هذه السلسلة المستوحاة من سلسلة الفنان يحيى الفخراني “قصص الحيوان في القرآن” تأتي لنقدم للأطفال قصصاً ممتعة ومفيدة مستوحاة من القرآن الكريم. تسلط هذه السلسلة الضوء على قصص الأنبياء والمرسلين والقبائل الظالمة التي دعتهم الرسل إلى الحق والعدل. تهدف هذه القصص إلى تعزيز القيم الإسلامية والأخلاقية لدى الأطفال، وتعريفهم بأحداث القرآن الكريم بطريقة مشوقة وممتعة تناسب فهمهم ومستواهم العقلي.
قصة ذئب يوسف، الجزء الثاني:
سقط الذئب المسكين في الفخ الذي نصبه إخوة يوسف عليه السلام وحملوه مقيدا إلى أبيهم، فأمرهم سيدنا يعقوب أن يتركوا الذئب له وينصرفوا، قال أحد أبنائه وهو يخرج احذره يا أبي فإنه ذئبا غادر.
خلت الغرفة بالنبي الكريم والذئب المتهم. أخرج سيدنا يعقوب قميص يوسف عليه السلام الملطخ بالدم الكاذب، وتأمل نسيج القميص فوجده سليمًا لم يُخدش. فقال في نفسه: “كيف يفترس الذئب ابني يوسف ويبقى قميصه سليمًا؟ لقد كان خطئي، حينما أراد إخوة يوسف أن يصطحبوه، قلت إنني أخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون. قدمت خوفي منك على حفظ الله ورعايته له، فأصابه ما ترى. ابتلاني الله وضاع مني يوسف وجاءوا بك بدلاً منه”.
ثم فك قيود الذئب وأطلق سراحه، فانطلق الذئب يجري غير مصدق أنه قد استعاد حريته. بدأ يركض بلا وجهة محددة، وكلما قابل شخصًا في طريقه، فر منه الناس. وكل من رآه ألقى عليه حجرًا أو سهمًا مشتعلًا وهو يصرخ: “هذا ذئب يوسف!”
غادر الذئب المكان الذي كان يعيش فيه وسافر إلى مصر. في إحدى الليالي، بينما كان يبحث عن الطعام، اقترب من غرفة يشع منها نور النبي يوسف عليه السلام. كان النبي يوسف قد أُرسل إلى هذا السجن ظلمًا، لأن امرأة العزيز أرادت سجنه بعدما راودته عن نفسه فاستعصم ورفض أن يفعل ما يغضب الله.
كان النبي يوسف داخل السجن يدعو رفاقه إلى الإيمان بالله الواحد القهار. التف السجناء حول النبي الكريم وتأثروا بكلامه الطيب ودعوته إلى الله. جلس الذئب أيضًا يستمع ويلتمس النور الذي يخرج من بين القضبان.
ذهب النبي يوسف إلى قصر الملك في مهمة خاصة، وأصبح أمينًا على خزائن البلاد. بالأمس كان سجينًا، واليوم صار حاكمًا. سبحان من له الدوام.
عاد البصر إلى النبي يعقوب، وسافر إلى مصر مع أسرته للاحتفال بسيدنا يوسف وهو جالس على العرش.
{فَلَمَّا دَخَلُوا۟ عَلَىٰ يُوسُفَ ءَاوَىٰٓ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ٱدْخُلُوا۟ مِصْرَ إِن شَآءَ ٱللَّهُ ءَامِنِينَ * وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى ٱلْعَرْشِ وَخَرُّوا۟ لَهُۥ سُجَّدًۭا ۖ وَقَالَ يَـٰٓأَبَتِ هَـٰذَا تَأْوِيلُ رُءْيَـٰىَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّى حَقًّۭا ۖ وَقَدْ أَحْسَنَ بِىٓ إِذْ أَخْرَجَنِى مِنَ ٱلسِّجْنِ وَجَآءَ بِكُم مِّنَ ٱلْبَدْوِ مِنۢ بَعْدِ أَن نَّزَغَ ٱلشَّيْطَـٰنُ بَيْنِى وَبَيْنَ إِخْوَتِىٓ ۚ إِنَّ رَبِّى لَطِيفٌۭ لِّمَا يَشَآءُ ۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْحَكِيمُ} [يوسف: 99-100].
لا تعليق