفشل جزء من العملية، ولا تدعه يثبط عزيمتك. بدلاً من ذلك، ركز على ما يمكنك تعلمه من التجربة وكيفية الاستفادة منها لتحسين نفسك.
في الختام:
قال ألبرت أينشتاين: “من لم يرتكب أي خطأ في حياته، لم يحاول أبداً أن يبدع في شيء”. هذه المقولة تذكرنا بأن الأخطاء جزء طبيعي من عملية التعلم والنمو. عندما نرتكب أخطاء، نحصل على فرصة للتعلم منها وتحسين أنفسنا. يجب ألا نخشى الأخطاء، بل ينبغي أن نراها كفرص للنمو والتطور.
إذا كنا خائفين من ارتكاب الأخطاء، فلن نحاول أبداً ولن نتعلم أي شيء جديد. يجب أن نكون مستعدين للمخاطرة بارتكاب الأخطاء إذا أردنا النجاح. الأخطاء ليست سببًا للاستسلام، بل هي سبب للاستمرار في المحاولة.
في النهاية، يجب أن ندرك أن الفشل ليس نهاية الطريق، بل هو فرصة للنمو والتعلم. يتطلب الأمر شجاعة وكفاحًا داخليًا لمواجهة التحديات بإيجابية واستخدام الأخطاء كفرص للتطوير. القيم المستفادة من هذا المنهج يمكن أن تساهم في بناء أجيال تتسم بالتفكير الإيجابي وإرادة تحقيق النجاح، حتى في مواجهة الصعوبات.
- اخبار السينما و الفن9 أشهر ago
كلمات اغنية كايروكي – تلك قضية 2023
- اخبار السينما و الفن10 أشهر ago
أثار إعلان فيلم Tiger 3،ضجة كبيرة بسبب مشهد معركة المناشف بين كاترينا كايف و ميشيل لي في الحمام التركي
- راديو مصر علي الهوا10 أشهر ago
ريهام مصطفى
- اخبار السينما و الفن10 أشهر ago
كلمات اغنية حمود الخضر – فلسطين بلادي 2023
- البوابة الأخبارية11 شهر ago
قائمة الزمالك لمباراة أرتا سولار اليوم
- شعر و خواطر11 شهر ago
قصيدة غزة عايشه فـي بـحر دم
- اخبار السينما و الفن9 أشهر ago
كلمات اغنية مروان بابلو – ميلوديز 2023
- مما قرأت و اعجبنى10 أشهر ago
كيلو السكر فيه كام معلقة ؟ … يوميات ونيس ج٤ – ١٩٩٧